بم يخبرك لون عينيك عن صحتك؟
يتفاوت الميلانين في عين كل إنسانٍ عن غيره؛ إذ يكثر مُدكِّنًا لون العين، وقد يقل، فتكتسي العين بلونٍ أزرقٍ أو أخضر، وقد ثبت أنّ أصحاب العيون الفاتحة مثلًا أكثر عُرضةً لأنواع مُعيّنة من الأمراض، وربَّما يتغيَّر لون العين لاحقًا إمّا تغيُّرًا كُلِّيًّا وإمّا جزئيًّا، فعلامَ يدل ذلك التغير من ناحية صحتك الجسدية؟
لماذا تختلف ألوان عيوننا؟
الميلانين كلمة السر في اختلاف ألوان العيون؛ إذ ينتشر في طبقتَي القزحية، وإن كانت كمية الميلانين كبيرة في الطبقة الخلفية للقزحية، فإنّ لون العين بني داكن على الأرجح.
أمَّا لو كانت كمية الميلانين قليلة في الجزء الأمامي من القزحية، فإنَّ لون العين يصير أفتح بعض الشيء؛ أي أزرق، أخضر، أو عسلي، فكُلّما زادت كمية صبغة الميلانين في العين، صارت أكثر دكونةً.
ويُظنّ أنَّ العيون الزرقاء ظهرت للمرة الأولى منذ 6,000 - 10,000 سنة؛ نتيجة خللٍ جيني؛ إذ اعتقد الباحثون أنَّ الخلل الجيني الذي وقع للأوروبيين بما جعل العيون زرقاء، أدَّى إلى قلة إنتاج الميلانين في قزحية العين.
هل يتنبَّأ لون العين بصحتك؟
يُساعِد لون العين في التنبؤ ببعض الأمراض التي قد تُصِيب الإنسان لاحقًا، أو ربَّما تدل على سلامة عينه من بعض الأمراض كذلك، وأمثلة ذلك:
ذوو العيون الفاتحة أكثر عُرضةً لسرطان البشرة
نُشرت دراسةٌ عام 2021 في مجلة أسباب السرطان ومكافحته «Journal cancer causes and control»، مُتفحِّصةً 35,000 رجل، فوُجد أنَّ ذوي العيون الخضراء، العسلية، أو الزرقاء، أكثر عرضةً للإصابة بسرطان الجلد من ذوي العيون الداكنة بنسبة:
- 24% لسرطان الخلايا الحرشفية.
- 17% لسرطان الخلايا القاعدية.
فمن لديهم صبغات أقل في العين، لديهم صبغات أقل في البشرة أيضًا، وهو ما يزيد فرص الإصابة بالسرطان.
ذوو العيون البنية أقل عرضةً للتنكُّس البقعي واعتلال الشبكية السُّكري
التنكُّس البقعي المرتبط بالعمر، أحد الاضطرابات التي يتلف فيها جزءٌ من الشبكية، خاصةً مع تقدُّم السن، ما يُؤدِّي إلى فقد الرؤية المركزية، وهو أشهر أسباب فقد البصر لدى الأفراد الأكبر من 50 عامًا، فأصحاب العيون البنية أقل عُرضةً لذلك الداء.
وكذلك هم أقل عرضةً للإصابة باعتلال الشبكية السكري، الذي هو أحد مضاعفات مرض السكر؛ إذ يُظنّ أنّ الصبغة تحمي العين بعض الشيء، حسب «aarp».
اقرأ أيضًا:الضوء النبضي المكثف.. كيف يعالج جفاف العين؟
ذوو العيون الداكنة أكثر عُرضةً للمياه البيضاء
أشارت مراجعة للدراسات عام 2014 إلى أنَّ أصحاب العيون الداكنة أكثر عُرضةً للإصابة بالمياه البيضاء، ولكن لم يتأكَّد الباحثون من حقيقة سبب ارتباط اللون الداكن بالمياه البيضاء.
فاقترح بعضهم أنّ زيادة الميلانين في القزحية، تُؤدِّي إلى تراكم الحرارة في العيون المرتبطة بالمياه البيضاء.
وربَّما لا يكون للون العين علاقةٌ بفرص الإصابة بالمياه البيضاء، وإنّما موطن المعيشة؛ إذ ثمّة علاقة بين التعرُّض لأشعة الشمس، وخطر الإصابة بالمياه البيضاء، وغالب أصحاب العيون الداكنة يعيشون بالقرب من خط الاستواء، فما زالت هناك حاجةٌ إلى مزيدٍ من الأبحاث، وعلى كل حالٍ، لن يضرُّك ارتداء نظارة شمسية لحماية عينك.
إلامَ يُشِير تغيُّر لون العين؟
ينبغي استشارة الطبيب حال تغيُّر لون العين، وتضمُّ بعض التغيُّرات التي قد تطرأ على لون العين ما يلي:
1- حلقة بيضاء أو زرقاء ضبابية حول القرنية
يُعرَف ذلك باسم «قوس شيخية»، وهي نتيجة تراكم الدهون في العين، خاصةً لدى كبار السن، وهي غير خطيرة غالبًا، لكنّها قد تجعل مظهر لون العين مختلفًا قليلًا، وربّما تكون دلالة على ارتفاع مستويات الكوليسترول.
2- فقدان الصباغ
قد تُسبِّب بعض أمراض العين فقدان الصباغ بمرور الوقت، وأحد هذه الأمراض الجلوكوما أو زرقة العين؛ إذ تتساقط الصبغة من الجزء الخلفي للقزحية، بما يرفع ضغط العين.
كذلك قد تُفقَد صبغة العين بعد جراحة المياه البيضاء، فإذا زُرعت العدسة الجديدة في موضعٍ خاطئ، قد تُؤدِّي إلى خروج صبغة العين من مكانها.
3- نمش (بقع) القزحية
كما يُصابُ بعضنا بنمش الجلد إثر التعرُّض لأشعة الشمس، فكذلك العين، وهي بقع بنية على قزحية العين، تُبدِيها وكأن لونها قد تغيَّر، وليس لها أضرار.
أيضًا، يُوجد ما يُعرَف ب«وحمة القرنية»، وهي زوائد داكنة في العين؛ تُحدِثها الخلايا الصبغية، وغالبها لا يُعدّ مصدر خطورة، لكنّها قد تزيد فرص الإصابة بسرطان العين.
اقرأ أيضًا:ما هي طريقة 20-20-20 للتغلب على إجهاد العين الرقمي؟
4- احمرار بياض العين
ثمّة احمرار لبياض العين يأتي مع إجهاد العين مثلًا، أو الحساسية، وهذا ليس موضع حديثنا، وإنَّما الاحمرار الشديد الذي قد ينجم عن التهاب عِنَبيّة العين، وهي الطبقة الوسطى من العين، و التي قد تلتهب نتيجة عدوى، أو مرضٍ مناعيٍ ذاتي، مثل الذئبة الحمراء.
إِنْ لاحظت احمرار العين، مع حساسية تجاه الضوء، وتغيُّم للرؤية، أو رؤية أجسامٍ طافية، فلا تتردّد في استشارة الطبيب؛ لأنّ التهاب عنبية العين من الخطورة بما قد يُهدِّد بفقدان البصر.
5- اصفرار بياض العين
اصفرار بياض العين (أو البشرة) يُعرَف باليرقان، وهو نتيجة زيادة مستويات البيليروبين في الدم، غالبًا بسبب اضطراب الكبد، وربَّما لا يجتاح اللون الأصفر بياض العين، بل قد يقتصر على بقعٍ أو كتلٍ صفراء فقط، فقد تنشأ بعض الزوائد بذلك اللون في العين؛ نتيجة التعرُّض للشمس، الرياح، أو الأتربة، حسب الأكاديمية الأمريكية لطب العيون «American Academy of Ophthalmology».
6- انقلاب العين البنية إلى داكنة، والعسلية إلى بنية
عندما يُصابُ أحدٌ بالجلوكوما، فإنّ السبيل العلاجي الأول يتضمَّن استخدام أدوية البروستاغلاندين، والتي قد تُغيِّر لون العين؛ إذ تجعل العين البنية داكنة، والعسلية بنيةً أكثر، لكن لا تتسبَّب في انقلاب لون العين إلى أزرق أو أخضر عادةً.
7- بياض العين
يتسبَّب إعتام عدسة العين أو المياه البيضاء في تغيُّم العدسة، ما يجعل العين تبدو بيضاء، ونحو ¼ البشر الذين بلغوا أواخر الستين من العمر يُعانُون ذلك، وكذلك أكثر من ⅓ مَن تجاوزوا السبعين عامًا، ويسهل علاج المياه البيضاء جراحيًّا.