دليلك الشامل إلى كتابة سيرة ذاتية احترافية
تشاهد إعلان وظيفة، ترغب في التقديم، وتود كتابة سيرة ذاتية احترافية، فتبحث على الإنترنت عن نماذج سيرة ذاتية جاهزة، وتستخدم أولها في إعداد السيرة الذاتية، ثم تكتب البيانات، وترسل الملف.
تنتظر الدعوة إلى المقابلة الشخصية، في هذه الأثناء تجد إعلانا آخر، تقرر إرسال نفس السيرة الذاتية.
في النهاية لا تحصل على أي دعوة إلى المقابلة الشخصية، والمشكلة الأساسية هي أنّ سيرتك الذاتية لم تكن بالاحترافية الكافية.
إذًا كيف تكتب سيرة ذاتية احترافية؟ سنقدم لك دليلًا شاملًا في هذا المقال حول كيفية إنشاء سيرة ذاتية بشكل مميز.
لماذا نحتاج إلى السيرة الذاتية؟
قبل الحديث عن مكونات أي سيرة ذاتية، يمكننا التفكير أولًا في سبب احتياجنا إلى سيرة ذاتية من الأساس. يقودنا هذا إلى رؤية الأمور من منظور الشركات التي تبحث عن موظفين. تمثل السيرة الذاتية وسيلة تمكّن الشركة من إجراء تقييم سريع للمتقدمين على الوظيفة، حتى تجري تصفية بينهم، وتختار عددًا ليمر إلى المراحل التالية.
في المرحلة الأولى قد تكون الفترة التي يقضيها مسؤول التوظيف في السيرة الذاتية هي ثوان معدودة. في المراحل التالية، يمكنه إلقاء نظرة فاحصة أكثر للمحتوى، حتى يكون بإمكانه التقييم بناءً على ذلك، ويقرر إذا كان سيدعوك إلى المقابلة الشخصية حقًا أو لا.
في بعض الأحيان، ونظرًا للعدد الكبير للمتقدمين على الوظيفة، تلجأ الشركة إلى البرمجيات الجاهزة من أجل تقييم السيرة الذاتية، بناءً على وجود كلمات مفتاحية محددة، فتحدد هذه البرامج ما هي السيرة الذاتية المقبولة، وما هي المرفوضة.
بناءً على ذلك، الدور الأساسي لأي سيرة ذاتية هو جذب انتباه الطرف الآخر، من خلال المحتوى المكتوب بطريقة منظّمة. ليس ضروريًا كتابة عدد كبير من الصفحات، بل الصواب هو الالتزام بكتابة صفحة أو اثنين بحد أقصى، ويُفضل صفحة واحدة، إذ الشائع حاليًّا هو تقديم الملخص الوظيفي (Resume)، فأصبح مصطلح سيرة ذاتية هو اصطلاح يُقصد به هذا الملف أيضًا.
لا توجد طريقة ثابتة دائمًا لكتابة السيرة الذاتية، وهذا شيء سنتطرق إليه في نصائح كتابة سيرة ذاتية احترافية، بعد الحديث عن مكونات السيرة الذاتية. إذ هذه النصائح لا تقل أهمية بأي حال من الأحوال عن المكونات.
ما هي مكونات السيرة الذاتية؟
توجد هناك العديد من الأجزاء التي يمكن إضافتها في السيرة الذاتية. سنحاول هنا الحديث عن جميع البيانات، ويمكنك أنت انتقاء ما تريده من خلالها لاحقًا عند الكتابة، وفقًا لما تملكه وكذلك لطبيعة الوظيفة. تعد مكونات السيرة الذاتية الأكثر شيوعًا كالتالي:
1- البيانات الشخصية
تشمل هذه البيانات مجموعة مختلفة من البيانات الشخصية الخاصة بك كالتالي:
- الاسم: ضع الاسم في بداية السيرة الذاتية في منتصف الصفحة. إذا كانت لغة الكتابة بالإنجليزية، فاكتب الحرف الأول من الحروف الكبيرة، ويمكنك الاكتفاء بالاسم الثلاثي.
- العنوان: ضع عنوانًا واحدًا يحتوي على مقر إقامتك. إذا كانت الوظيفة في بلد آخر، وتملك إقامة هناك، فاحرص على كتابة هذا العنوان، إذ الذي يقرأ السيرة الذاتية قد يقرر استبعادك بسبب وجودك في مكان آخر بعيد، ولن يدرك أنّه لديك الفرصة للسفر.
- رقم الهاتف: احرص على إضافة رقم هاتف واحد تستخدمه باستمرار، ولا تضع رقمًا إضافيًّا إلّا إذا دعت الحاجة لذلك.
- البريد الإلكتروني: يجب أن تمتلك بريدًا إلكترونيًا احترافيًا، لا يحتوي على أسماء الشهرة أو اللقب أو أي شيء.
- حساب لينكدإن: يمكنك إضافة حساب لينكدإن إذا رغبت في ذلك.
- نماذج الأعمال (بورتفوليو): إذا كنت تعمل في مجال يتطلب نماذج أعمال، فاحرص على إضافة البورتفوليو الخاص بك كجزء من السيرة الذاتية مع البيانات الشخصية.
- الصورة: لا يُفضل وضع صورة في السيرة الذاتية إلّا إذا طُلب هذا في إعلان الوظيفة، أو أنّ الوظيفة ذاتها تعتمد على التعامل مع الأفراد، مثل المبيعات. في هذه الحالة يمكنك إضافة الصورة، لكن الأفضل التأكد من هذا الأمر، لأنّك تسوّق لمهاراتك الشخصية في الأساس.
هناك بيانات أخرى تُضاف من البعض مثل تاريخ الميلاد والحالة الاجتماعية، لكن في الواقع لا يوجد داعٍ لها، سوى في حالة تطرق إعلان الوظيفة لها.
2- الهدف الوظيفي (Career Objective)
يتكون الهدف الوظيفي من 3 سطور مثلًا، أو قرابة 50 كلمة. تعبّر فيها عن ذاتك، وما هو الهدف الذي تسعى إليه من خلال هذه الوظيفة، وما هو الذي يميّزك. هذا الجزء مهم جدًا في السيرة الذاتية، يمكّن المسؤول من تقييمك، فلا تحاول نسخه من الإنترنت لأنّه سيتعرف عليه بسهولة، فاجعل الأمر شخصيًا قدر الإمكان. يمكنك قراءة مقالنا عن كيفية إعداد الهدف الوظيفي.
3- الخبرة العملية (Work Experience)
في هذا الجزء يمكنك التطرق إلى جميع الأماكن التي عملت بها. لكن من المهم ألّا تكتفي بهذا الأمر، بل لا بد من إضافة بعض البيانات التالية:
- المسمى الوظيفي: ما هو المسمى الوظيفي لك بالضبط في خبرة العمل.
- شرح للمهام: يجب تضمين شرح بسيط يوضّح دورك بالضبط، وما هي المهام الرئيسة التي عملت بها.
- عرض الأرقام: من المهم دعم جميع البيانات بأرقام، مثلًا في حالة عملت في كتابة المحتوى، فمن الممكن كتابة عدد المقالات التي أنجزتها.
- كتابة التواريخ: من المهم إضافة جميع التواريخ الخاصة بكل وظيفة، تاريخ البدء وتاريخ ترك الوظيفة، أو في حالة العمل بها يُمكنك كتابة حتى الآن (until now).
4- التعليم (Education)
في هذا الجزء يمكنك التطرق إلى بيانات التعليم الخاصة بك مثل: الكلية التي تخرجت فيها، الجامعة، التخصص أو القسم في الكلية، تاريخ التخرج، التقدير وذلك في حالة حصلت على جيد فأعلى فإذا كان أقل من ذلك لا داعي لكتابته.
في حالة كنت تكتب سيرة ذاتية قبل التخرج، فبإمكانك إضافة جميع البيانات دون أي مشكلة، وبدلًا من تاريخ التخرج، اكتب: تاريخ التخرج المتوقع. كذلك يمكنك التطرق إلى مدرستك في المرحلة الثانوية، وذلك في حالة أنّها مرتبطة مع الوظيفة وستزيد من فرصتك. مثلًا إذا كنت تخرجت من مدرسة لغات، وفي الوقت ذاته أنت تقدم على وظيفة تحتاج إلى اللغات مثل الترجمة.
5- الأنشطة الإضافية أو التطوعية (Volunteering Activities)
قد يكون من الصعب امتلاك خبرات كثيرة، لا سيّما إذا كنت في بداية طريقك العملي. لذا، وجود الأنشطة الإضافية أو التطوعية سيقوي من السيرة الذاتية كثيرًا. يمكنك إضافة الأنشطة التي شاركت بها، وتُكتب بنفس طريقة كتابة الخبرات العملية.
6- المهارات (Skills)
تعد المهارات جزءًا أساسيًا من السيرة الذاتية، ولا غنى عنها أبدًا. في النهاية كل خبرات الشخص وتجاربه، الهدف منها هو امتلاكه للقدرة على تأدية المهام المطلوبة منه في الوظيفة. يمكن تقسيم المهارات إلى أربعة تصنيفات رئيسة:
- مهارات اللغة (Language Skills): بالطبع ستضيف اللغة الأم كلغة أساسية، بعد ذلك يمكنك إضافة اللغات الأخرى ومستواك بها حاليًا، أو يمكنك تقسيمها حسب أجزاء اللغة (الكتابة، التحدث، الاستماع، القراءة)، وتحديد المستوى في كل جزئية.
- مهارات الكمبيوتر (Computer Skills): من المهم كتابة مستواك في مهارات الكمبيوتر. يمكنك تقسيمها أيضًا إلى برامج الأوفيس أو غيرها من البرامج المهمة، التي تُستخدم في العمل باستمرار. من أهم هذه البرامج: Word، Excel، Power Point. من المهم أيضًا ألّا تكتب مهارات بديهية، مثل كتابة استخدام الكمبيوتر، إذ في الوقت الحالي أصبح هذا شيئًا أساسيًا للإنسان لا مهارة.
- المهارات التقنية والفنية (Technical Skills): تشمل مجموعة المهارات الخاصة بالوظيفة التي تقدم عليها، مثلًا إذا كانت وظيفة مثل البرمجة، فيمكنك كتابة البرامج واللغات هنا. في حالة التشابه بينها وبين مهارات الكمبيوتر، فيمكنك الاكتفاء بكتابتها في موقع واحد فقط.
- المهارات الشخصية (Personal Skills): تسمى أيضًا المهارات الناعمة (Soft Skills)، وتضم المهارات الشخصية مثل التواصل والتفاوض وغيرها.
يجب الاهتمام بكتابة المهارات بمثل هذا التقسيم، فمن غير الصحيح كتابتها معًا تحت تصنيف المهارات، إذ يسبب هذا بعض التشتت للشخص الذي يقرأ السيرة الذاتية، بينما التنسيق يسهّل عليه القراءة. يمكنك قراءة مقالنا عن طريقة كتابة المهارات في السيرة الذاتية.
7- الدورات التعليمية (Courses)
يمكنك هنا كتابة الدورات التعليمية التي حصلت عليها، مع كتابة اسم الجهة المنظمة للدورة، وتاريخ الانعقاد، وإذا كانت الشهادة قوية في هذا المجال، فيمكنك إرفاقها مع السيرة الذاتية. يمكنك أيضًا في بعض الأحيان إضافة الدورات التعليمية الأونلاين، خاصةً تلك التي حصلت عليها من مواقع دورات قوية مثل موقع Coursera.
8- التدريبات (Trainings)
يمكنك كتابة التدريبات التي حصلت عليها، بنفس طريقة كتابة الدورات التعليمية، وبإضافة البيانات ذاتها. في حالة كنت قد حصلت على تدريب تخصصي وقوي لفترة من الوقت، وكنت خريجًا جديدًا، يمكن إضافة هذا الجزء بدلًا من خبرات العمل، لكن تحت مسمى (Interns).
9- الإنجازات (Accomplishments)
في هذا الجزء من السيرة الذاتية تكتب الإنجازات التي حصلت عليها في حياتك، أو التكريمات المميزة. لكن يجب أن يكون هذا الإنجاز قويًّا فعلًا، ومتفقًا مع الوظيفة التي تقدم عليها، فإذا لم يكن كذلك فلا حاجة لكتابته في السيرة الذاتية.
10- الهوايات (Hobbies)
يمكنك إضافة هذا الجزء باسم آخر أيضًا وهو الاهتمامات (Interests). من المهم أن تضيف الهوايات فقط في حالة ارتباطها مع الوظيفة، وتعكس صفة شخصية مهمة. مثلًا إذا كانت هوايتك هي الصيد، فهذا يعني الصبر، أو إذا كانت هوايتك السفر، فهذا يعني امتلاك خبرات وتجارب مع ثقافات الآخرين، وهكذا. أمّا الهوايات التي لا تعكس شيئًا محددًا، فلا داعي لإضافتها. لا سيّما إذا كنت تسعى إلى التحكم في حجم الملف قدر الإمكان، وترغب في تصغيره ليكون صفحة واحدة.
10 نصائح مهمة لكتابة سيرة ذاتية احترافية
تعد هذه النصائح مكملا أساسيا لجميع مكونات السيرة الذاتية، فهي تحاول التركيز على إخراجها في أفضل صورة ممكنة. إليك 10 نصائح مهمة لكتابة سيرة ذاتية احترافية:
1- تجنّب كتابة بعض الكلمات البديهية
عند كتابة البيانات الشخصية، يُفضل بعض المسئولين عن تقييم السير الذاتية ألّا يجدوا بعض الكلمات البديهية، فمثلًا لا حاجة لكتابة كلمة (C.V) في منتصف الصفحة بالأعلى، وكذلك لا حاجة لكتابة كلمة الاسم (Name) إلى جانب الاسم، وهكذا بقية البيانات. ضعهم بشكل متتالٍ أسفل بعض، دون كتابة عنوان هذه البيانات.
2- التركيز على كتابة التواريخ من الأحدث للأقدم
عند كتابة السيرة الذاتية، يُفضل البعض كتابة الخبرات الأكثر أهمية في المقدمة. لكن بالنسبة لمسؤول التوظيف، هو يبحث عن التواريخ الأحدث في المقام الأول، فهو يرغب في معرفة أين أنت الآن، أو أين كنت قبل التقديم على الوظيفة الحالية. لذا، لا تكتب بناءً على الأهمية، بل دائمًا رتّب الخبرات العملية والتطوعية من الأحدث إلى الأقدم.
3- اختيار المعلومات المهنية دائمًا
لا داعي للتركيز على كتابة أي معلومات شخصية قدر الإمكان، بل دائمًا اختر المعلومات المهنية. في حالة ستضيف بيانات شخصية، فاجعل هناك رابطًا بينها وبين المعلومات المهنية، مثل جزئية الهوايات التي تحدثنا عليها.
4- ترتيب السيرة الذاتية
من المهم التركيز على اختيار الترتيب الصحيح للمحتوى في السيرة الذاتية، بما يساعدك على الظهور بأفضل صورة ممكنة. إذا كنت خريجًا جديدًا، فيمكنك الاهتمام أكثر ببيانات مثل التعليم والتدريبات والفرص التطوعية. يمكنك قراءة مقالنا عن كيفية إعداد السيرة الذاتية للخريجين الجدد.
5- التنسيق هو الشيء الأكثر أهمية في السيرة الذاتية
تخيّل أن تكتب جميع البيانات بشكل مميز، لكنّك في النهاية لا تنسق السيرة الذاتية بطريقة مناسبة. قد لا تحصل على فرصة لقراءة سيرتك الذاتية من الأساس، وبالتالي تخسر الفرصة، التي ربما تكون أنت الأكثر ملاءمة لها.
لذا، يجب الاهتمام بتنسيق المحتوى في السيرة الذاتية، مثلًا تقسيم المهارات، وتقسيم الكتابة في الملف، مع إبراز جميع المكونات بطريقة واضحة وبسيطة، تجعل الشخص يصل إلى المعلومات الهامة سريعًا. يمكنك الاعتماد على استخدام القوائم (Bullets) في كتابة المحتوى، فذلك يؤثر في التنسيق.
من الأشياء المهمة في تنسيق السيرة الذاتية ألّا تعتمد على استخدام نماذج حديثة بألوان كثيرة. بالطبع لا توجد قاعدة بشأن النماذج والاعتماد عليها، لكن العنصر الأكثر أهمية هو أن تكون السيرة الذاتية سهلة في القراءة، فهذا ما يبحث عنه الطرف الآخر.
6- التوقف عن كتابة الكليشيهات
أجيد العمل تحت ضغط. ربما هذه واحدة من أكثر الجمل استهلاكًا في كتابة السيرة الذاتية، الأمر الذي يجعل المسؤول قد يرفض المحتوى دون أي تفكير. من المهم التوقف عن كتابة الكليشيهات أو العبارات التي فقدت قيمتها. أولًا هي لا تزيد من فرصتك لأنّها لا تصف امتلاكك لشيء حقيقي في نظر الشخص الآخر، ثانيًا سيشعر بأنّك فضلت الاستسهال في الكتابة، ولم تبذل جهدًا كافيًا وهو مؤشر سلبي.
7- اهتم بكتابة عبارات قوية ولا تستخدم الاختصارات
عندما ترغب في كتابة أي جزء في السيرة الذاتية، من المهم التركيز على استخدام عبارات قوية باستمرار، وأن تجعل الأفعال المستخدمة معبّرة حقًا عن الوظيفة. كذلك اهتم بزمن التحدث، فلا تكتب فعلًا يوحي بالماضي، في وظيفة أنت تعمل بها حاليًا، والعكس.
كذلك من المهم ألّا تستخدم الاختصارات في المحتوى، وأنت تكتب العبارات كما هي. مثلًا إذا كان هناك اسم مؤسسة يُكتب بالاختصار كذلك، فلا يصح وضع الاختصار دون كتابة الاسم الفعلي، لأنّ الطرف الآخر ببساطة لا يعرف ذلك، ولن يهتم كثيرًا بمعرفة الأمر.
8- عدم إرسال السيرة الذاتية نفسها إلى جميع المؤسسات
من الأخطاء الشائعة في السيرة الذاتية هي أن يقوم الشخص بإرسال نفس السيرة الذاتية إلى ذات المؤسسات، إذ يشعر بأنّه لا داعي للتعديل والإضافة لضيق الوقت، ورغبته في التقديم على أكبر عدد ممكن من الوظائف. لكن هذا ليس صحيحًا وبالعكس يقلل من فرصك.
لذا، من المهم قراءة إعلان الوظيفة جيدًا، ومعرفة المتطلبات التي يبحثون عنها، وما هي الكلمات المفتاحية التي يستخدمونها في المحتوى. ثم تقوم بعد ذلك بإعادة صياغة بعض الأجزاء في السيرة الذاتية، أو ترتيب المحتوى الخاص بها، من أجل الوصول إلى أفضل شكل يناسب الشركة، ويزيد من فرصتك في الحصول على وظيفة مميزة.
9- الاهتمام بكتابة خطاب التعريف (Cover Letter) ومراجعة المحتوى قبل إرساله
ماذا بعد الانتهاء من كتابة السيرة الذاتية؟ ستذهب إلى البريد الإلكتروني من أجل إرسالها. لكن هل ستترك الرسالة دون محتوى؟ بالطبع هذا شيء خاطئ، وقد لا يجعل سيرتك الذاتية تصل إلى الشركة من الأساس. لذا، أنت بحاجة إلى صياغة محتوى قوي في الرسالة، وهو خطاب التعريف (Cover Letter)، الذي يصف لماذا أنت شخص مناسب لهذه الوظيفة. يمكنك قراءة مقالنا عن طريقة كتاب خطاب تعريفي احترافي.
بعد الانتهاء من تجهيز جميع التفاصيل في السيرة الذاتية، من المهم مراجعة المحتوى جيدًا، والتأكد من عدم وجود أي أخطاء إملائية أو لغوية، وكذلك التأكد من إرفاق ملف السيرة الذاتية بتنسيق PDF، إذ الـWord أحيانًا لا يظهر بشكل مناسب عند فتحه من جهاز به إصدار مختلف من الأوفيس، فأنت لا تريد تضييع مجهودك بسبب مشكلة بسيطة. عندما تتأكد أنّ كل شيء على ما يرام، يمكنك إرسال البريد الإلكتروني بنجاح.
10- الصدق في المحتوى
النصيحة الأخيرة هي أهمية الصدق في المحتوى، فلا تكتب أي شيء سوى ما تملكه فعلًا. إذ الاعتقاد أنّه من أجل امتلاك سيرة ذاتية كبيرة المحتوى، فبإمكانك إضافة تفاصيل غير موجودة، أو لكي تظهر بصورة أفضل، فيمكنك الكذب بشأن بعض التفاصيل، مثلًا كتابة أنّ مستواك في مهارة معينة أعلى من الحقيقة.
ربما يساعدك هذا في مرحلة كتابة السيرة الذاتية، لكن ماذا إن حصلت على فرصة للمقابلة الشخصية واكتشف الطرف الآخر أنّك كذبت؟ هذا شيء لا يمكن التسامح معه على الإطلاق، وعلى الأغلب سيكون القرار في هذه الحالة هو عدم قبولك، حتى لو كان مستواك جيدًا. فلا أحد يتقبل صفة الكذب على الإطلاق.
ختامًا، خذ من النصائح ما تعتقد دائمًا أنّه مناسب لك، واكتب من المحتوى ما يساعد في إظهار تميزك. إذ حتى الآن لا يمكن لأحد الحكم بأنّ هناك طريقة صائبة وأخرى لا، في النهاية هدف الجميع هو تسهيل عملية التوظيف، لذا يوميًّا هناك تطورات تحدث بشأن السيرة الذاتية.
على سبيل المثال، أصبحت بعض الشركات الآن تضع ملفًا تطلب من الأفراد كتابته بالبيانات التي تريدها، لأنّ هذا يسهّل عليها عملية التصفية. لذا، كن متابعًا لما يحدث، لكن تذكّر أنّ الهدف النهائي هو أن تظهر بأفضل صورة ممكنة، وهذا يعني إبداعك في صياغة السيرة الذاتية، وكتابة محتوى يعبّر عنك فعلًا، ويجعلك الخيار الأمثل للتوظيف.
المصادر: