كيف يمكنك إجراء التقييم الذاتي بكفاءة
يُعدُّ التقييم الذاتي من أهم الأشياء التي يركّز عليها أصحاب العمل. بالنسبة للبعض يفضلون الاعتماد على التقييم الذاتي للموظفين، وذلك من أجل مساعدة الموظفين في تحديد نقاط القوة والضعف التي لديهم.
حتى إذا لم يطلب أصحاب العمل هذا الأمر، فمن المهم بالنسبة لك تعلم كيفية إجراء التقييم الذاتي، حيث سيساعدك ذلك على معرفة كل شيء حول أدائك، وهو أمر مفيد لك للتقدم في حياتك العملية.
ما الفائدة من إجراء التقييم الذاتي؟
سواءً كنت تقوم بإجراء التقييم الذاتي لنفسك، أو بناءً على طلب مديرك في العمل. ففي الحالتين يمكنك تحقيق العديد من الفوائد من خلاله. من أهم فوائد التقييم الذاتي:
1- معرفة نقاط القوة والضعف: من أهم الأشياء التي تساعدك على النجاح بالعمل، هي معرفة ما هي نقاط القوة الخاصة بك، واستغلالها في تنفيذ المهام المطلوبة منك، فتقدم كفاءة في العمل. في الوقت ذاته سيكون بإمكانك من خلال التقييم الذاتي معرفة نقاط الضعف، وبالتالي العمل على علاجها، لتحسين الأداء، فتصبح قادرًا على تقديم أفضل المستويات في العمل.
2- تحديد جوانب التطور الوظيفي المحتملة: عندما تجري التقييم الذاتي وتراجع ما قمت به، ستعرف وقتها إلى أين يمكنك الوصول في حياتك المهنية. إذ من خلال استثمار نقاط القوة، ستعرف كيف تتخذ خطوات نحو التطور في وظيفتك الحالية، وكذلك السعي إلى درجات وظيفية أفضل.
3- معرفة الإنجازات: عندما تنظر إلى حياتك المهنية، وتبدأ في التقييم الذاتي لما قمت به خلال الفترات الماضية، ستقدر على معرفة الإنجازات التي نجحت في تحقيقها، والاحتفال بهذا النجاح. يحفّزك هذا الأمر نحو تحقيق المزيد، ويجعلك تدرك مقدار مساهمتك الإيجابية في تحسين الأداء.
4- اتخاذ القرارات بشأن مسارك المهني: متى تقرر أنّك اكتفيت من وظيفة معينة وأنّه قد حان الوقت للذهاب لأخرى؟ متى تقرر أنّك لا زلت بحاجة إلى المزيد من العمل؟ يمكنك فعل كل ذلك من خلال التقييم الذاتي، إذ لا يقتصر الأمر على تحديد جوانب التطور الوظيفي، لكن أيضًا التفكير بشأن المستقبل، وإذا كنت بحاجة إلى تغيير وظيفتك الحالية أو لا.
5- امتلاك خطة مهنية كاملة: إذا كنت تسعى إلى التفكير بشأن حياتك المهنية، وما زلت في البداية فلا تعرف ما تريده بالتحديد. من خلال إجراء التقييم الذاتي، ستضع قدمك على الطريق نحو فعل ذلك، وستعرف ما هي الخيارات المناسبة لك، وستحوّل ذلك إلى خطة بخطوات تنفيذية واضحة.
4 طرق يمكنك من خلالها إجراء التقييم الذاتي
بالنسبة للبعض قد يكون من الصعب إجراء التقييم الذاتي، إذ يشعرون بغرابة بشأن تقييم بعض النقاط الخاصة بهم. لذا، هناك أربع طرق من شأنها المساعدة على إجراء عملية التقييم الذاتي.
1- التوصيف الوظيفي
يمكنك إجراء التقييم الذاتي من خلال العودة إلى التوصيف الوظيفي الخاص بالمهام التي تؤديها، أو بالمهام المتعلقة بالوظائف التي عملت بها قبل ذلك. بالتالي يمكنك تقييم ذاتك من خلال هذه المهام. لإجراء التقييم الذاتي من خلال التوصيف الوظيفي، اطرح على نفسك الأسئلة التالية:
- ما هي المهام الأساسية التي تقوم بها الآن؟
- هل هناك مهام إضافية تقوم بها من وقت لآخر، وما هي؟
- ما هي الأشياء التي تجيد عملها في هذه المهام بالضبط؟
- ما هي الأشياء التي تشعر بوجود بعض الصعوبات في تنفيذها؟
- هل يحتاج مديرك إلى مساعدتك في بعض المهام؟ أم أنّه بإمكانك القيام بها بمفردك؟
بالطبع يمكنك تضمين ما تريده من الأسئلة الإضافية، لكن بشرط ربطها مع التوصيف الوظيفي الخاص بك، حتى تجري التقييم الذاتي لهذا الجزء تحديدًا، فتتأكد من أنّ إجاباتك لن تخرج عن هذا الإطار.
2- الأداء وأثره في الإنجازات
يمكنك الانتقال إلى هذه الطريقة اعتمادًا على النظر إلى الأداء الكلّي، لا المهام الجزئية التي تقوم بها، من أجل التفكير في أدائك وكيف ساهم في تحقيق الإنجازات. أو يمكنك حتى التفكير بشأن إنجازاتك الشخصية، حتى إذا كانت بعيدة عن العمل. إليك بعض الأسئلة المفيدة في التقييم الذاتي بالاعتماد على الإنجازات:
- ما هي المهام التي قمت بها وكنت فخورًا بها خلال الفترة الماضية؟
- ما هي الإنجازات التي قمت بها مؤخرًا؟
- كيف ساهم أداؤك في مساعدة الشركة ككل خلال فترة التقييم الذاتي؟
- ما هي الإضافات التي تؤمن بأنّها ستكون ذات قيمة للشركة وستحقق من خلالها بعض الإنجازات؟
- ما هي مجالات الأداء الخاصة بالشركة التي تحتاج إلى تحسين؟
3- الأهداف المهنية
يسعى كل شخص إلى امتلاك مجموعة من الأهداف المهنية لحياته العملية، ويحاول تحقيقها من خلال تواجده في الوظائف المختلفة. لذا، يمكنك إجراء التقييم الذاتي لهذه الأهداف المهنية لمعرفة ما قمت به. إذا كنت لم تضع لنفسك أهدافًا مهنية بعد، فيمكنك التفكير بشأن امتلاك واحدة، لأنّ هذا سيساعدك في حياتك المهنية، ومستقبلًا البدء في التقييم الذاتي من خلالها. من الأسئلة التي يمكنك طرحها:
- ما هي الأهداف التي نجحت في الوصول إليها مؤخرًا؟
- ما هي الأهداف التي لم تتحقق بعد؟ ولماذا حدث ذلك؟
- ما هي مقدار مساهمة عملك الحالي في تحقيق هذه الأهداف؟
- هل تحتاج إلى إجراء تعديلات أو تغييرات في أهدافك المهنية للفترة القادمة؟
- هل تشعر أنّ هناك موارد معينة تنقصك في سبيل تحقيق هذه الأهداف؟
4- التطور المهني
لا يوجد حدود للنجاح، وأحد أهداف التقييم الذاتي هو معرفة جوانب التطور المحتملة. لذا، يمكنك تخصيص جزء كامل لمسألة التطور المهني في حياتك، وتحرص على إجراء التقييم الذاتي له من وقت لآخر. يمكنك فعل ذلك من خلال طرح الأسئلة التالية:
- ما هي خطتك من أجل تحقيق التطور المهني؟ وما هو مقدار التقدم في هذه الخطة؟ وما هي أسباب عدم تحقق كل ما تريده؟
- هل شاركت في تدريبات أو دورات تعليمية معينة خلال الفترة الماضية؟
- هل تعرف المصادر المتاحة على الإنترنت للحصول على بعض الدورات التعليمية؟
- هل هناك تدريبات تؤمن بأهميتها وترغب في الحصول عليها؟
- هل يمكن لعملك الحالي المساهمة في توفير أحد هذه التدريبات؟
4 خطوات تساعدك على إجراء التقييم الذاتي
في النهاية يتطلب تنفيذ التقييم الذاتي امتلاك خطوات عملية يمكنك اتّباعها، حتى تضمن الوصول إلى النتيجة الأفضل، التي تمكنك من اتّخاذ الإجراءات التصحيحية المناسبة.
1- تحديد الأهداف خلال فترة التقييم الذاتي
يجب أن تبدأ بوضع الأهداف التي ترغب في إجراء التقييم الذاتي لها، سواءً أهدافًا خاصة بحياتك العملية، أو الأهداف الشخصية، أو غيرها من التصنيفات المناسبة. وذلك حتى تضمن أنّ هناك شيئًا ترغب في تحقيقه من خلال هذه الأهداف.
2- اختيار فترة مناسبة للتقييم
بعد الانتهاء من وضع الأهداف الخاصة بك، يفضل تحديد فترة مناسبة لكل هدف، والالتزام بإجراء التقييم الذاتي لها خلال هذه الفترة. الهدف من تحديد الفترة هو امتلاكك للوقت، فتكون لديك فرصة لاتخاذ خطوات فعلية، بدلًا من الشعور بتأنيب الضمير، نتيجة عدم قدرتك على تنفيذ هذه الأهداف في الواقع.
3- التركيز على كل جوانب التقييم الذاتي
عندما تقرر إجراء التقييم الذاتي، فمن المهم التركيز على الجوانب، سواءً الجوانب الشخصية الخاصة بمهاراتك ونقاط القوة والضعف الخاصة بك، أو كذلك الطرق الأربعة التي تحدثنا عنها، فتضمن أنّ التقييم شامل لكل النقاط المهمة بالنسبة لحياتك.
4- إدخال التعديلات المناسبة
بعد الانتهاء من التقييم الذاتي لكل جانب وفقًا للفترة المحددة له، يمكنك البدء في التفكير بشأن التعديلات المطلوبة للتحسين والتطوير. مع الحفاظ على فعل ذلك في إطار خطة وأهداف، والعودة إلى الخطوة الأولى مرة واحدة، والاستمرار في تكرارها طوال الوقت.
ختامًا، يسهّل عليك التقييم الذاتي متابعة ومراقبة تطورك باستمرار، بالتالي تضمن أنّك قادر على حصد أفضل الفرص العملية المناسبة لك، وأنّك تسير في الطريق الصحيح لحياتك المهنية.
المصادر: