أساليب القيادة (6): كيف يساعد أسلوب التدريب على تطور فريقك؟
يؤمن بعض القادة أن دورهم يتخطى فقط التركيز على المهام الحالية، بل يرون أنّ المطلوب منهم أبعد ذلك، فهم يحبون دائمًا مساعدة فريقهم على التطور والوصول إلى أعلى المستويات، حتى لو استغرق ذلك فترات طويلة، ولهذا الأمر فهم يستخدمون أسلوب التدريب في التعامل مع الفريق، حيث التركيز على مساعدة الأفراد في محاولات التطور المستمرة داخل العمل.
أسلوب التدريب: دعني أساعدك على التطور
يعتبر الهدف الرئيس من أسلوب التدريب هو مساعدة الأفراد على التطور على المدى البعيد، حيث يعمل القائد باستخدام هذا الأسلوب مع كل فرد من أجل تحديد نقاط القوة والضعف الموجودة لديه، ومعرفة كيف ينمي الأولى وكيف يتحكم في الثانية، فيوفّر لفريقه الدعم المستمر ويشاركهم بتقييماته لأدائهم مع توضيح كيفية تحسين الأداء في كل مرة.
يعرف القائد أنّ هناك جزءا من عملية التطوير قائم على الفرد، لذا يتأكد من إدراكه لهذا الأمر، بل وكثيرًا ما يكون هناك اتفاق بشأن دور القائد والموظف في العملية، لأنّ هذا يجعل الشخص يسعى دائمًا للالتزام بدوره وتنفيذ المطلوب منه من أجل التطور.
يؤمن القائد في هذا النوع من الأساليب أنّه قد يحتاج إلى التضحية في بالأداء في الوقت الحالي، في مقابل إمكانية وصول الفرد إلى أعلى درجة من الفاعلية في المستقبل عندما ينتهي من عملية التطور.
متى يكون هذا الأسلوب فعّالًا؟
يكون هذا الأسلوب فعّالًا عندما يجد القائد أنّ هناك عضوا في فريقه يرى بأنّه موجود في مكان لا يستحقه، ولديه الرغبة في التحسن والوصول إلى درجة أعلى، وبالتالي يكون لديه قابلية كبيرة للتطور في العمل، حتى يكون بإمكانه تحقيق هدفه.
كما أنّ هذا الأسلوب يكون فعّالًا عند الرغبة في تشجيع الأفراد على المبادرة داخل العمل، حتى يكون بالإمكان الاستفادة منهم في أداء مهام أصعب مع الوقت، فيكون لا بد من تدريبهم للوصول إلى أداء أفضل من الموجود حاليًا.
متى لا يكون هذا الأسلوب فعّالًا؟
بالطبع لا يناسب هذا الأسلوب وقت الأزمات، حيث لا يكون هناك وقت متاح لاستثماره في محاولات تطوير الأفراد، بل يتطلب الموقف تركيز القائد على الوضع الحالي أكثر. كما أنّه في بعض الأحيان يشعر الأفراد بأنّ وجود القائد معهم بصفة مستمرة يؤثر عليهم سلبًا.
يقوم أسلوب التدريب في الأساس على تمتع القائد بمهارات التدريب والقدرة على التأثير في الآخرين، فإذا لم يكن لديه المهارات المطلوبة لذلك، فإنّ الأسلوب لن يجدي نفعًا، بل على العكس قد يؤدي إلى شعور الأفراد بتضييع الوقت وأنّ تدخلات القائد لا تطورهم في الوصول لمستوى أفضل.
كيف يمكنك تطوير هذا الأسلوب في العمل؟
يعتبر أسلوب التدريب من أهم الأساليب في القيادة، ويتطلب مهارة كبيرة حتى يمكن تطبيقه فعلًا في القيادة، فهو يحتاج إلى مجهود كبير في التعامل مع أفراد الفريق باختلاف شخصياتهم واحتياجاتهم، وبالتالي يجب عليك أن تحاول دائمًا تطوير هذا الأسلوب من خلال الخطوات الآتية:
1- ضع أهداف للتطوير: حتى يكون بإمكانك مساعدة الموظفين على تطوير أدائهم في العمل، فأنت بحاجة إلى وضع مجموعة مختلفة من الأهداف التي يمكنها أن تساعدهم على التطور. حاول أن تضع هذه الأهداف من خلال سؤالهم عنها، وأن تفهم وجهات نظرهم قبل أن تضع أي شيء طبقًا لوجهة نظرك، بحيث تتأكد من كون هذه الأهداف تتوافق معهم.
2- اعرض المساعدة: يحتاج الكثير من الموظفين للمشورة والمساعدة، لكنهم في بعض الأحيان يحجمون عن سؤالك عن ذلك، خوفًا من رد الفعل كالرفض مثلًا، وبالتالي عليك أن تأخذ أنت المبادرة وأن تعرض عليهم المساعدة، وأن تخصص لهم الوقت المناسب لذلك، بحيث يتولد لديهم الشعور بالدعم المقدم منك لمساعدتهم.
3- تشاور مع الموظفين: بدلًا إخبار الموظفين بما يجب عليهم فعله في مختلف المواقف، فالأفضل أن تشجعهم على التشاور معك في القرار، يمكنك أن تفعل ذلك من خلال طرح الأسئلة التي تناسب الموقف، والتي يمكنك استغلالها في التفكير معهم وفهم طريقك كل فرد منهم.
4- ابحث عن الفرص المناسبة لتطوير الموظفين: بجانب الأهداف التي وضعتها من أجلهم للتطور، حاول استغلال أي فرصة تتاح لك لتطوير الفريق، من خلال إسناد بعض المهام لهم ومتابعتهم في تنفيذها وتقديم النصح لهم بالشكل المناسب.
تذكّر في نهاية السلسلة أنّه لا يوجد أسلوب هو الأفضل من بين أساليب القيادة، بل الحكمة تقول أنّ لكل موقف أسلوب الخاص، والقائد المتميز هو من يمتلك القدرة على استخدام جميع الأساليب حسب المواقف التي يمر بها داخل العمل، بحيث يمكنه أن يحقق أعلى استفادة طوال الوقت.
لا يوجد شيء يأتي بدون الممارسة المستمرة، وإدراك أنّ هناك خطوات يجب اتّباعها في سبيل تحقيق الهدف، لذا يمكنك تقييم أسلوبك في القيادة ومعرفة الأسباب من وراء استخدامه، ثم بعد ذلك محاولة اكتساب وتطوير جميع أساليب القيادة، وتوظيف الأسلوب المناسب في الوقت المناسب.
لقراءة بقية مقالات السلسلة:
أساليب القيادة (1): متى يصبح أسلوب ضبط الوتيرة مناسبًا لشركتك؟
أساليب القيادة (2): لماذا يجب أن تستخدم أسلوب الأمر في الأزمات فقط؟
أساليب القيادة (3): كيف تستخدم أسلوب الرؤية لتحقيق الأهداف بعيدة المدى لشركتك؟
أساليب القيادة (4): لماذا يحب الفريق أسلوب التآلف في القيادة؟
أساليب القيادة (5): كيف ينتج أسلوب الديموقراطية أفضل النتائج في العمل؟
المصادر: