صلوات السنن الرواتب، هي من العبادات التي لها فضائل جمة تعود على المسلم بالنَّفع في دُنياه وبالفوز في آخرته، وهي عبادة تصل القلب بالله تعالى، وتجعله قادراً على التغلب على مغريات الحياة الفانية.
ويُطلق مُسمّى السنن الرواتب على ما شرعه الله تعالى لعباده المسلمين في اليوم والليلة بعد أو قبل الصلوات المفروضة، ولأن عدد ركعاتهم يختلط على كثير من المسلمين، سنذكر لكم في هذا المقال عدد ركعات السنن الرواتب وفضلها.
عدد ركعات السنن الرواتب
السنن الرواتب اثنتا عشرة ركعة، وهي على النحو التالي:
قــبــل الصلاة | بـعـــد الصلاة | |
الصبح | ركعتان | - |
الظهر | 4 ركعات | ركعتان |
العصر | - | - |
المغرب | - | ركعتان |
العشاء | - | ركعتان |
فضل الحفاظ على السنن الرواتب
للسنن الرواتب فضلٌ عظيم وثوابٌ كبير في الشرع، وجاءت لنا الأحاديت التالية تبين لنا فضلها:
• يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "مَن صَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً في يَومٍ وَلَيْلَةٍ، بُنِيَ له بِهِنَّ بَيْتًا في الجَنَّةِ"1.
• إن صلى بعد الظهر أربعاً كان أفضل؛ لكنها ليست راتبة أربعا بعد الظهر، الراتبة اثنتان فإذا زاد وصلى اثنتين عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم كان هذا خيراً؛ لقوله صلى الله عليه وسلم من حديث أم حبيبة بنت أبي سفيان أم المؤمنين رضي الله عنها، أنها سمعت النبي يقول عليه الصلاة والسلام: من رَكعَ أربعَ رَكعاتٍ قبلَ الظُّهرِ وأربعًا بعدَها حرَّمَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لحمَه علَى النَّارِ فما ترَكتُهنَّ منذُ سمعتُهنَّ2.
• الحفاظ عليها من أهم الأمور لما فيها من جبر نقص الفرائض، ولما لها من عظيم الأجر، فلا ينبغي لمسلم أن يفرط في أدائها.
• كان السلف رضي الله عنهم يحرصون على هذه السنن منذ سماعهم لهذا الحديث؛ فحريٌّ بنا الحرص عليها، والمحافظة على أدائها؛ حرصًا على ثوابها، واقتداءً بالصالحين من هذه الأمة.
• شرعت لتكملة الفرائض، ورد في حديث صلى الله عليه وسلم: (إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة، قال: يقول ربنا – عز وجل – لملائكته: انظروا في صلاة عبدي، أتمها أم نقصها؟ فإن كانت تامة كتبت له تامة، وإن كان انتقص منها شيئاً، قال: انظروا، هل لعبدي من تطوع، فإن كان له تطوع، قال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعه، ثم تؤخذ الأعمال بعد ذلك).
• آكد الرواتب: ركعتا الفجر، وقد كان صلى الله عليه وسلم يحافظ عليها سفراً وحضراً.
سنن أخرى لها فضائل عظيمة
صلاة الضحى: وهي سنة ووقتها بعد ارتفاع الشمس إلى وقوفها، يصلي الرجل ركعتين أو أربع أو أكثر، كان النبي يفعلها صلى الله عليه وسلم بعض الأحيان، وهي مستحبة في السفر والحضر.
صلاة بين كل أذانين: يستحب أن يصلي الرجل بين كل أذانين صلاة، بين أذان المغرب والإقامة، أذان العشاء والإقامة ركعتين، لقوله صلى الله عليه وسلم: "بيْنَ كُلِّ أذانَيْنِ صَلاةٌ، بيْنَ كُلِّ أذانَيْنِ صَلاةٌ، ثُمَّ قالَ في الثَّالِثَةِ: لِمَن شاءَ"3. وقال:"صَلُّوا قَبْلَ صَلَاةِ المَغْرِبِ، قالَ في الثَّالِثةِ: لِمَن شاءَ؛ كَراهيةَ أنْ يَتَّخِذَها النَّاسُ سُنَّةً"4.
التهجد بالليل: يتهجد الرجل بالليل بعد صلاة العشاء ويصلي ما يسر الله له ويوتر، يصلي ما تيسر له في أول الليل أو في وسط الليل أو في آخر الليل، تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم فإنه كان يتهجد بالليل عليه الصلاة والسلام، ويوتر عليه الصلاة والسلام، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن خَافَ أَنْ لا يَقُومَ مِن آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَن طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ، فإنَّ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ، وَذلكَ أَفْضَلُ"5.
أعمال عظيمة الثواب
من رحمة الله عز وجل بعباده، أنه وهبهم أعمالا يسيرة تعادل ثوابا عظيما، ومنها:
• أداء صلاة العشاء والفجر في جماعة: عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال: قال رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم:ِ (مَن صلَّى العشاءَ في جماعةٍ كانَ كقيامِ نصفِ ليلةٍ ، ومن صلَّى العشاءَ والفجرَ في جَماعةٍ كانَ كقِيامِ ليلةٍ).
• قراءة الآيتين من آخر سورة البقرة في الليل: عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (مَن قرَأ بالآيتَينِ مِن آخِرِ سورةِ البقرةِ في ليلةٍ كفَتاه).
• حسن الخلق: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (إن المؤمنَ لَيُدْرِكُ بحُسْنِ خُلُقِه درجةَ الصائمِ القائمِ).
• المحافظة على بعض آداب الجمعة: عن أوْس بْن أَوْسٍ الثَّقَفِيُّ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (من غسَّل يومَ الجمعةِ واغتسل وبكَّرَ وابتكرَ ومشى ولم يَركبْ ودنا من الإمامِ واستمع ولم يَلْغُ كان له بكلِّ خطوةٍ عملُ سنةٍ أجرُ صيامِها وقيامِها).
• أن تنوي قيام الليل قبل النوم: عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ:(من أتَى فراشَهُ وَهوَ ينوي أن يقومَ يصلِّي منَ اللَّيلِ فغلبتْهُ عَيناهُ حتَّى أصبحَ كُتِبَ لَهُ ما نَوَى وَكانَ نَومُهُ صدقةً عليهِ من ربِّهِ).
• أن تُعلِّم غيرك كيفية قيام الليل والأعمال التي تعادل ثوابها: فإن تعليمك الناس للأعمال التي ثوابها كقيام الليل وسيلة أخرى تنال بها ثواب قيام الليل، فالدال على الخير كفاعله.
أشياء تعين على صلاة السنن الرواتب
هناك العديد من الأشياء التي تساعدنا على الحفاظ على صلاة السنن الرواتب، ومنها ما يلي:
- الإخلاص لله تعالى: كما أمر الله تعالى بإخلاص العمل له دون ما سواه، فكلما قوي إخلاص العبد كان أكثر توفيقاً إلى الطاعات والقربات.
- أن يستشعر أن الله تعالى يدعوه للقيام: فإذا استشعر العبد أن الله يدعوه لذلك وهو الغني عن طاعة الناس جميعاً كان ذلك أدعى للاستجابة.
- معرفة فضل السنن الرواتب: فمن عرف فضل هذه العبادة حرص عليها.
- المحافظة على الأذكار الشرعية: فإن هذه الأذكار حصن حصين يقي بإذن الله من الشيطان، ويعين على الصلاة، ومن هذه الأذكار، قراءة الآيتين في آخر سورة البقرة، وآية الكرسي.
- مجاهدة النفس على السنن الرواتب: وهذا من أعظم الوسائل المعينة على الصلاة لأن النفس البشرية بطبيعتها أمارة بالسوء تميل إلى كل شر ومنكر إلا من رحم ربي.
- اجتناب الذنوب والمعاصي: فإذا أراد المسلم أن يكون مما ينال شرف الحفاظ على السنن الرواتب، فليحذر الذنوب، لأنها تعيق العبد عن العبادة.
- أمر الأهل والصبر عليها: الحرص على تعليم الأهل ليكونوا عونا على الحفاظ عليها وعدم تركها.
وفي الختام هذه السنن الرواتب، عظيمة الأجر، وفي الحديث أنه موعود بالجنة، إذا صلاها في اليوم تطوعا بني له بهن بيت في الجنة، وهي كما تقدم: أربع قبل الظهر يسلم من كل ثنتين، ثنتان بعد الظهر يعني: ركعتين، ركعتان بعد المغرب، ركعتان بعد العشاء، ركعتان قبل صلاة الصبح.
المصادر: