كل ما تريد معرفته عن كيفية التيمم والحكمة من مشروعيته
ميّز الله الأمة الإسلامية بِكثيرٍ من الخصائص والفضائل؛ ومنها أنّه شرع لهم التيمم، وهو نوع من الطهارة ضمن فقه العبادات في الإسلام بديلا عن الوضوء حال عدم وجود الماء أو تعذر استخدامه بسبب مرض أو غير ذلك من الأسباب التي سنذكرها، والحكمة من مشروعية التيمم تتمثّل في أن يتسنّى للمُسلم إدراك الصلاة في وقتها، وقد جاءت الكثير من الأدلة التي تدُلّ على مشروعيته من القُرآن والسنّة، وستذكر في هذا التقرير كيفية التيمم والأحكام المختصة به لضرورة معرفتها وتأدية الفروض والعبادات التي تحتاج إلى طهارة في عدم توفر الماء.
حكم التيمم في الإسلام
وجوب التيمُّم لما تجب له الطهارة عند فقد الماء، أو تعذر استعماله بسبب الأمراض والجراحات والقروح التي تمنع من استعمال الماء، وليس له أن يتيمم والماء موجود، فالذين يتيممون والماء موجود وليس بهم علة صلاتهم غير صحيحة، ويجب تنبيههم أن هذا منكر ولا يجوز، أما إن كان بهم علة أمراض تمنع استعمال الماء، وأقر الأطباء أنها تمنع استعمال الماء فهم معذورون.
الحكمة من مشروعية التيمم
• التيسير على المسلمين.
• دفع الضرر الذي قد يحصل باستعمال الماء في بعض الحالات، كالمرض، ونحو ذلك.
• دوام الصلة بالعبادة، وعدم الانقطاع عنها بانقطاع الماء.
متى يشرع التيمم؟
• عند عدم وجود المياه الطاهرة: ولا يعد الإنسان غير واجد للماء إذا لم يبحث عنه.
• إذا انقطع الماءُ عن سُكَّان الحيِّ، فهذا لا يعني أنه فقدَ الماء؛ لأنَّه يمكنه أنْ يكون الماء موجودا عند سُكَّانٍ مُجاورين على مَقربة منه، فعليه طلَبُ الماء والوضوء منه.
• عند العجز عن استعمال الماء وإِن وُجِد: كالمريض أو كبير السن الذي لا يستطيع الحركة، وليس عنده من يساعده على الوضوء.
• عند خوف الضرر باستعمال الماء، ومن ذلك:
- المريض الذي لو استعمل الماء لزاد مرضه.
- شخص في شدة برد، وليس عنده ما يسخن به الماء، ويغلب على ظنه أنه لو اغتسل أصابه مرض، مثلما تيمم عمرو بن العاص في عهد النبي ﷺ لما اشتد البرد وخاف على نفسه، تيمم وأقره النبي عليه الصلاة والسلام، ولكن إذا تيسر للإنسان ما يسخن به الماء، فإنه يتوضأ بالماء المسخن ويغتسل به.
- إِذا كان في مكان بعيد، وليس معه إِلا ماء قليل يحتاجه للشرب، ولا يستطيع إِحضار غيره.
كيفية التيمم في الشرع
• يَنوي التيَمُم بقلبه، وتستحب التَّسميةُ في أوَّلِ التيمُّم.
• أن يضرب التراب بيديه ضربة واحدة.
• ثم ينفخهما لتخفيف الغبار عنهما.
• ثم يمسح وجهه بهما مرة واحدة.
• ثم يمسح ظاهر كفيه، يمسح ظاهر اليمنى بباطن اليسرى، ثم ظاهر اليسرى بباطن اليمنى.
ويشترط أن يكون التراب طاهرًا، ولا يشرع مسح الذراعين، بل يكفي مسح الوجه والكفين.
ويقوم التيمم مقام الماء في رفع الحدث على الصحيح، فإذا تيمم صلى بهذا التيمم النافلة والفريضة، الحاضرة والمستقبلة، ما دام على طهارة حتى يحدث، أو يجد الماء إن كان عادما له، أو حتى يستطيع استعماله إذا كان عاجزًا عن استعماله.
فروض التيمم
• النية.
• مسح الوجه.
• مسح الكفين.
• الترتيب: فيبدأ بمسح الوجه ثم الكفين.
• الموالاة: فيمسح اليدين بعد مسح الوجه مباشرة.
مبطلات التيمم
• وجود الماء.
• حدوث ناقض من نواقض الوضوء، كخروج الريح أو النوم.
• حدوث ما يوجب الغسل، كالاحتلام والجماع.
• زوال العذر الذي من أجله شرع التيمم من مرض ونحوه.
حالات ينقض بها التيَمم
• يَنقُض التيَمُم جميعُ نواقض الوضوء، ويُزاد عليها وجود الماء لمَن فقدَهُ، أو قدَرَ على استعماله لمَن عَجَزَ عنه.
• إذا تيَمُّم ثم وَجَدَ الماء قبل أن يصلي، فإنَّه لا تصِحُّ الصلاة إلا أنْ يتطهَّر بالماء.
• وكذلك إذا وجد الماء أثناء الصلاة، فإنَّه يجب عليه الخروج من الصلاة والتطهُّر بالماء.
أدلة كيفية التيمم في القرآن الكريم والسنة
التيمم في القرآن الكريم:
- قول الله تعالى في سورة النساء: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا ۚ وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا).
- قول الله تعالى في سورة المائدة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ[1] وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
التيمم في السنة النبوية:
- عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما قال: (بَعَثَنِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في حَاجَةٍ فأجْنَبْتُ فَلَمْ أجِدِ المَاءَ، فَتَمَرَّغْتُ في الصَّعِيدِ كما تَمَرَّغُ الدَّابَّةُ ثُمَّ أتَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَذَكَرْتُ ذلكَ له فَقالَ: إنَّما كانَ يَكْفِيكَ أنْ تَقُولَ بيَدَيْكَ هَكَذَا ثُمَّ ضَرَبَ بيَدَيْهِ الأرْضَ ضَرْبَةً واحِدَةً، ثُمَّ مَسَحَ الشِّمَالَ علَى اليَمِينِ، وظَاهِرَ كَفَّيْهِ، ووَجْهَهُ فَقالَ عبدُ اللهِ: أوَلَمْ تَرَ عُمَرَ لَمْ يَقْنَعْ بقَوْلِ عَمَّارٍ؟ وفي رواية: فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: إنَّما كانَ يَكْفِيكَ أنْ تَقُولَ هَكَذَا وضَرَبَ بيَدَيْهِ إلى الأرْضِ فَنَفَضَ يَدَيْهِ فَمَسَحَ وجْهَهُ وكَفَّيْهِ) صحيح مسلم.
- وفي رواية للبخاري عن كيفية التيمم: (ضرَب النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بكفَّيه الأرضَ ونفَخ فيهما، ثمَّ مسَح بهما وجهَه وكفَّيه).
المصادر: