كيفية الوضوء وأخطاء يقع بها المسلمون
ما أحوج المسلمين صغارا وكبارا لتعلم كيفية الوضوء الصحيح، فقد كثرت الأخطاء حتى عمت البلوى، فكم من خطأ يقع به المسلم قد يبطل وضوءه وصلاته وهو لا يشعر!
ولأن الوضوء في الشّرع الإسلاميّ هو المقصد الأوّل في طهارة المسلم، فلا تصحّ الصّلاة دون صحته، والوضوء مشتقٌّ من الوضاءة وهي نظافة المسلم، وحسنه، والنّور الّذي يخرج نتيجة غسل أعضائه، وسنعرض في هذا التقرير كيفية الوضوء بالتفصيل، ليتسنى على كل مسلم معرفة كيفية الوضوء وأحكامه.
تعريف الوضوء
• الوضوء لغة: بضم الواو: النظافة والحسن، وأما بفتح الواو فهو: الماء الذي يتوضأ به.
• وشرعاً: التعبد لله تعالى بغسل الأعضاء الأربعة على صفة مخصوصة.
• ويُشترط في صحَّةِ الوضوءِ أن يكونَ بماءٍ طَهورٍ، فلا يصحُّ بغيرِه.
فضل الوضوء
• طهارة المؤمن.
• نيل محبّة الله تعالى ورضاه.
• علوّ الدّرجات، ورفعتها يوم القيامة.
• محو الذّنوب، وحطّ الخطايا، وتكفير السّيئات.
• انحلال عقدة من عقد الشّيطان الّتي يعقدها على قافية رأس المسلم عندما ينام.
كيفية الوضوء
1- النية: والنية شرط لصحة الوضوء؛ فلا يصح وضوء بلا نية رفع الحدث الذي منعه من العبادة، والنية محلها القلب والتلفظ بها بدعة.
2- التسمية: يَقُولَ "بِسْمِ اَللَّهِ".
3- غسل الكفين ثلاثاً: ويسن له أن يستاك إذا أراد الوضوء، ومحله عند المضمضة.
4- المضمضة والاستنشاق: والمضمضة، هي إدارة الماء في الفم، والاستنشاق: نشق الماء أي اجتذابه بالنفس، والاستنثار: نثره، أي دفعه بقوة النفس، ويسن أن يتمضمض ويستنشق من كف واحدة ثلاث مرات، وإن فعل مرة واحدة أجزأ، ومن السُنَّة المبالغة في المضمضة والاستنشاق لغير الصائم.
5- غسل الوجه: غسل الوجه ثلاثا: والوجه، هو ما تحصل به المواجهة، وحدّه طولاً: من منابت الشعر المعتاد إلى أسفل اللحية. وعرضاً: من الأذن إلى الأذن، ويجب غسل مسترسل اللحية أي ظاهرها؛ لأنه من الوجه فتحصل به المواجهة، وأما اللحية فمن السُنَّة تخليلها.
واللحية إما خفيفة: وهي التي لا تستر البشرة بحيث ترى البشرة من خلفها فهذه يجب غسلها وما تحتها.
وإما كثيفة: تستر البشرة وهذه لا يجب إلا غسل ظاهرها فقط.
6- غسل اليدين إلى المرفقين: غسل اليدين إلى المرفقين ثَلَاثًا، وغسل اليدين يبتدئ من أطراف الأصابع، وإلى المرفق الذي بين الذراع والعضد، وسمي المرفق مرفقاً؛ لأنه يرتفق عليه، والمرفقان داخلان في غسل اليدين، وأن يخلل بين الأصابع عند غسل اليدين.
7- مسح الرأس: أن يبدأ فيضع يديه على مقدم رأسه ثم يمر بهما على الشعر والرأس إلى القفا، ثم يردهما إلى المكان الذي بدأ منه، وهذه الصفة من السُنَّة فعلها، وإلا فأي صفة تعم الرأس بالمسح فهي مجزئة، ويجب أن يستوعب جميع الرأس ولا يجزئ بعضه، ومسح الرأس يكون مرة واحدة.
8- مسح الأذنين: ومسح الأذنين تابع للرأس، فلا يسن أن يأخذ لهما ماء جديداً؛ لعدم الدليل، وإنما تمسح مع الرأس في نفس الماء الذي أخذه.
صفة مسح الأذنين: أن يدخل السبابتين في خرق الأذن -أي صماخها- ثم يمسح ظاهر الأذنين بالإبهامين حتى يكون قد مسح أذنيه.
9- غسل الرجلين مع الكعبين: غسل الرجلين إلى الكعبين ثَلَاثًا، وغسل الرجلين يبتدئ من أطراف الأصابع، وإلى الكعبين، وهما العظمتين البارزتين على جانبي القدم، والكعبان داخلان في غسل الرجلين، فلا يجوز تركهما، ومن ثم التخليل بين الأصابع عند غسل القدم.
صفة المسح على الخفين
يفعل ما يفعله في الوضوء حتى إذا وصل إلى القدمين، فيمسح على خفيه بهذه الطريقة:
أن يضع أصابع يديه مبلولتين بالماء على أصابع رجليه ثمَّ يُمرُّهما إلى ساقه، يمسح الرجل اليمنى باليد اليمنى، والرجل اليسرى باليد اليسرى، ويُفرِّج أصابعه إذا مسح ولا يكرر المسح.
فروض الوضوء
الفروض التي لا يصح الوضوء إلا بها:
• النية.
• غَسل الوجه.
• غَسْل اليدين إلى المِرْفَقينِ.
• مَسْح الرَّأس.
• غَسْل الرِّجلين.
• التَّرتيب في الوضوء: وهو أن يطهر كل عضو في محله، وهو من فروض الوضوء، فالترتيب هو: أن يأتي بفروض الوضوء مرتبة كما في كتاب الله، فيبدأ بالوجه، ثم اليدين، ثم الرأس، ثم القدمين وهذه فروض لا بد من الترتيب بينها.
• الموالاة في الوضوء: وهو ألا يؤجل غسل عضو حتى ينشف الذي قبله.
الدعاء الوارد بعد الوضوء
عن عمر- رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:" مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ - أَوْ فَيُسْبِغُ - الْوُضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ إِلاَّ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ.
أخطاء شائعة في الوضوء
• الإسراف في الماء.
• مسح أسفل الخف عند المسح على الخفين.
• يعتقد البعض أنه لا يتم الوضوء إلا اذا غسل الأعضاء ثلاث مرات، وقد ثبت عن النبي أنه توضأ مرة مرة، ومرتين مرتين كما جاء في صحيح البخاري.
• عدم وصول الماء بين أصابع اليدين والقدمين، فذلك يؤدي إلي بطلان وضوئه وصلاته.
• التلفظ بالنية قبل الوضوء، لأن النية محلها القلب.
• عدم إيصال الماء إلى نهاية المرفق و الكعبين، فهذا خاطئ.
• كثرة الوساوس الشيطانية.
• عدم إسباغ الوضوء وإكماله.
• أخطاء تتعلق بالنساء: هناك الكثير من النساء تتوضأ وعلى أظفارهن طلاء الأظافر (المناكير)، وهذا يمنع وصول الماء، لذلك يجب إزالتها قبل البدء في الوضوء .
• عدم تعليم المخطئ كيفية الوضوء، إذا لابد من رأى مخطئا أن يرشده إلى كيفية الوضوء الصحيح.
المصادر: