رائد الأعمال غسان غنوم لـ«الرجل»: التدريب شغفي.. آمِن بنفسك واحتفل بنجاحاتك
- لنبدأ بتعليم ريادة الأعمال من المرحلة المتوسطة
- السياحة في المملكة تمر بمرحلة تحوّل مذهلة
- فرص السياحة في المملكة لا مثيل لها في العالم
- هذا وقت مميز في السياحة فاستثمروه
- الصدق وإخلاص النية هما سر النجاح
- ربط التدريب بالاحتياجات أكبر تحدٍّ واجهته
- دع الآخرين يُلهموك
- لا تجعل التخطيط يستغرق كل الوقت
- ضع ميزانية أكبر بـ3-4 مرات
- كوِّن فريق عمل مُلائماً
- لا نجاح من أول مرة
- كن مُبتكِراً لا مُقلِّداً
أسَّس المركز العربي للتدريب السياحي والفندقي لتوجيه الراغبين في تأسيس أو تطوير مشاريعهم الخاصة ومساعدتهم على التعرّف على الأساليب والطرق الصحيحة لإنشاء وإدارة مشروعاتهم. كما أسَّس برنامج تاجر المستقبل، وقدَّم الخطوات التي تصنع النجاح في عالم الأعمال الحرة.
وُلِد رائد الأعمال غسان غنوم عام 1980، حاصل على شهادة ماجستير ودكتوراة مهنية في إدارة الأعمال، وبكالوريوس في التربية والتعليم، يتقن اللغتين العربية والإنجليزية، وتمتد مسيرته المهنية لنحو 18 عاماً، قضى عشرة منها في شركات تجارية، وثمانية في التدريب والتطوير على إدارة أعمال السياحة والضيافة، وهو متزوج ولديه أربعة أبناء، ويهوى الرياضة والموسيقى.
وجد رائد الأعمال غنوم شغفه في تدريب روّاد الأعمال في المنشآت الصغيرة والمتوسطة التي تُشكّل 85 % من تكوین وتركيبة القطاع الخاص في المملكة العربية السعودية. في حواره مع مجلة الرجل يُقدم خلاصة تجربته وأهم النصائح العملية والعلمية لرواد الأعمال الشباب والشابات.
بطاقة تعارفالاسم : غسان غنوم مواليد: 1980 المؤهل: حاصل على شهادة ماجستير و دكتوراة مهنية في إدارة الأعمال وبكالوريوس في التربية والتعليم الخبرة المهنية: 18 عاماً الحالة الاجتماعية: متزوج ولديه أربعة أبناء الهواية: الرياضة والموسيقى |
شغفي بالتدريب
- بماذا بدأت حياتك العملية، وإلى أين انتهيت؟
بدأت بالتدريس، ثم انتقلتُ إلى شركة الاتصالات الخلوية، وعملت في 3 أقسام، بداية من خدمة العملاء، إلى مبيعات الشركات وكبار العملاء، وصولاً إلى المشتريات الدولية، ثم انتقلت إلى عمل جديد في البنك بوظيفة إدارة العقود والمشتريات.
بعد ذلك غادرت إلى السعودية وبدأت بالتدريب الإداري مستفيداً من مؤهلاتي الدراسية وخبرتي في قطاع الأعمال والشركات. هذه المحطات قد تبدو غير مترابطة، لكنها ولَّدت عندي شغفاً كبيراً في إرشاد وتوجيه الآخرين نحو النجاح في بيئات العمل بشكل خاص، وفي حياتهم ككل بشكل عام.
- طريقك إلى ريادة الأعمال كمدرب محترف كيف بدأته، وإلى أي مدى كانت خطواتك الأولى واثقة؟
الثقة موجودة دائماً، الثقة بالله وبالتيسير الذي أراه دائماً أمامي. يجب أن تكون مؤمناً برسالتك في هذه الحياة؛ فكل إنسان له رسالة يجب أن يبحث عنها إن كان لا يعرفها.
بدأت بتدريب تطوعي، ثم تدريب مجموعات صغيرة، فتدريب موظفي شركات ومؤسسات، وصولاً إلى لقاءات جماهيرية. بعد ذلك دخلت مجال التدريب الفندقي.
لكن صدقني، إنّ مفتاح النجاح من وجهة نظري هو الصدق وإخلاص النية هما السر في قبولك لدى الناس. وأن تكون رائداً في مجال الأعمال أو في أي مجال يعني أنك ستمتلك الخبرة الواسعة التي ستكتسبها من خلال التجارب، من خلال النجاح والفشل. ولا يوجد رائد أعمال –إلا فيما ندر– نجح من أول تجربة في الوصول إلى مُبتغاه أيّاً كان.
- ما أهم تجربة نجاح حققتها في مجال تدريب الأعمال وتدريب الفنادق؟
كانت مع الغرفة التجارية. وأكثر دورة محببة على قلبي كانت لقاءً جماهيريّاً بعنوان "خطط لحياتك"، حضره ما يزيد على ثلاثمائة متدرب ومتدربة، كان لقاءً مُلهماً للكثير. وأسأل الله أن أكون قد استطعت أن أسهم بتغيير حياتهم نحو الأفضل. أما في مجال تدريب الفنادق فهي مع شركة فنادق ومنتجعات بودل.
التفرد والتعليم
نصائح غسان غنوم لمن يريد إنشاء مشروعه
|
- تدعو إلى تعليم ريادة الأعمال لطلاب المدارس، من أي عمر يجب أن نبدأ وكيف؟
من المرحلة المتوسطة، نحتاج إلى تصميم برامج تعليمية ومناهج دراسية خاصة، تعتمد على الأُسُس التي تُساعد على تحفيز القدرات الريادية عند الطلاب، وإكسابهم مهارات الابتكار والإبداع والتواصل.
ولمعلوماتك حوالي 25% من المؤسسات التعليمية في العالم، وجّهت بوصلتها نحو تدريس قواعد ريادة الأعمال أو الأعمال الحرة؛ وذلك بهدف التوعية بأهمية ريادة الأعمال، باعتبارها مساراً آخر في الحياة العملية. ومدارس المملكة بدأت من خلال عمل أيام مفتوحة يمارس بها الطلاب أنشطة البيع وعرض منتجاتهم على زملائهم.
المستقبل للسياحة
- اعتبر البعض أن الأمل والمستقبل في السياحة، فما رأيك؟
تمُرّ المملكة اليوم بمرحلة تحوّل مُذهلة في القطاع السياحي. وسيكون هناك مجموعة متنوعة من الفرص المثيرة التي لا مثيل لها في أي سوق في العالم. ستكون السياحة صناعة استراتيجية للنمو في المملكة العربية السعودية، ومساهماً كبيراً في تحقيق أهداف رؤية 2030 الطموحة.
وستكون مصدراً واعداً للفرص الجديدة في الموارد البشرية والمالية والهندسية والتقنية والإدارية، وبكل ما يتعلق بالضيافة. ستكون هناك فرص دائمة للشباب والشابات لإنشاء مسار مشروعاتهم. الآن هذا وقت مميز في السياحة فاستثمروه.
المرأة والسياحة
- برأيك ما أهمية دخول المرأة لعالم الأعمال وتحديداً في السياحة؟
حققت المرأة السعودية نجاحاً لافتاً في بيئة الأعمال. كمثالٍ تمكَّنَت رائدة الأعمال رؤى سعود صابر من تأسيس مصنع شوكولاتة يقوم بتغطية السوق السعودي بصناعة وطنية خالصة، ووظفت الفتيات السعوديات، وحصلت على شهادة الآيزو، وشهادة ماستر احتراف صنع الشكولاتة من بلجيكا.
بالنسبة للقطاع السياحي فقد شهدت الأنشطة السياحية والترفيهية في السعودية إقبالاً من النساء، سواءً للعمل مرشدات أو مستثمرات في مختلف القطاعات، ومنها تنظيم الرحلات والفعاليات السياحية. وكما أعلنت وزارة السياحة: فإن إصدار الرخص للمرشدات السياحيات يأتي لما للمرأة من أهمية وعمل فاعل في المجتمع، وأيضاً لتمكينها من إيجاد فرص عمل متنوعة.
لاحظ أن السياحة في بعض البلدان تضم ما يقارب ضعف عدد سيدات الأعمال في القطاعات الأخرى.
تحديات ودعم
- من المؤكد أنكم واجهتم بعض العقبات نرجو ذكر بعضها وكيف تغلّبتم عليها؟
دعني أقُلْ تحديات وليس عقبات، وهي بشكلٍ عام تحديد الاحتياجات التدريبية Training Needs Analysis للجهة المستفيدة وللمتدربين، بحيث ترتبط مخرجات البرنامج التدريبي بالاحتياجات المطلوبة. وهذا ما يجهله الكثير من المؤسسات.
أيضاً تحدي المحتوى التدريبي؛ لك أن تتخيل أن كمية المعلومات في وقتنا هذا تتضاعف بين سنة وأخرى. أسعى لاختيار المحتوى العلمي العالمي وإعادة صياغته بما يتناسب مع بيئتنا المحلية، وبيئة المؤسسة المستفيدة.
وأيضاً عدم تطبيق المُتدرّبين ما اكتسبوه من معلومات ومهارات، ما يفقد البرنامج التدريبي أثره المطلوب، وقد تجد أحياناً عدم وجود رغبة لدى المتدرّبين في التّدريب والتعلّم؛ حيث يجب أن تُوقظ هذه الرغبة قبل الشروع بالتدريب، والأهم من ذلك الكاريزما التي يتحلّى بها المدرب وقدرته على التأثير وصدقه في تطوير المتدربين.
- ريادة الأعمال من الموضوعات التي تهُمّ قطاعاً كبيراً من الشباب السعودي، برأيك ماذا يمكن أن تُقدّم الحكومة أكثر؟
الاستمرار في تقديم كل أشكال الدعم المادي والمعنوي، والعمل على توفير البنية التحتية والتشريعية المناسبة، والتي بالفعل حَوّلَت البعض ممن اعتادوا الروتين الوظيفي القاتل إلى أصحاب مشروعات صغيرة ومتوسطة.
في الحقيقة، بدء عملٍ تجاريٍّ خاص، ودخول عالم الأعمال، هو حلم يسعى إليه الكثيرون. وأرى أن ما قدمته الحكومة أكثر من كافٍ لكي يأخذ القرار كل من لديه فكرة مشروع.
وقد تضمنت رؤية 2030 دعماً خاصّاً لمشاريع رواد الأعمال. وتستهدف زيادة مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في إجمالي الاقتصاد القومي من 20% إلى 35%، وتخفيض معدل البطالة من 11.6% إلى 7%. والحديث عن خدمات تقدمها المملكة لرواد الأعمال ما هو إلا إضاءات حول أهداف الرؤية من خلال الخطوط التالية:
- الدعم المعلوماتي: لاتخاذ القرارات المتعلقة بأعمالهم.
- دعم المتعثرين: من خلال تقديم مجموعة من الحلول، والاستشارات.
- المعاملات الرقمية: وهي من أهم المشاريع الوطنية التي توليها الدولة -ممثلة بوزارة المالية- اهتماماً خاصاً.
- التشجيع على ريادة الأعمال: من خلال تذليل الصعوبات، والابتعاد عن التعقيد، وجعل كل الخطوات سهلة.
- التدريب والاستشارات والإرشاد والتوعية بالعمل الحر، والتدريب المنهجي.
الخطوات والأهداف
- كيف تتعامل مع الأهداف وما الخطوات التي توصلنا لِما نُريد؟
إن نجاح أي عمل يبدأ بتحديد الهدف. ضع هدفاً محدداً واعمل كل يوم شيئاً يصبّ في تحقيق هذا الهدف، واكتب نجاحاتك وإنجازاتك المتتالية واحتفل بها، وتذكّرْ دائماً أن نجاحك لا يعود بالنفع عليك وحدك فقط، وإنما على عائلتك الصغيرة، ومجتمعك.
أما الخطوات للوصول للأهداف فتأتي من خلال:
- رفع المعايير: يقول سومرست موم "إذا رفضت كل ما هو دون مستوى القمة، فإنك دائماً تصل إليها“.
- الالتزام commitment: صحيح أنَّ الرغبة هي مفتاح التحفيز، ولكن التصميم والالتزام بالسعي الحثيث لتحقيق هدفك سيمكنانك من تحقيق النجاح الذي تسعى إليه.
- إيجاد الدافع: فهو المحرك. وبعبارة أخرى، لماذا تريد تحقيق ما تريد تحقيقه؟
- تغيير العادات وتكوين عادات يومية صحيحة وسليمة تجعلك تقترب من هدفك.
نصائح ذهبية
|
- كلمة أخيرة تخصّ بها رواد ورائدات الأعمال في مجال السياحة؟
• اجعل مشروعك يُقدم حلّاً لمشكلة يعاني منها السيّاح أو يبحثون فيها عن بديل أفضل.
• ابدأ ببساطة وتجنب التعقيد: خاصة مع الجنسيات المتعددة في مجال السياحة.
• احسب تكاليفك: يُفضَّل مضاعفة هذا الرقم 3-4 مرات، لأن هناك تكاليف غير متوقعة.
• ضع خطة بديلة للتعامل مع أسوأ الظروف في حال فشل المشروع لا سمح الله.
• معرفة المتطلبات القانونية اللازمة لتأسيس المشروع.
• التوازن بين الشغف والحكمة: بين العواطف والمعرفة.
• تعلم ثقافة البلدان الأخرى وأساليب تعاملهم وما يبحثون عنه في السعودية.
• تعلَّم اللغة الإنجليزية وطوِّرها، لأنها اللغة المشتركة للكثير من جنسيات السياح.
• كن صادقاً نزيهاً واضحاً فيما تعرضه وفيما تسأل عنه.
• فكِّر كيف تجعل من منتجك منتجاً بمواصفات عالمية واضحة.
• تعلَّم التسويق عبر الإنترنت والتنسيق مع وكالات السفر.
• حدِّد سعراً عادلاً لمنتجاتك متوافقاً مع الأسعار العالمية.