6 استراتيجيات تساعدك على النجاح في العمل من المنزل
منذ العام الماضي، أصبح العمل من المنزل إحدى الاستراتيجيات التي تستخدمها الشركات باستمرار، وبالطبع لا يبدو الأمر سهلًا للجميع على الدوام. إذ من اعتاد على العمل من المكتب، وباللقاء مع زملائه وجهًا لوجه، سيحتاج إلى المزيد من المجهود حتى يمكنه النجاح بينما يعمل من المنزل.
يحتاج الأمر إلى فهم الاستراتيجيات المناسبة التي يمكن استخدامها لتحسين الأمر. تشمل هذه الاستراتيجيات أمورًا خاصة بك، وبالتفاعل مع فريقك. في هذا المقال، سنتحدث عن الاستراتيجيات التي يمكنها مساعدتك على التفاعل مع زملائك، أثناء العمل من المنزل.
1- حدّد مساحة العمل المناسبة
عندما تعمل من المنزل، وأثناء الاجتماع، ستفاجأ بأنّ صوت الأشخاص من الشارع يظهر، والأشخاص في المنزل سيقررون أنّهم بحاجة إليك الآن، أكثر من أي وقتٍ مضى. ستجد الغرفة باختصار قد تحولت إلى ضوضاء متكاملة، يشاركك بها الأفراد الموجودون في الاجتماع.
لذا، أنت بحاجة إلى تجهيز مساحة العمل المناسبة الخاصة بك، حتى لا تتعرض لأي إزعاج من الآخرين. علّق لافتة على باب غرفتك، أو اشرح لأهل منزلك أنّك في العمل، على الأقل احرص على حدوث ذلك في أوقات الاجتماعات، لتتجنب أي تعطيل أو إزعاج. يمكنك استخدام الأدوات الحديثة التي تعمل على إبعاد الضوضاء وتقليلها.
من المهم أيضًا في مساحة العمل، الاهتمام باختيار مكان مريح لجلوسك، ويكون بعيدا عن موقع النوم. سيسهّل عليك ذلك التركيز في العمل، واحرص أيضًا على الملابس الرسمية قدر الإمكان، إذ يؤثر هذا من الناحية النفسية، ويجعلك تشعر كأنّك موجود في المكتب. إذا كنت لا ترغب في ذلك، على الأقل اهتم بالجزء العلوي الذي يظهر في الكاميرات أثناء الاجتماع.
قبل أي اجتماع، تأكد من جودة أجهزتك، وأنّ الكاميرا والصوت يعملان بالشكل المناسب، بالتالي يكون بإمكانك التركيز في الاجتماع. أمّا بعيدًا عن الاجتماعات، فأنت بحاجة إلى التركيز، لذا في وقت العمل، احرص على تعطيل الإشعارات التي تأتي من الهاتف، وأي مؤثرات أخرى يمكنها التأثير عليك، وتتسبب في تشتيت تركيزك.
2- اهتم بحضورك في الاجتماع
عندما نتحدث عن الحضور، فلا نقصد فقط المشاركة المعتادة، لكن الحضور بالشكل القوي في الاجتماع. لا يجب عليك أبدًا الاعتقاد أنّ تفاعلك يشبه عدم تفاعلك ولا فارق لمجرد أنّك في اجتماع رقمي. في الحقيقة، أي تفاعل داخل الاجتماع يؤثر، سواءً بالإيجاب أو السلب. يشمل التفاعل المشاركة في الدردشة، أو استخدام الوجوه التعبيرية، أو التحدث.
احرص على الظهور في الاجتماع بالطاقة الكاملة، فلا ينتقل إلى الآخرين أنّك تشعر بالملل ولا ترغب في المشاركة. بدلًا من ذلك اجعل حضورك يبدو مميزًا، من خلال نبرة صوتك النشيطة، ومدخلاتك المستمرة في الاجتماع، وحرصك على فهم الأمور جيدًا.
3- لا تكتفِ بالمشاركة فقط
عند العمل من المنزل، اعتدنا الخروج من اجتماع لآخر، لتجد أنّك تشارك في العديد من الاجتماعات يوميًا. ولأنّك غالبًا لا تقدر عن الاعتذار على عدم المشاركة، فتكتفي بدور بسيط، وتضيف مدخلاتك عندما يُطلب منك المشاركة. هذا ليس خاطئًا، لكن إذا كنت ترغب في تمييز نفسك بين زملائك، فهناك أشياء أخرى يمكنك القيام بها.
عندما تتاح لك الفرصة لتقديم إضافة للاجتماع فافعل ذلك. إذا كان لديك مساعدة يمكنك تقدميها إلى زملائك، مثلًا من خلال الربط بين النقاط، وتقديم الدعم لمن يواجه أي مشكلة تقنية، والمتابعة معه حتى الانتهاء. احرص أيضًا على طرح الأسئلة التي تفتح المجال نحو المزيد في الإنتاجية بالاجتماع، واحرص على المدخلات الإيجابية، حتى تجعل فريقك ينتظر مشاركتك دائمًا.
في خلال كل ذلك، لا تجعل الأمر وكأنّ يومك هو للاجتماعات فقط. احرص على ألّا تنتقل من اجتماع لآخر دون التركيز على العمل الأساسي بالنسبة لك. حتى إذا لم يكن لديك ما تقوم به، فقضاء اليوم في اجتماعات فقط هو أمر مرهق ومشتت، فلا تقبل بعدد أكبر من قدرتك على التحمل.
4- تذكّر: هؤلاء زملاؤك في العمل
من أهم الفوائد من العمل بالمكتب، هي اللقاء مع الزملاء، وتبادل الأحاديث. فلا يكون اليوم فقط للعمل المستمر، ولا يكون الاجتماع باستمرار مجموعة من الأحداث الجادة التي تجعل الأشخاص مرهقين، بل يكون هناك جزء خاص بالمرح والأحاديث الشخصية.
إذا كنت تمارس العمل من المنزل، فهذا لا يعني أنّ هناك شيئا تغير بخصوص الأفراد، فهم لا يزالون زملاءك، وأنت بحاجة إلى البقاء على تواصل معهم دائمًا. لذا، أثناء الاجتماعات كلّما سنحت لك الفرصة لكسر حالة الجمود، فافعل ذلك. سواءً قبل بدء الاجتماع، أو في فترات الراحة، أو حتى قبل مغادرة الاجتماع.
إذا أمكنكم تخصيص مجموعة للدردشة أو للمكالمات، التي يمكنكم من خلالها الحديث عن أي شيء سوى العمل، أو حتى تناول الطعام معا ولو بشكل افتراضي، فافعلوا ذلك بالتأكيد. سيساعدكم ذلك على الشعور بروح الفريق، وأنّكم ما زلتم مترابطين. إذا لم تجد أحدًا يقوم بهذا الأمر، احرص على أخذ المبادرة والقيام بهذا الأمر بنفسك، وسيبدأ الأفراد في الاستجابة لك.
5- ماذا عن مهامك اليومية؟ ابدأ اليوم بتحديدها
بالطبع لا تنس أنّ العمل من المنزل لا يعني اجتماعات فقط، في النهاية أنت لديك مجموعة من المهام التي تحتاج إلى تنفيذها. لذا، في بداية اليوم، حدّد المهام التي ستعمل على تنفيذها، حتى يكون بإمكانك الالتزام بهذه المهام أثناء اليوم.
حاول ألّا تترك الأمر بدون تحديد، كي لا تجد نفسك مضطرًا إلى العمل طوال اليوم، وهو الأمر الذي سيسبب لك ضررًا، وستشعر كأنّ حياتك للعمل فقط. لا تنسَ، أنت لديك حياة اجتماعية، وعائلة يرغبون في قضاء الوقت معهم، والتزامات لا بد من القيام بها، بالتالي عندما تجد نفسك تضيّع الوقت كلّه في العمل، سيؤدي ذلك إلى مشكلة معك.
6- ماذا عن تطبيق الروتين اليومي رفقة زميل؟
من أصعب التحديات التي تواجهك بالطبع، هي الالتزام بالروتين اليومي. حتى مع تخصيص وقت العمل، تجد نفسك غير قادرٍ على الالتزام به. بالطبع أنت بحاجة إلى إيجاد حل لهذه المشكلة، حتى لا تجد نفسك في النهاية تفكّر في ترك العمل نتيجة للضغط الذي تشعر به، وأنّك غير قادرٍ على مجاراته.
من الطرق التي تساعدك على ذلك، هي التواصل مع زملائك في العمل، أو حتى أقرب زميل لك، والاتفاق على روتين متشابه، مع الحرص على متابعة بعضكما البعض باستمرار، للتأكد من تنفيذكم لهذا الروتين، حتى إذا تطلب الأمر الدخول في مكالمة بالفيديو، وفي أثناء ذلك كلٌ منكم يمارس مهامه.
سيؤدي ذلك إلى تشجيع كليكما على الاستمرار في العمل، ويمكنكما الحصول على فترات الراحة معا، وقضاؤها في الحديث والترفيه، أو مشاهدة فيلم، أو ممارسة أي نشاط جماعي. سيسهّل ذلك الحفاظ على الإنتاجية خلال اليوم.
بالطبع ليس سهلًا عليك تغيير روتين عملك، لكن أنت لا تملك التحكم فيما يحدث من حولك في بيئة العمل، بل أنت مطالب بالاستجابة للتغيرات دائمًا. لذا، لا تجعل الأمر يبدو وكأنّه تحد تعجز عنه، فمهما كانت الصعوبات، سيكون بإمكانك التغلّب عليها، ومع الوقت سيكون بإمكانك تقديم إنتاجية ممتازة أثناء العمل من المنزل.
المصادر: