باولو كويلو يكتب لـ«الرجل»: رواد الأعمال الجدد
وضعت باميلا هارتيجان، مديرة مؤسسة شواب، قائمة بعشر نقاط مشتركة بين الأشخاص الذين يصبحون غير راضين عن العالم من حولهم، ويقررون، بدلاً من ذلك، تأسيس أعمالهم الخاصة. أعتقد أن قائمة باميلا تتجاوز ريادة الأعمال الاجتماعية (كما تسمى هذه الآلية الجديدة) ويمكن تطبيقها على كثير من الأشياء التي نفعلها في حياتنا اليومية.
الجزع: الشخص الذي يبحث عن حلمه لا ينتظر حدوث الأشياء، بل يرى مشكلاتِ الأمس فرصَ اليوم. وغالبًا ما يتسبب نفاد صبره في تغيير اتجاهه، لكن هذه الحاجة للتكيف تجعله أكثر نضجًا.
باولو كويلو يكتب لـ«الرجل»: ملاحظة الآخرين
الوعي: المرء الذي يبحث عن حلمه يعلم أنه ليس وحيدًا في هذا العالم، وأن كل حركة لها عواقب. العمل الذي يعمله يمكن أن يغير بيئته. ويصبح المرء، من منطلق إدراكه لهذه القوة، عنصرًا نشطًا في المجتمع، وهذا يمنحه فرصة العيش في سلام وطمأنينة مع الحياة.
الابتكار: يعتقد الشخص الذي يبحث عن حلمه أن كل شيء يمكن أن يكون مختلفًا عما هو عليه، ولكن، أولاً، يجب أن يجد سبيلاً لم يسلكه أحد حتى الآن. على الرغم من أنه محاط دائمًا بالبيروقراطية القديمة، وبتعليقات الآخرين، وبصعوبات اختراق الغابات التي لم تُروَّض بعد ، لكنه يجد طرقًا بديلة لإيصال صوته للجميع.
البراجماتية: الشخص الذي يبحث عن حلمه لا ينتظر الموارد المثالية المطلوبة للشروع في عمله. إنه يشمر عن سواعده ويستعد لذلك. كل جزء من التقدم، مهما كان صغيرًا، يزيد من ثقته وثقة من حوله، وتظهر الموارد التي يحتاج إليها دائمًا.
التدريب المهني: عادة ما يكون لدى الشخص الذي يبحث عن حلمه اهتمام عميق بمجال معين، ومعرفته التفصيلية تساعده على إيجاد حلول جديدة لمشكلات قديمة. ومع ذلك، لا يمكن أن تتم هذه التلمذة الصناعية إلا من خلال الممارسة والتجديد المستمر.
الإغواء: لا أحد يستطيع أن يعيش بمفرده في عالم تنافسي: ومن منطلق لي دراية بهذا، يحاول الشخص الذي يبحث عن حلمه جذب اهتمام الآخرين بأفكاره. ويصبح هؤلاء الأشخاص مكترثين لأنهم يعرفون أنهم في وجود شيء لا يجمع بين الإبداع والالتزام الاجتماعي فحسب، بل يمكن أن يثبت أيضًا أنه مربح من الناحية المالية.
المرونة: الشخص الذي يبحث عن حلمه لديه فكرة تجول في رأسه وخطة لجعل هذه الفكرة حقيقة. ومع ذلك، فبينما يمضي في طريقه، يدرك أنه يجب عليه التكيف مع حقائق العالم من حوله، ومن ثم يصبح إحساسه بالمسؤولية الاجتماعية عاملاً مهمًا في تغيير البيئة. أحد الأمثلة: للحد من وفيات الرضع في مدينة معينة، لا يكفي الاعتناء بصحة الأطفال بشكل أفضل فقط؛ ولكن ثمة أشياء مثل الصرف الصحي والتغذية وما إلى ذلك كلها تحتاج إلى تغيير أيضًا.
باولو كويلو يكتب لـ«الرجل»: قانون يانته "ما رأيك في الأميرة مارثا لويز؟"
العناد: بمقدور أي شخص يبحث عن حلمه أن يتحلى بالمرونة بشأن طريقه، لكنه في نفس الوقت يركز دائمًا على هدفه. بسبب أفكاره المبتكرة ولأنه يتنقل دائمًا في منطقة مجهولة، لم يقل قط: "لقد حاولت ذلك ولم أنجح". على العكس من ذلك، فهو يبحث دائمًا عن بدائل ممكنة، وهذا هو سبب حصوله على النتائج.
الفرح: يواجه الشخص الذي يبحث عن حلمه لحظات عصيبة ولكنه سعيد بما يفعله. الأخطاء التي لا مفر منها أو الأخطاء الفادحة التي يرتكبها لا تجعله يشك في قدراته، لأنه قادر على التبسّم عندما يفعل شيئًا خاطئًا، فهو يعلم أنه سيكون قادرًا على تصحيحه لاحقًا.
العدوى: يتمتع الشخص الذي يبحث عن حلمه بقدرة فريدة على تحفيز الناس من حوله ودفعهم في النهاية إلى إدراك حقيقة مفادها أن الأمر يستحق منهم أن يحذوا حذوه. لذلك لن يشعر أبدًا بالوحدة، على الرغم من أنه قد يشعر أحيانًا أنه يساء فهمه.
وتختتم باميلا هارتيجان دراستها بمثال البرازيلي فابيو روزا. عندما رأى فابيو مقدار الدخل الذي ينفقه الأشخاص في مجتمعه على الوقود غير المتجدد، شرع في تطوير نظام يستخدم الطاقة الشمسية. عمل فابيو، الذي يتسق مع النقاط العشر في دراسة باميلا، معترف به الآن في جميع أنحاء العالم. وقد انتشرت الفكرة في كثير من الشركات الكبيرة، وستعود قريبًا بفوائد على ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى المساهمة في حماية البيئة.
© ترجمه مارجاريل جل كوستا