كيفية قراءة التشهد في الصلاة.. والأدعية المأثورة قبل ختام الصلاة
الصلاة عماد الدين الإسلامي، وهي واجبة على كل مسلم بالغ عاقل، ذكرا كان أو أنثى، وللصلاة كيفية يمكن معرفتها تفصيلا من كيفية الصلاة الصحيحة، وعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم كيفية الصلاة بالقول والفعل.
ومما يخطئ به كثير من المسلمين، كيفية قراءة التشهد في الصلاة، وكيفية الجلوس له، بل ويجهلون الأدعية الواردة والمأثورة التي تقال بعده، برغم عظم أجرها وثوابها، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صلوا كما رأيتموني أصلي" كما في صحيح البخاري، فلابد علينا من تعلم كيفية قراءة التشهد في الصلاة تفصيليا، لنحقق صحة الصلاة.
كيفية الجلوس للتشهد في الصلاة
قبل التطرق لمعرفة كيفية قراءة التشهد في الصلاة، يجب معرفة كيفية الجلوس له:
- يسّن في الصلوات ذات التشهدين للمصلي أن يفترش في جلسة التشهد الأولى، وأن يتوّرك في جلسة التشهد الثانية.
- تعريف الافتراش: الافتراش هو نصب القدم اليمنى قائمة على أطراف الأصابع، وفرش الرجل اليسرى والجلوس عليها، وهو للمرأة كالرجل، وهذه الجلسة ليست بواجبة وإنما هي سنّة من سنن الصلاة، ينال من فعلها ثوابها، ولا إثم على من تركها.
- مواضع استحباب الجلوس مفترشًا: ثلاثة مواطن وهي الجلوس بين السجدتين، والجلوس في التشهد الأول في الصلاة ذات التشهدين، وفي التشهد في الصلاة ذات التشهد الواحد.
وإن كان المصلي يشعر بألم في قدمه عند الافتراش مثلا، فلا حرج عليه بأن يجلس كما يناسبه.
- تعريف التوّرك: التوّرك هو القعود على الورك الأيسر، بمعنى أن يفرش رجله اليمنى، ويدخل رجله اليسرى بين فخذه وساق رجله اليمنى.
- موضع التورك في الصلاة: يتورك في التشهد الأخير من الصلاة الرباعية والثلاثية
لتوضيح كيفية قراءة التشهد في الصلاة فهي النحو الآتي:
وضع اليدين حال التشهد
لوضع اليدين أثناء التشهّد صفتان:
- الأولى: أن يضع المصلّي كفّه اليمنى على فخذه الأيمن، وكفّه اليسرى على فخذه الأيسر، ويشير بالسبّابة.
- الثانية: فهي أن يضع كفّه اليمنى على ركبته اليمنى، ويشير بالسبابة، ويضع كفّه اليسرى على ركبته اليسرى، ويلقم ركبته بيده.
كيفية قراءة التشهد في الصلاة
- كيفية قراءة التشهد في الصلاة هي أن يقول المصلّي في التشهّد بالنسبة للصلاة الثنائيّة إحدى الصيغ المشهورة للتشهد، ومنها: (التحيّاتُ للهِ والصلواتِ والطيباتُ، السلامُ عليكَ أيّها النبي ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ، السلامُ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصالحينَ، أشهد أن لا إله إلا اللهُ وأشهدُ أن محمدا عبدهُ ورسولهُ).
- ثمّ يصلّي على الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول: (اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى إبْرَاهِيمَ، وعلَى آلِ إبْرَاهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).
- وردت في ألفاظ أخرى أخصر من هذا وكلها صحيحة إذا أتى بواحد منها كفى، ومنها: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد .
- اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
- اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
إذا أتى المؤمن أو المؤمنة بواحدة من هذه الصيغات الصحيحة كله طيب وأكملها الأولى.
- إذا قال الرجل الصلاة الإبراهيمية في التشهد الأول للصلاة الثلاثية والرباعية فهو أيضًا مشروع ومستحب.
- التنويع بين صيغ التشهد من السنّة، ومن السنّة أيضاً التنويع بين صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، حيث وردت عدّة صيغ للصلاة عليه، والاستعاذة بالله من أربع قبل التسليم من الصلاة؛ من عذاب جهنّم، وعذاب القبر، وفتنة المحيا والممات، ومن شرّ المسيح الدجال.
جلسة مكروهة في التشهد
الإقعاء المكروه في الصلاة: هو أن ينصب الرجل فخذيه وساقيه، ويعتمد على يديه حال جلوسه كإقعاء الكلب أو الذئب ويكون على النحو التالي:
الإقعاء المشروع في الصلاة: ذكره ابن عباس رضي الله عنهما وأنه من السنة وهو أن يجلس على عقبيه بين السجدتين ويداه على فخذيه، ويكون على النحو الآتي، ولكن الأفضل منه أن يفترش.
أدعية مأثورة بعد الصلاة الإبراهيمية
يسن أن يقال بعد التشهد الأخير والصلاة الإبراهيمية، هذه الأدعية المأثورة، ينبغي ألا يدعها المسلم وأن يحافظ عليها:
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ، يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ.
- كانَ رسول الله إذا قام إلى الصَّلاةِ، يكونُ مِنْ آخرما يقولُ بينَ التشهد والتسليم: " اللَّهمَّ اغفِرْ لي ما قَدَّمتُ وما أَخَّرْتُ، وما أَسْرَرْتُ ومَا أعْلَنْتُ، وما أَسْرَفْتُ، وما أَنتَ أَعْلمُ بِهِ مِنِّي، أنْتَ المُقَدِّمُ، وَأنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إله إلاَّ أنْتَ".
- عن أبي بكر رضي الله عنه، قال للرسول صلى الله عليه وسلم، عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلَاتِي، قال صلى الله عليه وسلم : "قُلْ، اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّك أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ".
- روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد، إذا رجل قد قضى صلاته وهو يتشهد، فقال: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا أَللَّهُ بِأَنَّكَ الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ، أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" قَدْ غُفِرَ لَهُ ثَلَاثً.
ومن الأدعية الأخرى المأثورة:
-اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك؛ لأن الرسول أوصى بذلك عليه الصلاة والسلام اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك قبل السلام.
- اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم.
- وهذه كلها سنن وردت عن النبي صلى الله عليه وسلن، يفضل معرفتها بعد عرضنا كيفية قراءة التشهد في الصلاة.
المصادر: