لماذا عليك البحث عن وظيفة في شركة ناشئة؟
لا شك أننا جميعًا نسعى إلى تحقيق الأفضل خلال مسيرتنا المهنية، وهذا يتضمن محاولة الوصول إلى أفضل فرص العمل المتاحة في كبرى الشركات. لكن لا يقتصر الأمر على هذه الشركات، بل في بعض الأحيان يكون أنسب شيء تفعله لذاتك هو البحث عن وظيفة في شركة ناشئة، وسنخبرك بالأسباب في هذا المقال.
1- فرصة للوصول إلى درجة وظيفية أعلى
عندما تبدأ في العمل داخل أي شركة كبيرة، فإنّك غالبًا تسير في ترتيب معين ومحدد مسبقًا حتى يمكنك الترقي للوصول إلى درجة وظيفية أعلى، وذلك نتيجة لوجود هيكل ثابت في الشركة، ولا يمكن تغييره لأنّه يرتبط بنظام العمل في الشركة.
أمّا في الشركة الناشئة، فهناك دائمًا فرصة للوصول إلى درجة وظيفية أعلى، لا يتعلّق الأمر بعدد سنوات عملك، ولكن بالمجهود الذي تبذله والإضافات التي تقدمها للشركة، مما يعني أنّه في وقت قليل قد تصل إلى أعلى الدرجات.
يجب أن تضع في اعتبارك أنّ الدرجة الوظيفية الأعلى ليست غاية في ذاتها، فلا تدع رغبتك في الوصول إليها يحركك، بل المهم أن تقترن دائمًا مع العمل الجاد واستحقاقك لها للوصول إليها، فإذا بذلت المجهود اللازم سيكون بإمكانك الترقي والتطور.
2- الابتكار ورؤية الأشياء بمنظور مختلف
في الشركات غالبًا تكون هناك معايير واضحة للأداء ولطريقة تنفيذ المهام المختلفة، ويكون دورك مقتصرًا على التنفيذ، وهو ليس سيئًا بالطبع، لأنّ الشركة تضع هذه التفاصيل بناءً على ما يحقق لها أهدافها ويساعدها على تنفيذ المهام بكفاءة معينة، لكن المشكلة أنّ هذا يضع بعض القيود على عملية الابتكار.
بعكس العمل في الشركات الناشئة فإنّه يقوم بشكل رئيس على الابتكار ومحاولة رؤية الأشياء بمنظور مختلف، ومن ثم إمكانية تطوير طرق خاصة بك وزيادة مساحة الإبداع في العمل. في عالم الأعمال اليوم، فإنّ الابتكار والإبداع لا غنى عنهما أبدًا، وبالتالي يمكنك من خلال اكتسابك هذه القدرات تطوير ذاتك جيدًا وتحقيق نجاح لمسيرتك المهنية.
يمكنك الاستفادة من هذا الأمر مستقبلًا في حالة رغبت في إنشاء شركة خاصة بك، ستجد أنّه أصبح لديك القدرة على التفكير في المشكلات الموجودة بصورة مختلفة، مع إمكانية تطوير حل مبتكر من منظورك الشخصي.
3- التعلّم والتطور
العمل في شركة ناشئة هو عبارة عن محاولات مستمرة من التعلّم، وبالتالي ستحصل على فرصة لتطوير ذاتك بصورة كبيرة. في الواقع يمكن اعتبار العمل داخل شركة ناشئة بمثابة الحصول على ماجستير مصغّر في إدارة الأعمال.
وذلك لأنّه يوجد قدر كبير من التداخل بين الأقسام والمهام في الشركة الناشئة، فلن تجد نفسك تتطور في الجزء الخاص بك فقط، ولكنّك ستتعامل مع جميع المهام في الشركة، ستكتسب خبرات في التسويق وفي الماليات وفي إدارة العمليات، في كل شيء تقريبًا.
لا يقتصر الأمر على التداخل بين المهام فقط، ولكن كذلك قد يشمل المشاركة في القرارات الخاصة بالشركة، وذلك لأنّه غالبًا يحتاج أصحاب الشركات الناشئة إلى إشراك الأفراد والاستماع لآرائهم، وإن لم تشارك برأيك فإنّك ستكون قريبًا من عملية اتّخاذ القرار، مما يمنحك فرصة أكبر للتعلّم في هذه المجالات.
4- إمكانية أكبر لتحقيق النجاحات الشخصية
يؤدي العمل داخل شركة ناشئة إلى توفير فرص أكبر للنجاحات لأفرادها، فمع عدد الأشخاص القليل في الشركة فإنّ فرص الأفراد لتحقيق النجاحات تزداد، لا سيّما مع الدعم الذي يوجّه للشركات الناشئة حاليًا والفرص الكثيرة التي تتاح لهم.
بعكس العمل في الشركات الكبرى فإنّه من الصعب للأفراد تحقيق نجاحات شخصية، حتى مع تمكّن الشركة من تحقيق نجاحات خاصة بها، وبالتالي كشخص يسعى لصناعة اسم لذاته، فإنّ الشركة الناشئة تمنحك هذه الفرصة، وأي عمل تقوم به يتم تقديره جيدًا، سواءً داخل الشركة أو خارجها.
يمكنك مثلًا وضع تصور لحملة تسويقية، أو إضافة تطوير معين على المنتج، أو التفكير في فرصة معينة واستغلالها، وسيكون هناك إمكانية لدراسة فكرتك وتنفيذها إذا توافقت مع الوضع، وفي النهاية يعرف الناس في المجتمع من الشخص المسئول عن هذه الفكرة ويمكنك تحقيق النجاح لذاتك من خلال هذا الأمر.
هل يعني هذا أنّ الشركة الناشئة تحتوي على كل شيء؟
بالطبع العمل في الشركات الناشئة لا يناسب الجميع، فكثيرًا ما يكون المقابل المادي أقل من مثيله في الشركات الكبرى، بجانب أنّ الضغط الذي يحدث في الشركة الناشئة قد لا يكون مقبولًا للبعض، وبالتالي يجب عليك التفكير جيدًا قبل أخذ هذا القرار.
لكن لا شك في النهاية أنّ العمل في الشركة الناشئة سيحتوي على العديد من المسؤوليات والمهام، وسيوفر لك فرصًا كبيرة لتحقيق النمو لمسيرتك العملية، وبالتالي إذا أتيحت لك هذه الفرصة فلا تتردد في استغلالها أبدًا كمرحلة مؤثرة في حياتك ستتعلم منها الكثير، وستجني ثمار ذلك خلال عملك وفي المستقبل.
المصادر: