برنامج البيت حراك شعري متميز يوفّر مساحة للإبداع
الرجل: دبي
الإبداع المنقطع النظير والشاعرية المتجددة والمواهب الشعرية حملتها أجواء الحلقة السادسة من برنامج البيت. وقد زاد هذا الإبداع والتألق لجنة التقديم ممثلةً بالإعلامي الدكتور بركات الوقيان والشاعر أحمد البدواوي والشاعرة هلالة الحمداني، وإجادتهم للانسجام والتناغم مع روح هذا البرنامج لتظهر لنا لوحة جميلة حملت توقيع برنامج البيت.
البداية بالتكريم
جاءت أولى فقرات البرنامج بتكريم صالح عبدالله السكران، الفائز بمسابقة نبض الصورة من الحلقة الماضية عن بيته الشعري "جسمك خليه نحل منصوبة على سبع خشبات لو تلتوين أكثر، (تروح رقاب) وينقط عسل". واستقبلته عبارات التقدير والثناء لحظة تكريمه. وأكد الشاعر سعد بن هندي أنه اندهش بدقة الملاحظة للسكران، مبيناً أن عندما رأى البقع الموجودة على الزرافة تبين له أنها تشبه خلية نحل سباعية الخلايا، وهذا ما جعل اللجنة تجمع على اختيار البيت، لأنه يطرح فكرة "مجنونة" بحسب قولهم. كما كرّمت لجنة تحكيم الشطر فهد العيباني الذي استطاع بسرعة بديهته من تقديم صورة خصبة تضج بالأحاسيس، من خلال نقل الدلالة الموجودة في عجز الشطر وهي الخسارة إلى الفوز في صدر الشطر، ليأتي البيت جميلاً ومتماسكاً.
شاعر جريء
أكد الشاعر حمد الخروصي أن الشعر رسالة سامية تحمل أهدافاً نبيلة، أبرزها أنه يوّحد الناس ويقرّب المسافات التي بينهم. جاء ذلك بعد ما لمسه من قوة وجزالة في الأبيات الشعرية المشاركة، حيث أخذت منه ومن لجنة التحكيم الوقت الكثير لاختيار 12 بيتاً منها وتمريرها إلى الشاشة الذهبية، مبيناً أنها كانت "جنونية في الإيقاع وآسرة للذائقة الشعرية". وكشف الخروصي عن البيت الشعري الفائز "مطير الاسراب كنها (الشّمغ)فوق الغمام تتحاذف اعجاب في إنجازات حاكم (دبي)"، لافتاً إلى أن صاحب ذلك البيت الفائز "غازي مانع الخمري"، هو شاعر جريء، لأنه استطاع تطويع أدواته الشعرية باستخدام بحر قصير للتوصيف مع المحافظة على سبك المعنى وجزالة الألفاظ. وأدرج فكرة جميلة تلخصت في إدخال مصطلحات معروفة والتقيد بالتركيب اللغوي السليم واستخدام صيغة الجمع مثل الشمغ والغمام وإنجازات.
الوجدان في دائرة المنافسة
بيّن السيد ماجد عبد الرحمن البستكي، المنسق العام للبرنامج أن الوجدان هو أسمى درجات الشعر، حيث تبرز فيه ذاتية الشاعر ويعبّر عما يجول في خواطره بأفكار تستخدم الحس الشخصي والتصوير النفسي، لتعكس العواطف الجّياشة وصدق التجربة بعفوية وتلقائية، تماثل الزهرة وهي تنثر شذا عطرها وغناء الطائر على أفنان الشجر.
وأكد أن عجز الشطر "وهذا حصيلة ما زرعته من عنادك" كان تعبيراً وجدانياً يحكي تجربة العناد ويقرأ الواقع النفسي المتشكّل من وراء العناد. وبرأيه الشخصي، فقد كان الشطر متكلّفاً جداً على صعيد الغموض، ليجعل المشاركين أمام اختبار صعب ومهمة شاقة لقياس شاعريتهم من خلال ابتكار صور شعرية تعكس دلالات عجز الشطر.
الزعبي .. فارس البيان والكلمة الوجدانية
وأشار البستكي إلى تمكّن المشاركين من التقاط الصورة الذهنية والوقوف على تشكيلات الصورة. وأشاد بالقدرة الهائلة للشاعر فهد الزعبي، الفائز بجائزة شطر البيت، على تطويع اللغة وثراء ملكته الشعرية والارتقاء بالإفراز الإبداعي إلى لغة الشعر الحقيقي. فقد كان شطره "ذخرتك ظلال و ما هقيتك تكون الفاس" رائعاً في البلاغة، مدهشاً في البيان، ناطقاً بالوصف والتشبيه ومحمّلاً بالرومانسية الناعمة والقساوة، فقد شبّه الظلال بإنسان يُلجئ إليه عند الحاجة والضرورة، ليعود مرة أخرى ويشبّه ذلك الإنسان بالفأس كرمز للصلابة.
تهنئة
هنأت لجنة التحكيم كلاً من دولة قطر والبحرين حكومةً وشعباً بمناسبة عيديهما الوطني، حيث ألقى أعضاء اللجنة أبياتاً شعرية جميلة بهذه المناسبة، موضحين أن العيد الوطني لأي دولة خليجية هو عيد لباقي أهل الخليج.
اهتمام إعلامي متزايد
تتواصل زيارة الوفود الإعلامية لبرنامج البيت، وهذه المرة من المملكة العربية السعودية فهد الفيد من جريدة الرياض ومحمد القحطاني من جريدة الشرق الأوسط وإبراهيم الرؤسة من الإعلام السعودي وعبدالمجيد يوسف من تلفزيون السعودية، حيث قام الوفد بجولة في كواليس البرنامج برفقة أفراد من طاقم العمل. واطّلعوا على مجريات سير العمل وأحدث التقنيات المستخدمة في عملية الإخراج والمونتاج وكيفية حذف اسم المتسابق قبل تمرير شطره إلى لجنة الفرز والجودة.
الشلّة لون من ألوان الشعر الشعبي المغنى
أوضح الشاعر السعودي محمد زميع القحطاني الذي حلّ ضيفاً على برنامج البيت أن الشعر زاوية في حياته يجب المرور عليها بشكل يومي. ونوّه القحطاني إلى أن البرامج في نسخها الأولى عادة ما تقع فيها أخطاءً، مشيراً إلى أن الجهود الحثيثة من القائمين عليه، حالت دون وقوع ذلك، مستشهداً بما حققه من نجاح في دورته الأولى. ولفت إلى أن شرائح كثيرة من الناس تحب سماع القصيدة بطريقة الشلة، من دون استخدام أدوات موسيقية. وعزا القحطاني نجاح الشلة إلى أربع مقومات وهي القصيدة الناجحة واختيار اللحن الموفّق والصوت والأداء. وكان القحطاني قد ألقى عدة أبيات، مستخدماً الشلّة، أهداها إلى سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد بن سعيد آل مكتوم، ولي عهد دبي، راعي الشعر والشعراء.
ويشرف مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث على تنظيم وإنتاج برنامج البيت وبث حلقاته من استديو المركز في مدينة للاستديوهات.