أنواع العمل التطوعي وفوائده لك وكيف تبدأ فيه اليوم
لا يختلف أحد على قيمة العمل التطوعي، سواءً في أثره على حياة الأفراد الشخصية أو العملية. إذ يلعب العمل التطوعي دورًا في تغيير حياة الأشخاص إلى الأفضل.
لكن رغم ذلك لا يعرف البعض كيفية تحقيق الفائدة القصوى من خلال العمل التطوعي. لذا نقدم في هذا المقال دليلًا شاملًا عن العمل التطوعي: أنواعه وفوائده وكيف تبدأ في العمل التطوعي إذا أردت اليوم.
ما هي الفوائد التي يمكنك تحقيقها من العمل التطوعي؟
يخلق العمل التطوعي معنىً لحياة صاحبه. لكن هناك أيضًا بعض الفوائد الأخرى للعمل التطوعي التي يمكن الحصول عليها، وتزيد من قيمة العمل التطوعي بالنسبة له.
فالأمر يُعدُّ بمثابة فرصة للتأهيل الذاتي للواقع، وكيفية التعامل معه بطريقة سليمة.
ويمكن تضمين فوائد العمل التطوعي في النقاط التالية:
1- امتلاك الخبرات والمهارات المناسبة
إذا رغبت في كتابة السيرة الذاتية وأنت خريج جديد، فستحتاج إلى بيانات لتضيفها، لكن رغم ذلك أنت لا تملك شيئًا بعد. لذا، إحدى أهم فوائد العمل التطوعي هي أنّه يساعدك في إثراء البيانات في السيرة الذاتية، ويمنحك فرصا قوية حقًا، إذ يبحث مسؤول التوظيف عن هذه الخبرات، لا سيّما إذا كان يرغب في توظيف خريجين جدد بلا خبرات سابقة.
في السيرة الذاتية هناك جزء خاص بخبرات العمل التطوعي، يمكنك إضافة الأنشطة التي قمت بها في هذا الشأن، وكتابة تفاصيلها بما في ذلك الدور الذي مارسته، ونبذة عن أبرز مهامك. سيمكنك أيضًا تحديث المهارات الخاصة بك في السيرة الذاتية، فستجد أنّ العمل التطوعي يمنحك مجموعة واسعة من المهارات.
2- فرصة تدريب مجانية في أرض الواقع
يمكنك النظر إلى العمل التطوعي بمثابة فرصة للتدريب المجاني في أرض الواقع. إذ من خلال اختيار المنظمة المناسبة لك، ستجد نفسك تطبق بعض المهام، التي تشبه ما يحدث في سوق العمل، بالطبع مع الاختلافات الخاصة بالاثنين، لكن في النهاية هناك قدر من التشابه.
بالتالي، يمكنك امتلاك تجارب حقيقية في مختلف المجالات التي تتطوع بها، وقيمتها تكون أشبه بحصولك على تدريب متخصص لفترة طويلة من الوقت. ستفهم أكثر عمّا يحدث بعيدًا عن المحتوى النظري، وسيكون لديك قدر من المكتسبات المفيدة التي تساعدك لاحقًا، مثل القدرة على الالتزام والتفكير وغيره.
3- امتلاك الصداقات وتكوين شبكة علاقات
من منّا لا يسعى إلى امتلاك صداقات في حياته؟ تعد الصداقة من أهم مقومات النجاح في الحياة، فهي تعين الإنسان في مختلف المواقف التي يمر بها في حياته، لكن الأهم هو كيفية تكوين صداقات ذات منفعة حقيقية. لذا، يساعد العمل التطوعي على اكتساب الصداقات، من أشخاص يشبهونك ويفعلون أنشطة مماثلة لك، ويهتمون بإضافة قيمة للحياة.
إلى جانب ذلك، يمكنك من خلال العمل التطوعي الحصول على شبكة علاقات احترافية. تساعدك شبكة العلاقات في الوصول إلى فرص مختلفة، وفي المستقبل يمكنك من خلالها الوصول إلى فرص عمل وتوصيات لشخصك في بعض الوظائف.
4- تحسين بعض السمات الشخصية
في الحقيقة هذه من أهم فوائد العمل التطوعي، وهي أنّه يساعدك على تحسين بعض السمات الشخصية، ويمكنك من التغلب على بعض المشكلات التي تواجهك، مثل نقص الثقة في النفس، أو صعوبة التعامل مع الآخرين، وغيرها من التحديات. فيساعدك على مغادرة منطقة الراحة؛ بحثًا عن منطقة النمو.
الشيء الجيد هي أنّ العمل التطوعي ليس أمرًا معقدًا، وهناك مساحة للتجربة والتعلم بقدر كبير، لذا فالتجربة ستكون مفيدة لك في بدء رحلة علاج التحديات الشخصية. بدلًا من انتظار العمل في وظيفة، حيث لا توجد فرص كثيرة، بسبب الحاجة الدائمة إلى إنجاز المهام المطلوبة.
ما هي أنواع العمل التطوعي؟
يوجد هناك بعض أنواع العمل التطوعي، التي يمكنك الاختيار من بينها وفقًا لما يناسبك، وتتيح لك التطوع مع مؤسسات عالمية ومحلية. يمكن تقسيم أنواع العمل التطوعي إلى جزأين:
الجزء الأول: العمل التطوعي بناءً على نوع المنظمة
- التطوع مع المؤسسات الرسمية: على الأغلب تكون هذه المؤسسات تابعة لجهة معينة، سواءً كانت جهة حكومية مثلًا، أو تابعة لمنظمة عالمية مثل منظمات الأمم المتحدة، وغالبًا يكون هناك دعم تمويلي لتنفيذ المشروعات. يكون لهذه المؤسسات هدف محدد، مثلًا الاهتمام بالبيئة أو القضايا الصحية أو غيرها حسب التخصص. لذا، يمكنك التطوع بناءً على هذا الهدف.
- العمل التطوعي غير الرسمي: في هذا النوع من العمل التطوعي، لا تكون المؤسسات تابعة لجهة بعينها، لكنّها تكون مجهودات من أشخاص عاديين، يمكنك أن تكون أنت هذا الشخص إذا أردت، من خلال بدء فكرتك، ومحاولة الحصول على أشخاص للعمل معك في المنظمة.
الجزء الثاني: العمل التطوعي بناءً على طبيعة العمل
- التطوع في أرض الواقع: يشمل ذلك أنشطة العمل التطوعي التي تعتمد على تنفيذ العمل في أرض الواقع، من خلال الذهاب إلى أماكن محددة، وتنفيذ الأنشطة المتفق عليها.
- التطوع عن بعد على الإنترنت: ذاع مؤخرًا هذا النوع من الأنشطة، إذ يتطوع الأشخاص من منزلهم على الإنترنت، دون الحاجة إلى النزول. على الأغلب يعتمد هذا النوع على استخدام أنواع المحتوى المختلفة في الأنشطة التطوعية.
كيف تعرف هذه المؤسسات وفرص العمل التطوعي المختلفة التي يقدمونها؟
يبقى السؤال المهم هو كيف تعرف هذه المؤسسات، سواءً كانت رسمية أو غير رسمية، والفرص التي يقدمونها باختلاف طبيعة العمل. في الحقيقة هناك بعض الطرق التي تمكنك من ذلك كالتالي:
- البحث في إطار مجتمعك أو جامعتك عن المؤسسات الموجودة للتطوع.
- الدخول إلى الصفحات الرسمية للمؤسسات التي تعرفها، ومتابعة فرص العمل التطوعي التي يقدمونها.
- الدخول إلى مواقع متخصصة في الفرص التطوعية مثل موقع فرصة.
- إذا كنت موجودًا في المملكة العربية السعودية، يمكنك الاعتماد على منصة العمل التطوعي في معرفة المؤسسات والفرص المتاحة. كذلك يمكنك طرح فكرتك التي ترغب في تنفيذها، وستقدم لك المنصة الدعم المطلوب للتنفيذ.
كيف يمكنك بدء تجربتك في العمل التطوعي؟
الآن يمكننا الحديث عن كيفية البدء في العمل التطوعي، في محاولة لتحقيق جميع الفوائد التي تحدثنا عنها في الفقرة الأولى. يمكنك بدء تجربتك من خلال الخطوات التالية:
1- اختيار المؤسسة التي تتفق مع أهدافك وطموحاتك
هناك العديد من المؤسسات التي تقدم فرصًا تطوعية، وليس ضروريًّا أن تناسبك جميع الفرص، إذ من المحتمل ألّا تحقق لك جميع الفرص ما تريده. لذا، يجب عليك الحرص على معرفة الهدف من المؤسسة، وطبيعة النشاط الخاص بها، واختيار تلك التي تتوافق مع أهدافك.
يمكنك أيضًا الانتقال إلى جزء آخر، وهو طبيعة الدور الذي ستؤديه في هذه المؤسسة، وكيف سيفيدك ذلك في المستقبل. مثلًا هل ستتطوع في قسم الموارد البشرية أم تنظيم الفاعليات أم كتابة المحتوى؟ في النهاية اختر القسم الذي يتفق مع خبراتك ومهاراتك التي تسعى إلى تنميتها وتطويرها.
2- معرفة ما الذي ستقدمه إلى المؤسسة
في النهاية العمل التطوعي ليس محور حياتك، فبالتأكيد هناك أنشطة أخرى تقوم بها في حياتك. لذا، عندما تقيّم الفرص التطوعية المتاحة، لا تنظر فقط إلى ما ستحصل عليه، لكن في المقابل ماذا ستقدم إلى هذه المؤسسة؟ وكيف سيكون دورك فعّالًا.
على سبيل المثال، ما هو الوقت الذي ستمنحه لهم يوميًا/أسبوعيًا/شهريًا؟ ما هي المقومات التي لديك التي ستساعدك على تنفيذ المهام المطلوبة منك؟ بالطبع أنت ستتعلم بالداخل عن طريقة التنفيذ، لكن هناك بعض الأساسيات التي يجب امتلاكها. من خلال ذلك ستتأكد أنّ لديك ما تقدمه للمؤسسة حقًّا.
3- الالتزام بفرصة العمل التطوعي
عندما تنتهي من اختيار المؤسسة، وتعرف كل شيء عنها، يمكنك البدء في التجربة. من المهم هنا الإشارة إلى أنّ العمل التطوعي هو التزام ذاتي منك نحو مؤسسة بعينها، فليس صحيحًا أن تقصّر في المهام المطلوبة منك، وتقول إنّ هذا عمل لا تحصل على المال من خلاله، وبالتالي يمكنك التقصير في تنفيذه.
هذه النظرة خاطئة تمامًا، بدلًا من ذلك أنت بحاجة إلى التركيز على تنفيذ المطلوب منك، وما دمت قررت الالتزام بفرصة العمل التطوعي، فأنت قد قطعت على نفسك عهدًا بالالتزام. عندما تشعر أنّه لا يمكنك تقديم المطلوب منك، يمكنك الاعتذار، بدلًا من البقاء بلا فائدة.
ختامًا، هناك العديد من الفوائد التي يمكنك تحقيقها من خلال العمل التطوعي، لكن يعتمد الأمر على التخطيط الجيد للأمر، واختيار الفرصة المناسبة لك. ثم بعد ذلك الاستعداد الكامل للالتزام بها للنهاية، فهذا يضمن لك تحقيق ما تريده، ويكون العمل التطوعي فرصتك للتأهيل إلى سوق العمل، فتكون قد جمعت بين فائدة حقيقية لحياتك الشخصية والعملية.
المصادر: