كيفية صلاة الوتر ختام صلاة الليل
صلاة الوتر من العبادات التي لها فضائل كبيرة تعود على العبد بالنَّفع في دُنياه وبالفوز والنور في آخرته، وهي سنة مؤكدة، وهي من النعم التي منَّ اللهُ بها على أمة الإسلام، إذ أقسم الله بها في القرآن الكريم، فقال:(وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ)، وجعلها خِتامًا للصلوات يَختِمُ المرء بها يومه وليلته، وجعل لها ثوابًا عظيمًا.
والوتر آكد صلاة الليل، أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، لذلك لابد من تعلم كيفية صلاة الوتر وحكمها وفضلها والدعاء المأثور فيها، وفي صلاة الوتر مناجاة العبد لربه في سكون الليل واتباع سنة النبيين والمرسلين.
معنى صلاة الوتر
تعرّف صلاة الوتر لغة واصطلاحاً بما يأتي:
الوتر لغة: من وَتَرَ، والوتر: الفَرد، وتُلفَظُ وَتْر ووِتر بِالفَتح والكَسر، وَصَلَاة الْوتر من هَذَا لكَونهَا رَكْعَة أَو ثَلَاثة؛ فعددها فَرد.
الوتر في الاصطلاح: هي صلاةٌ مَخصوصةٌ في أوقاتٍ مَخصوصةٍ تُختَتَمُ بها صلاة اللّيل؛ سواء كان في أول اللّيل، أو وسطه، أو آخره، وتكون عدد ركعاتها فرديةً، ولذلك سُمِّيَت وِتراً.
حُكم صلاة الوتر
ذهب جمهور الفقهاء من المالكيّة والشَافعيّة والحنابلة إلى أنّ صلاة الوتر سُنّة، وليست واجبةً.
وقت صلاة الوتر
أمّا وقت أدائها فقد أجمع العُلماء أنّ ابتداءه يكون بعد صلاة العِشاء مُباشرة وينتهي بطلوع الفجر.
كيفية صلاة الوتر
صلاة الوتر هي كغيرها من الصَّلوات، ولكنّها تختلف عن باقي الصّلوات بكونها فرديَّةً، ولمعرفة كفية صلاة الوتر بالتّفصيل فهي على النحو التالي:
- وردت كيفية صلاة الوتر عن الرّسول عليه الصلاة والسّلام في الحديث الشريف: (أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يوتِرُ بسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وقُلْ يَا أيُّهَا الْكَافِرُونَ، وقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، وَكانَ يقولُ: سبحانَ الملِكِ القدُّوسِ ثلاثًا، ويرفعُ صوتَه بالثَّالثةِ).
- صلاة الوتر أقلها ركعة واحدة، ويُقرأ فيها سورة الفاتحة والإخلاص ثم يركع.
- صلاة الوتر أفضلها 11 ركعة أو ثلاث عشرة ركعة لفعل النبي صلى الله عليه وسلم.
- إن زاد على ذلك فأوتر بـ15 أو 20 مع الوتر أو ما أشبه ذلك فلا بأس، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صلاةُ اللَّيلِ مَثنى مَثنى، فإذا خشِيَ أحدُكُمُ الصُّبحَ، صلَّى رَكْعةً واحدةً ، توترُ لَهُ ما قد صلَّى) ولم يحد حداً، فدل ذلك على أنه إذا أوتر بـ5 أو 7 أو 9 أو 11 أو 13 أو 15 أو 17 أو 19 أو 21 أو23 أو أكثر من ذلك فلا حرج، أو أوتر بواحدة فقط أجزأه ذلك.
كيفية صلاة الوتر مع الشفع
- تُصلّى صلاة الشفع والوتر على شكل 3 ركعات، تُقرأ سورة الفاتحة وسورة الأعلى في الركعة الأولى، وتُقرأ سورة الفاتحة وسورة الكافرون في الركعة الثانية، ثم يسلم، وهذه الركعتان هي التي تسمى بالشفع.
- يجوز للمصلي أن يُصلي الركعاث الثلاث مُتصلة، ولكن لا يقعد فيها للتشهد الأوسط، وذلك حتى لا تتشابه بصلاة المغرب، وإنما يقعد فيها قعوداً واحداً وهو للتشهد الأخير.
- الشفع تارة يكون منفصلاً عنها وهو أفضل، وتارة يكون وتراً متصلاً، خمساً جميعاً، سبعاً جميعاً، تسعاً جميعاً، فعله النبي صلى الله عليه وسلم، لكن إذا صلى سبعاً جميعاً يجلس في السادسة، يتشهد التشهد الأول ثم يقوم ويأتي بالسابعة.
- وإذا صلى تسعاً جميعاً فالسنّة أن يجلس في الثامنة ويتشهد التشهد الأول ثم يقوم ثم يأتي بالتاسعة، والأفضل أن يسلم من كل ركعتين.
- وإذا سرد خمساً جميعاً وأوتر بها أو ثلاثاً جميعاً وأوتر بها، سردها سرداً من غير جلوس، ثلاثاً جميعاً من دون جلوس في الثانية أو خمساً جميعاً بدون جلوس فيها كلها إلا في الأخيرة، هذا هو الأفضل.
- أما في السبع والتسع فيجلس في السادسة في السبع، وفي الثامنة في التسع للتشهد الأول، ثم يقوم ويأتي بالسابعة ويأتي بالتاسعة.
- لكن الأفضل مثلما تقدم أن يسلم من كل ثنتين ثم يوتر بواحدة، سواء صلى بـ 3 أو 5 أو 7 أو 9 أو 11 أو 13 أو أكثر من ذلك.
دعاء صلاة الوتر
من تعلم كيفية صلاة الوتر، فلابد أن يتعلم دعاء صلاة الوتر، لأن للوتر دعاء يعرف بدعاء القنوت، وهو من الأدعية التي يفضل أن يقولها العبد، ويقال عند القيام من الركوع في الركعة الأخيرة، بعد قول "سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد"، يبدأ المصلي بحمد الله تعالى ثم الصلاة على النبي، ويدعو:
- اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، فإنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، تباركت ربنا وتعاليت.
- اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك، وبك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك.
- ويمكن الدعاء بعدها بما شاء.
فضل صلاة الوتر
- أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بصلاة الوتر، ووصيته بصلاة الوتر دلالة على فضل هذه الصلاة وعظمتها وأهميتها في الإسلام، فورد عن أبي هريرة: (أوصاني خليلي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بثلاثٍ: صيامُ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ، وركعتي الضُّحى، وأن أوتِرَ قبلَ أن أنامَ).
- وورد في فضل صلاة الوتر عَنْ خَارِجَةَ بْنِ حُذَافَةَ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللهَ أمدَّكم بصلاةٍ هي خيرٌ لكم من حُمْرِ النَّعمِ. قلنا: وما هي يا رسولَ اللهِ؟ قال: الوترُ ما بين صلاةِ العشاءِ إلى طلوعِ الفجرِ)، دَلالة على فضل صلاة الوتر، وأهمية تعلم كيفية صلاة الوتر، وبيان من النبي صلى الله عليه وسلم أنّ قيمة صلاة الوتر أفضل وأثمن من أموال العرب أجمع، والتي دلَّ عليها الرسول صلى الله عليه وسلم بحمر النعم، فهي أفضل وأشرف الأموال وأغلى الأثمان عند العرب، وأنّها تضاهي أموال الدنيا، بل وينال بها المؤمن درجة عالية عند الله عز وجل.
المصادر: