كيف تستخدم قبعات التفكير الست في إدارة فريقك؟
لا تنتهي التحديات التي تواجهك أثناء قيادة فريقك في العمل، حيث يوميًا هناك مشكلات كثيرة تحدث، وتظل واحدة من الصعوبات المستمرة تتمثل في إدارة الاجتماعات والمناقشات بين فريق العمل، فطوال الوقت هناك العديد من الأفكار ويصعب الإبقاء على مسار النقاش كما تريد، وهذا ما يجعل الكثير من الوقت يضيع في الاجتماعات، وقت يمكن الاستفادة منه في أشياء أخرى.
لذا يجب عليك التفكير في الأدوات والاستراتيجيات التي يمكن الاعتماد عليها في إدارة الفريق، وتوظيفها في الاجتماعات بشكل أساسي للخروج منها بأعلى درجة من الفاعلية، وعلى رأس هذه الطرق تستخدم منهجية "قبعات التفكير الست".
ما هي منهجية قبعات التفكير الست؟
في عام 1985 قدم إدوارد دي بونو كتابًا بعنوان "قبعات التفكير الست"، وفيها عرض منهجيته التي يمكن استخدامها في إدارة الاجتماعات واتّخاذ القرارات بشكل أفضل عن الطرق التقليدية المعتادة، حيث يعتمد في هذه المنهجية على تحديد ست طرق مختلفة للتفكير، تُمثل كل طريقة منها في واحدة من القبعات، وأثناء ارتداء كل قبعة، فإنّ الشخص يتعلّم كيفية التفكير بطرق مختلفة عن المعتاد، ويبدأ في رؤية الأشياء من زوايا متنوعة.
القبعة الزرقاء: تختص هذه القبعة بالإدارة، ويكون دور الشخص الذي يرتديها تيسير عملية النقاش، والتأكد من أنّ القبعات الست تُستخدم فعلًا في عملية النقاش، وهو الذي يوضح أي قبعة سيتم ارتداؤها الآن، ومن بداية استخدام المنهجية يجب على الجميع معرفة من الشخص الذي يرتدي هذه القبعة، لاتّباع تعليماته وتوجيهاته في النقاش.
القبعة البيضاء: وهي قبعة الحقائق والمعلومات الموجودة، عندما تستخدم هذه القبعة فإنّ ما نركّز عليه هو سرد الحقائق والمعلومات التي نعرفها فقط، مع الابتعاد عن أي عرض للآراء والافتراضات الشخصية، ويرتدي الجميع القبعة البيضاء غالبًا في بداية الاجتماع، حتى يكون النقاش فيما هو قادم على حقائق فعلية.
القبعة الصفراء: وهي قبعة التفاؤل والأمل، وتستخدم بشكل مباشر بعد القبعة البيضاء، لعرض الآراء الإيجابية في الأفكار، وكيف يمكن تنفيذها بأفضل شكل ممكن، واختيار الطرق الملائمة لها، مع التركيز فقط على هذا الجانب دون الاهتمام بأي عوامل أخرى.
القبعة السوداء: وهي قبعة النقد للأفكار، حيث يمكن من خلالها الحكم على الأفكار وتحديد الأشياء التي يمكن أن تؤثر على قابلية تنفيذها، وكذلك تحديد الصعوبات والمخاطر التي يمكن أن تواجه الفريق أثناء التنفيذ. قد تكون من أكثر القبعات أهمية لأنّها تساعد على الاستعداد للأزمات جيدًا، لكن لا يجب الإفراط في استخدامها حتى لا تؤثر سلبًا على الفريق.
القبعة الخضراء: وهي قبعة الإبداع، وفي عالم ريادة الأعمال قد يُنظر إليها أحيانًا على أنّها الأهم من بين القبعات، لأنّها تجعل الأفراد يفكرون في الاحتمالات والبدائل والأفكار الجديدة التي يمكن تنفيذها، وينتج عنها وضع تصورات مختلفة عن التصورات التقليدية. يعود السبب لاستخدامها بشكل منفصل عن القبعة الصفراء، في أنّه ليس شرطًا أن يكون هناك مجال للإبداع، بجانب أنّه يمكن بسهولة تطوير الأفكار بعد وضع الأساس الخاص بها، بدلًا من الخلط بين الاثنين في خطوة واحدة.
القبعة الحمراء: وهي قبعة المشاعر، حيث يمكن عند استخدامها إتاحة الفرصة للأفراد لمشاركة مشاعرهم الإيجابية والسلبية والتأكد من وضعها في الاعتبار أثناء التنفيذ، وعلى الرغم من أنّها قد لا تغيّر كثيرًا في الأفكار، لكن استخدامها يجعل الأفراد يشعرون بالتقدير لمشاعرهم، والأهم أنّه يمكنك أن تضع هذا في ذهنك أثناء العمل، فتفهم الأسباب وراء الأفعال التي يقوم بها كل فرد، بناءً على المشاعر التي شاركها في الاجتماع.
كيف يمكن الاستفادة من منهجية قبعات التفكير الست؟
في الحقيقة تبدو منهجية القبعات الست بسيطة في خطواتها، لكن لها فاعلية كبيرة جدًا على سير العمل، حيث يمكنك من خلالها تحقيق العديد من الفوائد، منها مثلًا:
1- زيادة التعاون بين الأفراد وتقليل التعارض بين الفريق، فبدلًا من السعي المستمر لكل فرد لعرض وجهة نظره طبقًا لطريقة تفكيره، فإنّ الجميع يعمل بشكل جماعي حسب القبعة المستخدمة.
2- النظر في الموضوع محل التفكير في الاجتماع بشكل منهجي، بدلًا من العشوائية التي تحدث عندما تجد شخص يتحدث عن مشاعره الإيجابية، وآخر ينقد جزء من الفكرة، فإنّ قبعات التفكير ستجعلك تبحث الأمور بصورة مرتبة كليًا لتضمن التفكير في جميع جوانب الموضوع.
3- تقليل وقت الاجتماعات بصورة كبيرة مع جعلها أكثر إنتاجية، وذلك نتيجة لاستخدام القبعات لتنظيم المشاركات وزيادة التركيز على جانب واحد فقط.
4- رؤية كل الجوانب، لأنّك ستبدأ بعرض الحقائق، ثم تركّز على الإيجابيات فقط، ثم السلبيات فقط، ثم جوانب الإبداع المحتملة، ثم المشاعر. وبالتالي ستضمن أنّك تعطي كل جانب حقه، فلا يفوتك أي شيء.
في الحقيقة تعتبر منهجية القبعات الست من أهم المنهجيات في إدارة فرق العمل، ويمكنك استخدامها دائمًا مع فريقك، لتجد مع الوقت أنّهم أصبحوا بالفعل أكثر تنظيمًا وقدرة على رؤية الأشياء من جميع الجوانب، ولن يقتصر ذلك على الاجتماعات، بل سيتحول ليصبح أسلوب حياة.
المصادر: