فارق العمر بين الرجل والمرأة.. هل الأمر مهم حقًا؟
من أهم الأشياء التي يختلف حولها الناس في أمور الزواج، فارق العمر بين الرجل والمرأة، الذي يؤدي إلى علاقة مثالية بين الزوجين، البعض يرى أن فارق العمر بين الرجل والمرأة يجب أن يكون كبيرًا لصالح الأول لعوامل سنستعرضها في السطور التالية، بينما يرى البعض أن التوازن بحد ذاته واقتراب الأعمار يحقق الزواج الأفضل، وعليه؛ إليك كل ما تريد معرفته بخصوص هذه المسألة.
ما هو فارق العمر المناسب بين الزوجين ليكون الزواج ناجحًا؟
تختلف الدراسات في هذا الأمر، ولكن بشكل عام، يمكننا أن نقول بأن العلاقة الزوجية السعيدة تتحقق عندما يكون فارق السن من سنةٍ واحدة وحتى 7 سنوات بحسب ما جاء بموقع Bscholarly.
قد يؤدي فارق السن المذكور (من عام حتى 7 أعوام، ولصالح الرجل) إلى احترام الزوجة له بدافع السن، حيث يكون الرجل أمامها قد اكتسب من الخبرات ما يجعل وجهة نظره أعمق وأكثر شمولية، وفي نفس الوقت لا يكون الفارق بينهما مدعاة للإحساس بفوارق الأجيال، حيث يكون من نفس جيلها إلا أنه أكبر قليلًا، وهذا يجعله ناضجًا بما يكفي لاحتوائها واستيعاب كل تغيراتها، ملمًا بما هو ضروري في الحياة العملية والشخصية لزوجته، والأهم أنه ليس "دقة قديمة" كما يقول البعض في عينها.
اقرأ أيضًا: العمر مجرد رقم في الحب.. مشاهير تزوجوا رغم فارق السن بينهم (صور)
الطرح العام حول أن المرأة تكتسب نضجًا أكثر من الرجل بعمر أصغر ليس صحيحًا على طول الخط، لكن المؤكد أن الطرف الذي يُطلب أن يكون أكثر نضجًا في تلك العلاقة هو الرجل.
فرق السن بين الزوجين شرعًا
شرعًا من ناحية الإباحة والتحريم، لا يوجد سن يربط مسألة فارق العمر بين الرجل والمرأة، وقد كانت السيدة خديجة بنت خويلد تكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تزوجا بخمسة عشر عامًا، ومن ثم فلا مانع من الزواج في أي سن ما دام الزوج والزوجة يطيقان النكاح.
الإمام ابن باز رحمه الله يرى أن الفارق السني لا يضر بأي حال من الأحوال إذ قال في فتوى سابقة له: "إذا جاء الزوج الصالح ولو أنه ابن أربعين وهي أم عشرين أو خمسة عشر الأصل سهل لا شيء في هذا، سواء كانت فوقه أو هو فوقها في السن، المهم أن يكونا صالحين، يكون الزوج صالحًا، والزوجة صالحة، ولا يضر ارتفاع السن بينهما، فينبغي أن يلاحظ هذا، وأن يعرف العاقل هذا الشيء حتى يقنع بنته وأخته بهذا الشيء".
إيجابيات وسلبيات فارق العمر بين الزوجين
بعد أن أقررنا رأي الشرع في أنه لا مشكلة في الزواج بأي عمر بين الرجل والمرأة ما دام أطاق الطرفان النكاح وارتضى ولاة الأمر ما بينهما من عقدة النكاح وأمور الدين والاتفاقات المختلفة، دعونا نتحدث الآن عن إيجابيات وسلبيات فارق العمر بين الرجل والمرأة، من نواحٍ مختلفة، فمن حيث:
1. الاختلاف في الشخصية
الإيجابيات: يمنع الملل بشكلٍ أو بآخر لاختلاف وجهات النظر وهذا يُعزز من أواصر العلاقة.
السلبيات: ولكن في نفس الوقت، يمكن أن يؤدي الاختلاف في الشخصية وفي وجهات النظر إلى وجود الخلافات لصعوبة إيجاد أرضية نقاش مشتركة.
2. الاختلاف في الاهتمامات والهوايات
الإيجابيات: أيضًا يحول هذا الاختلاف دون الشعور بالملل لتنوع وكثرة الأنشطة التي يمكن تأديتها، وبالتالى تقوى العلاقة.
السلبيات: قد يحد هذا الاختلاف من التعاون ويخلق مشاعر بالوحدة أو الانفصال.
3. الاختلاف في أهداف الحياة وقيمها
الإيجابيات: من المتوقع أن تختلف أهداف الزوجين ومنظورهما تجاه الحياة إن اختلف الفارق العمري بينهما، وهذا جيدٌ على مستوى إتاحة الفرصة للنقاشات العميقة والمثيرة، ناهيك أنه يُشجّع على النمو.
السلبيات: ولكن لا يجب أن نغفل عن الجانب السلبي من الأمر وهو أيضًا وجود الخلافات لعدم التوافق، وعليه تنشأ صعوبة في اتخاذ الكثير من القرارات.ز
4. الخلفية الاجتماعية والثقافية
الإيجابيات: بحكم الاختلاف في العمر، من الوارد أن يكون الطرفان مختلفين على المستوى الثقافي والاجتماعي، وهذا يُعزز من التجارب المُشتركة ويجعلها أكثر ثراءً.
السلبيات: إلا أن المشكلة -في بعض الأحيان- تكمن في وجود حواجز تعوق التواصل وقد تؤدي إلى سوء الفهم.
اقرأ أيضًا: مشاهير تجمعهم علاقات حب رغم فارق السن الكبير
هل يشعر الرجال بشكل مختلف عن النساء تجاه فارق السن؟
الجواب على هذا السؤال موضوعيٌّ إلى حدٍ كبير ويختلف من رجلٍ لآخر حسب عوامل عدة مثل البيئة، والتفضيلات الشخصية، والتجارب التي خاضها كلا الطرفان. هذا وتلعب توقعات المجتمع والصور النمطية دورًا كبيرًا في التأثير على منظور الرجل والمرأة، ففي بعض المجتمعات، يُرَى بأن الرجل يجب أن يكون أكبر من المرأة مما يجعل الرجل يبحث عن فتاةٍ تصغره سنًا والعكس صحيح.
اليوم، أصبح الحُكم النهائي مقرونًا -بشكلٍ ملحوظ- بالتفضيل الشخصي ولم يعد تأثير البيئة المحيطة والعادات والتقاليد قويًا كما كان في السابق، وسبب ذلك يرجع إلى الانفتاح على الثقافات المختلفة وغيرها من العوامل التي لا يسعنا الوقت لذكرها. خلاصة القول في هذه المسألة أن الطرفان يشعران بفارق السن نعم، ولكن بطريقة مختلفة حسب الكثير من العوامل التي تترأسها التفضيلات الشخصية.
اقرأ أيضًا: عزيزي الرجل: ما هي الأسباب الحقيقية لضعف الرغبة في العلاقة الزوجية؟
تأثير فارق السن على العلاقات
تأخذنا الجزئية السابقة إلى تأثير فارق السن على العلاقات، والذي ناقشناه بشكلٍ ضمني في فقرة الإيجابيات والسلبيات أعلاه، ولكن بشكلٍ أكثر وضوحًا، سنلاحظ أن التجارب الفردية والرؤى الشخصية هنا أيضًا تلعب دورًا فارقًا في التأثير على العلاقات بحكم فارق السن. البعض يكون لديه توقعات تقليدية بحكم المجتمع الذي يعيش فيه، وإذا لم يجدها، سيكون لفارق السن تأثير مأساوي على منحى العلاقة، ولكن مرة أخرى، أصبحت هذه النظرات التقليدية تتلاشى شيئًا فشيئًا مع الانفتاح.
ومع ذلك، وجدت الدراسات أن فارق السن الذي يتخطى العشر سنوات بين الزوجين قد ينتج عنه نوعًا من الرفض الاجتماعي، ومن المهم أن نعرف أن هناك تباينًا في فارق السن بين الأزواج حسب الثقافة والبلد نفسها، ففي البلدان غير الغربية مثلًا، نجد أن متوسط الفجوة العمرية أكبر بكثير مما هو عليه في الدول الغربية.
نصائح لإنجاح العلاقات ذات الفجوة العمرية
نظرًا لوجود تحديات عديدة بين الزوجين الذين تفصلهما فجوة عمرية، فلا من إيجاد أرضية، أو بالأحرى أرضيات، مُشتركة حتى يُسيّرا أمورهما بسلاسة ويكونا على وفاق سويًا. لحسن الحظ أن هناك بعض النصائح التي إذا اتُبِعَت، ستنجح العلاقات ذات الفجوة العمرية أو على الأقل سيكون من الصعوبة بمكان أن تفشل:
1. شاركا توقعاتكما: على الرغم من أن هذه النصيحة تسري على جميع العلاقات بلا ريب، فإن أهميتها الحقيقية تتجلى بوضوح في نوع العلاقات الذي نتحدث عنه، فالرجل الكبير سنًا قد يتوق شوقًا إلى أن يُرزَق بطفل، بينما قد تتطلع المرأة الشابة إلى التركيز على دراستها وحياتها المُرفَّهة أثناء الزواج، وبالتالي فلا بد من الاتفاق ومشاركة الخطط والتوقعات أولًا.
2. تقبلا الاختلاف: إذا لم يكن الطرفان مُتصالحان مع حقيقة اختلاف عمريهما، فكيف يمكن للعلاقة أن تنجح؟ صحيحٌ أن هذه النصيحة قد تكون سهلةً للغاية بالنسبة لأشخاص مُنفتحين ومتفهّمين، ولكنها حتمًا ستكون صعبة التقبل على المُكبّلين بالعادات والتقاليد الرجعية.
3. معرفة الحقوق والواجبات: هنا نتحدث عن الفوارق العمرية الكبيرة، جدًا، والتي سيتعين فيها على أحد الطرفين أن يعتني بالطرف الآخر في مرحلة من المراحل. يجب أن يُوضَع هذا الأمر في الاعتبار من جانب الشخص الأصغر سنًا، أو الأصح إن تحرينا الدقة. على الجانب الآخر، على طرف الكبير عمرًا أن يحقق للطرف الآخر الأمان ويحقق له المتوقع منه.
4. فهم طبيعة النُضج: كذلك يجدر بالطرفين أن يعرفا أن النضج شيء نسبيّ؛ ليس شرطًا أن يكون الأكثر نُضجًا هو الأكبر سنًا، والعُرف في مجتمعاتنا العربية أن يكون الزوج أكثر نُضحًا من زوجته حتى لو كان أصغر منها، إذ يجب عليه أن يكون على قدر المسؤولية ويتحمل زوجته حتى لو كانت هي المُخطئة، والعكس صحيحٌ في بعض الحالات طبعًا، ونحن هنا لا نتحدث بالعلم، بل بما يحدث على أرض الواقع ونشهده جميعًا.
5. البحث عن الاهتمامات المشتركة: من شأن هذه النصيحة وحدها أن تُذيب كل الفوارق العمرية بين الطرفين، فإيجاد هواية أو اهتمام مشترك والتركيز عليه، يُنسي الطرفين أن بينهما فارقٌ عمري من الأساس.
6. الاحترام المُتبادل وإعطاء بعض المساحة: ليس شرطًا أن تكون الخلافات الزوجية ناتجة عن وجود فارق عمري، إذ هناك الكثير من العوامل الأخرى مثل عدم تقدير الطرفين لبعضهما والتصالح مع حقيقة أن كل شخص مختلف بكينونته مهما وصلت درجة التشابه في الهوايات، أو حتى الأعمار، ولعل أحد اهم صور الاحترام المتبادل هي إعطاء بعض المساحة وعدم تضييق الخناق على الزوج أو الزوجة.
تابع كل جديد عبر منصتنا على: