رائد الأعمال سلطان باهديلة لـ «الرجل»: أعلى المخاطر ألا تخاطر.. والتمثيل عشقي الأول
بدأ أعماله وهو طالب في المرحلة الثانوية عندما استورد علامة تجارية من «التيشيرت» وحولها من لباس شبابي فحسب إلى لباس رياضي، يقول: «بيني وبين عالم الأعمال غرام خفي منذ الصغر، ولعلها جينات وراثية بحكم أن الوالد والجد كانا في ذات المجال، وأنا الولد الوحيد لوالدي، فتعلقت الآمال عليّ للسير على النهج ذاته».
ويتذكر حين كان في الصف الثاني الثانوي وقدم له والده سيارة هدية، كانت من السيارات الغالية ثمنًا، ويضيف: «بعد أسبوع بعتها واستثمرت رأسمالها في تطوير تجارة ملابس، كنت قد بدأتها لصالحي برأسمال لا يتجاوز "10 آلاف ريال"، حيث استوردت مجموعة من "التيشيرتات" من علامة تجارية محددة، تجد إقبالاً واسعًا بين الشباب، واستبدلت بالأكمام مقاسات أصغر ليبدو مظهر اليد رياضيًا. هذا التحويل عمل على رفع نسبة المبيعات، وحققنا أرباحًا كبيرة جدًا في وقتها وصلت إلى 200 ألف ريال».
منوهًا بأنه -مع المبلغ الذي حصل عليه من بيع السيارة- استطاع افتتاح أول محل تجاري بمساحة واسعة لتبدأ ممارسته للأعمال الحرة منذ عام 2000م.
دراسة بدرجة الامتياز
دخوله المبكر إلى عالم الأعمال لم يمنعه من متابعة تحصيله العلمي، فبعد الانتهاء من المرحلة الثانوية بدرجة امتياز تحول إلى استكمال دراسته الجامعية ومن ثم الدراسات العليا في مجال التسويق.
وفي الوقت ذاته نمت أعماله وأصبحت متنوعة ما بين الملابس، والمقاولات، والمطاعم، والأندية الرياضية مضيفًا: «لم تكن هذه المشاريع وليدة المصادفة، بل جاءت بعد كثير من الجهد، والعمل، والصبر، والتخطيط السليم، وانطلاقًا من قاعدة "أعلى المخاطر ألا تخاطر"، وتنوع المشاريع كان سيرًا على نهج الوالد، وأضفت خطوة قد يستغربها كثير من رجال الأعمال، وهي بيع المشاريع في قمة نجاحها. بهذه الوسيلة يمكنك أن تحقق مكاسب كبيرة لأنك تبيع مشروعا لديه بنية تحتية مؤسسة بشكل واضح وسليم، ومن ثم المشتري فقط عليه أن يدير المشروع بالطريقة الصحيحة».
وأوضح أن كثيرًا من الشباب يلجأ لبيع المشروع في وقت الخسارة، ما يعود عليه بخسارة أكبر.
مقاولات وأندية رياضية
متنقلاً من نشاط تجاري إلى آخر يقول رائد الأعمال إن «تجارة الملابس كانت البداية لدخولي السوق السعودي، فيما جاءت المقاولات كتوجه قسري بحكم أن الوالد يمتلك شركات في هذا المجال، وكوني الابن الوحيد، وبحكم منصبي كنائب للمدير العام، قمت بإدارة عدة مشاريع، وعملت على تطويرها بحكم امتلاكي للكثير من العلاقات، حيث إن شركات المقاولات تعتمد على مثلث النجاح (المواد الجيدة، الخدمة الجيدة، العلاقات الجيدة) وهذا ما عملت عليه، واضعًا بصمتي الخاصة».
ولم تتوقف أعماله عند العقارات، بل أخذت منحى آخر عندما توجه باهديلة إلى افتتاح نوادٍ رياضية بحكم أنه محب جدًّا للرياضة وخصوصًا رياضة كمال الأجسام، مضيفًا: «طرحنا من خلال النوادي الصحية كثيرًا من الأفكار التي لم تكن موجودة داخل السوق السعودي في حينها، ونُعد نحن مِن أقدم مَن اهتم بهذا الجانب وقدمنا ثلاثة فروع على مستوى مدينة جدة (muscles gym) حازت شغف الشباب في ذلك الوقت رياضيًا وصحيًا، حيث جرى التعاقد مع عيادة طبية تقدم خدمات صحية من حيث جدولة التمارين الرياضية، لكل مشترك. أيضًا تقديم جدول أغذية بحسب كل شخص واحتياجاته، هذه الخدمات جعلت المتدربين لديهم ولاء للنادي. هذا الولاء جعلهم يوسعون قاعدة المشتركين حتى وصلنا إلى ثلاثة فروع».
وبحكم حبه للرياضة قرر افتتاح هذه النوادي خصوصًا رياضة كمال الأجسام، إضافة إلى حبه لتربية الخيل.
ولكن بحسب ما ذكره سلطان أنه بعد النجاح الذي حققه النادي الرياضي ووصوله إلى قمة الهرم ارتأى بيعه والتوجه إلى مشاريع أخرى، منطلقًا من تنوع الاستثمارات والخروج عن المشروع الواحد، مبينًا أن هذه النوعية من التجارة منتشرة في الولايات المتحدة الأمريكية، فيما تجد استحسانًا في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وأكد أن بعض المشاريع التي بيعت لا يزال يمتلك حصة بسيطة فيها، لا تتجاوز 10 %. وعن عدد المشاريع التي بيعت أكد أنها «تفوق العشرة مشاريع في مختلف الاستثمارات».
وأعشق التمثيل
وعلى ما يبدو أن ضيف مجلة «الرجل» لم يكتف بنجاحاته في المجال التجاري، وبكونه خليفة لعائلته إداريًا، بل تجاوز ذلك، ليعشق السجادة الحمراء، ويحلم بأن يكون أحد مشاهيرها، حين قرر خوض المجال السينمائي، قائلاً: «قبل خمسة عشر عامًا وحتى السنوات القليلة الماضية، كان مجال التمثيل والمجال الفني غير مقبول اجتماعيًا، وفي العائلة كان مرفوضًا بتاتًا، لذلك انكسرت داخلي هذه الموهبة بسبب الظروف البيئية التي كانت في السعودية».
ويضيف «ولكن مع تغير الوضع طرق الحلم بابي مرة أخرى، وقبل عدة أيام هاتفني أحد المنتجين المهمين في الوسط الفني للانضمام لأحد الأفلام السينمائية، وسأكون خلال الفترة القادمة في القاهرة لمناقشة الدور، هذا الحديث لم يكن وليد المصادفة بل كانت لدى المنتج محاولات سابقة خلال الأربع سنوات الماضية، لكن الفرصة لم تكن حينها متاحة في خضم انشغالي بعدة أعمال تجارية، إضافة إلى أن المجتمع كان لا يزال متحفظًا على العمل الفني السينمائي تحديدًا».
وأوضح أن السعودية شهدت مؤخرًا تطورًا لافتًا في المجال الفني بشكل عام، والمرئي بشكل خاص على الصعيد التلفزيوني، والدراما السينمائية، منوها بـ«مهرجان البحر الأحمر العالمي»، الذي استضافته جدة مؤخرًا بحضور كبار نجوم الفن، والسينما، والإعلام، وحقق دويًا ونجاحًا جعله أقوى المهرجانات خليجيًا، وعربيًا.
ولم تأت شهرة رجل الأعمال والمبتكر السعودي سلطان عبد اللطيف باهديلة بسبب أنه من الشباب الذي حقق بصمات واضحة ومهمة في مجالاته المختلفة بل إضافة إلى ذلك فهو أحد المؤثرين عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي حيث تظهر صفحاته السنابية، والانستغرامية ما يتجاوز 12 مليون متابع، مستغلاً هذه الشهرة لتوصيل رسالة مهمة عن السعوديين خاصة، والعرب بشكل عام.
وبحسب ما ذكره باهديلة أن عشقه للفن بدأ منذ فترة طويلة في عام 2003 عندما اختير من قبل المخرج مهند قمقمجي لأداء دور في فيلم «حياتنا». وعلى الرغم من ضعف إمكانات التجربة، فإنه شارك فيها بحكم عشقه للسينما، لكن والدته اعترضت على التجربة، ما جعله ينسحب من الفيلم، ويدفع الشرط الجزائي.
هذا، وقد نفى رجل الأعمال سلطان باهديلة أن يكون لديه النية في دخول مجال الإنتاج السينمائي مضيفًا: «امتلكت شركة "سمفوني"، التي تخصصت في إقامة المهرجانات والحفلات الترفيهية، وجميعها حقق بصمة واضحة بحكم العلاقات التي أمتلكها، ولعل هذه هي نقطة قوتي، حيث عقدنا اتفاقيات جيدة، وتوسعنا بشكل كبير جدًا على مدى خمس سنوات وأكثر، لكن كورونا جعلتنا نلغي كثيرًا من العقود، ما أسفر عن عدة خسائر منتهية إلى الإغلاق النهائي».
ونوه بأنها الشركة الوحيدة التي أُغلقت، مُرجعًا ذلك إلى أنه لم يمتلك حينها ما يسمى «إدارة المخاطر»، وهو أول درس تعلمه من أزمة «كوفيد – 19».
وعطر مبتكر
بعد أن امتلك في فترة سابقة «s collection» للملابس، الذي أظهر اهتمام سلطان باهديلة في مجال الموضة والأزياء، خصوصًا أنه عمل عارضًا (model) لعدة علامات تجارية، قرر اليوم خوض تجربة مختلفة تحمل السياق ذاته، وقد أخبرنا عنها قائلاً: «لدينا عطر جديد، ونمتلك فيه براءة اختراع، وسيرى النور في هذا الشهر، حيث يحوي العطر الزيت، والمادة العطرية. وهذه الميزة غير موجودة بتاتا في أي نوعية من العطور الموجودة في السوق».
موجهًا أن العطر سيجري إطلاقه تحت الاسم الفرنسي «debut». والبداية خلال الشهر الجاري (15 – 20 فبراير)، في كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة، من خلال كبرى نقاط البيع، إضافة إلى البيع الإلكتروني، وهو يجمع الرائحة الشرقية والفرنسية، ويخاطب كلا الجنسين، مستهدفًا الطبقة المخملية حيث يصل سعره إلى 1000 ريال.
رائد الأعمال بدر الشيباني لـ« الرجل»: ألفت كتابين وتسلقت 5 قمم وزرت 88 بلدًا
موسوعة غينيس
حصد رجل الأعمال سلطان عبد اللطيف باهديلة جائزة في مهرجان «كيال»، الذي أقيم في دولة الإمارات عن السبحة الإلكترونية. ولم يكن هذا الابتكار هو الأول في رصيده، يقول: «الابتكار هو أن تعرف ما هي حاجة الناس، وتعمل على تطويرها، أو إيجادها إن كانت غير موجودة، وهذا ما أسعى إليه، وكان أول ابتكار لي هو تغيير أكمام التيشيرت».
أما عن السبحة الإلكترونية فيشرح باهديلة أنها «مزودة بتقنية الذكاء الاصطناعي وهي الأولى من نوعها عالميًا، وتحوي كثيرًا من الخدمات، حيث تحسب عدد التسبيحات اليومية، والأسبوعية، والشهرية، والسنوية. أيضًا جرى ربطها بتطبيق مزود بخدمة الطوارئ، بحيث تعطي تنبيهًا في حال كانت في أيدي كبار السن، وتعرض لطارئ ما، بإرسال رسالة (sms) للرقم المدخل في التطبيق، سواء كان طبيبًا أو ابنًا، أو أخًا. وأيضًا توضح خريطة المكان الموجودة فيه الحالة. أيضًا مزودة بخدمة "find my sebha" حيث تعمل على إيجاد السبحة في المكان الموجودة فيه، وتوفر عليك عناء البحث».
وبيّن أنه يعمل حاليًا على الدخول بالسبحة الإلكترونية موسوعة غينيس للأرقام القياسية؛ حيث لأول مرة عالميًا تستطيع سبحة أن تحسب عدد التسبيحات، حيث يمتلك سلطان باهديلة نظامًا يحسب عدد التسبيحات لأي شخص يشتريها عن طريق الاشتراك في تطبيق معين، يحمله الزبون، إضافة إلى الميزات سالفة الذكر.
عضو لجنة الابتكار
يشغل باهديلة منصب عضو لجنة تحكيم الابتكار في جامعة الملك سعود بالرياض، ويعكف من خلال منصبه على تغيير الصورة النمطية عن المبتكرين، يقول: «من خلال العمل في لجنة الابتكار كثيرًا ما أصادف نماذج رسمت إطارًا معينًا وصورة ذهنية معينة عن المبتكرين، من حيث عدم الاهتمام بالمظهر والرياضة، وكونه شخصية منطوية، لا يمتلك علاقات اجتماعية، ولكن أعمل حاليا على تغيير هذه الصورة حيث إن الشخص المبتكر هو شخصية لديها معرفة وقراءات طويلة، وباحث ومثقف ومتكلم لبق، ويمتلك شريحة جيدة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي».
وقد أكد أن العمل على تنمية الشخصية، وتوسعة رقعة العلاقات الاجتماعية، يسهم بشكل كبير في تسويق الابتكارات تجاريًا، وربطها بالشخص ونجاحاته المجتمعية خصوصًا في السعودية بعد أن أولت الدولة اهتمامًا واسعًا لفئة المبتكرين من خلال توجهاتها الجديدة ورؤيتها في 2030.
وتأليف كتاب «نقطة تحول»
يخصص رجل الأعمال والمبتكر سلطان باهديلة يوميًا ساعة من وقته لاستكمال تأليف كتابه «نقطة تحول» والمزمع إطلاقه خلال معرض الكتاب في الرياض العام القادم.
وعن محتوى كتابه يقول «يحمل قصص التحول التي شكلت ما أنا عليه اليوم، ومن أبرزها مرض ووفاة والديّ». مشيرًا إلى أن الكتاب يتحدث عن أصعب المواقف التي واجهها عمليًا، وشخصيًا.
سأصبح وزيرًا
وعن أحلامه وخططه القادمة يقول: «أرى نفسي وزيرًا لإحدى الوزارات السعودية، وقمنا وصديق لي في مجال الابتكار بعمل ملخص كامل لوزارة جديدة تعنى بالابتكار والمبتكرين».
ويتمنى أن تتحقق هذه الخطوة، ويضيف أن «السعودية لا تمتلك حتى اللحظة هيئة أو وزارة للابتكار، ومن أهم أهدافنا دعم هذه الفئة من المجتمع، ونعم أرى نفسي وزيرًا لها بحكم وجودي في لجنة الابتكار، ولدي خطة واضحة لتنمية وتوسيع هذا التوجه».
ولم تتوقف طموحاته حيث يأمل ببطولة فيلم هادف يحمل رسالة مجتمعية قوية، معولاً على التوجه الفني والسينمائي في تنمية الهوية السعودية الجديدة.