لماذا عليك استخدام العصف الذهني مع فريقك كل صباح؟
في بيئة العمل، نحن نسعى دائمًا إلى إنتاج كل ما هو جديد ومختلف، سواءً لحل المشكلات التي تواجهنا، أو للوصول لتصورات أكثر إبداعًا عن الطرق المناسبة لتنفيذ بعض المهام المطلوبة، وهذا يجعلنا نحاول استخدام التقنيات التي يمكنها تسهيل هذا الأمر، ومن أهم هذه التقنيات هي العصف الذهني.
من الأشياء الجيدة في العصف الذهني أنّه يمكنك استخدامه فرديًا أو جماعيًا، وإذا طُبقت قواعده بشكل صحيح مع الفريق، فإنّك تضمن دائمًا الوصول لدرجة كبيرة من الفاعلية في العمل، تحسّن كلًا من طريقة تفكير الأفراد وجودة الأفكار التي تحصل عليها في العمل.
ما هو العصف الذهني وقواعده؟
العصف الذهني هو أسلوب إبداعي يركّز على توليد أكبر عدد ممكن من الأفكار، سواءً لحل المشكلات، أو عند محاولة إنشاء أفكار جديدة كليًا، أو الإضافة على الأفكار الموجودة حاليًا. لا يمكن اقتصار استخدامه على مساحات معينة في العمل، بل يمكن اعتباره كنهج دائم في التفكير.
في الحقيقة يمكن التعامل معه بصفته أسلوب لتدريب الموظفين معك على الإبداع والابتكار، لأنّه يشجعهم على خلق أفكار دون التقيّد بأي عوامل، حتى لو بدت هذه الأفكار مجنونة بعض الشيء للآخرين، لكن مع العمل على تطوير هذه الأفكار يمكن الخروج بنتائج مميزة منها، وبالتالي يساعد العصف الذهني على تشجيع الناس للتفكير بعيدًا عن المألوف.
على الرغم من بساطة الأسلوب، لكنّه يؤدي إلى الخروج بنتائج مميزة، ولكن هذا يرتبط مع وجود قواعد معينة تحكم عملية التطبيق، ويجب الحرص على الالتزام بها من الجميع، وإلّا فإنّ الأمر لن يؤتي ثماره المطلوبة. من أهم القواعد التي يجب تطبيقها في العصف الذهني:
1- التأكيد على عدم نقد الأفكار: في هذه المرحلة التركيز فقط على جمع الأفكار ليس إلّا، وبالتالي لا يُفضل توجيه أي نقد لأي فكرة تُطرح، لأنّ المهم هنا هو محاولة التفكير في الأمور بمنظور مختلف، والابتعاد عن الحكم والتحليل للأفكار.
كما أنّ عدم نقد الأفكار يشجّع الفريق ذاته على المشاركة دون خوف من الحكم على أفكاره، فالكثير من الأفراد لا يشارك لأنّه يخشى من النقد، وبالتالي عدم وجود نقد يحرر هذا الشعور ويجعل الشخص يشارك بالأفكار التي لديه.
عدم النقد يشمل جميع التفاصيل التي يمكن فهمها على أنّها كذلك، فلا يقتصر الأمر على الكلمات المنطوقة، ولكن يشمل كذلك الإيماءات والابتسامات والأحاديث الجانبية بين الأفراد، وهذه من القواعد التي يتولى مسئوليتها مدير الجلسة للتأكد من تنفيذها بالشكل الصحيح.
2- تشجيع الأفكار الخيالية: يجب قبل البدء التأكيد على أنّ جميع الأفكار مرحب بها، حتى لو بدت خيالية أو مجنونة نوعًا ما في وصف أصحابها، بل إنّ هذا هو المطلوب في الأساس. يعود السر في هذه القاعدة أنّ الأشخاص كثيرًا ما يصنفون أفكارهم بشكل خاطئ، ويظنون بأنّها غير مناسبة.
على الرغم من كون الأفكار في الكثير من الحالات تبدو مناسبة للواقع، وكل ما يحتاج إليه الأمر هو العمل على إيجاد التصور المناسب لتطبيقها. لذا تشجّع هذه القاعدة الجميع على المشاركة بما يفكرون به دون تقييد، وبالتالي تزداد مساحة الإبداع في الأفكار المطروحة.
3- التركيز على الكم لا الكيف: من أهم القواعد في العصف الذهني هي أنّه يركز على إيجاد أكبر عدد من الأفكار بغض النظر عن جودتها في الطرح الأول لها، والهدف من ذلك هو تسريع عملية طرح الأفكار بحيث يكون تركيز كل شخص موجّه فقط للإبداع وإخراج الأفكار، بدلًا من التوقف للحكم على أي فكرة ومدى فاعليتها في التطبيق.
خطوات تطبيق العصف الذهني
مع وجود هذه القواعد الحاكمة لعملية العصف الذهني، يتبقى فقط تهيئة المناخ والجو المناسب للعمل به، سواءً لوجود هدف محدد يجب إنجازه سريعًا، أو على سبيل التدريب مع الفريق، لتشجيعهم على المشاركة بأفكارهم وزيادة إسهاماتهم في العمل. يمكن تطبيق العصف الذهني في خطوات سريعة:
1- أخبر فريقك بالمهمة: بعد جمع الأشخاص المطلوبين للمشاركة في جلسة العصف الذهني، أخبرهم بالهدف المطلوب منهم تحديدًا خلال الجلسة، وركّز على تهيئة المناخ الذي يمكنهم من الإبداع، بعيدًا عن أي مشتتات أو عوامل أخرى تؤثر على تفكيرهم.
ليس ضروريًا الانتظار حتى يوم الجلسة لإخبارهم بالمطلوب، بل يمكنك البدء قبلها بإعطائهم مهمة للبحث عن شيء معين، مع الاتفاق على الموعد المحتمل لتنفيذ الجلسة. يمكنك تخصيص وقتًا ثابتًا يوميًا حتى لو نصف ساعة للعصف الذهني مع الفريق، سيعود هذا بالإيجاب على العمل مع الوقت، وستزداد إنتاجيتهم في مهامهم الرئيسية كذلك.
2- عيّن مسؤولا عن تيسير الجلسة: لا ينجح العصف الذهني بدون تطبيق قواعده بصورة صارمة يحترمها الكل، لذا لا بد من وجود مسؤول عن تيسير الجلسة، يعرف كيف يديرها جيدًا وكيف يطرح الأسئلة التي تحفّز التفكير، يضع أشكالًا مختلفة للعمل على إنتاج الأفكار. ليس ضروريًا أن تقوم أنت بهذه المهمة باستمرار، بل يمكنك الاستفادة من الأمر في تعليم الآخرين بكيفية إدارة وتيسير الجلسات، بحيث تحقق هدفين في آنٍ واحد.
3- نظّم الأفكار النهائية معًا: ماذا بعد الانتهاء من طرح الأفكار؟ يتطلب الأمر تنظيمها معًا في الإطار المناسب لها. إذا كنت تُجري العصف الذهني لهدف محدد، فسيتطلب الأمر جمع الأفكار وتنظيمها معًا من أجل الوصول إلى التصور الأمثل لهذا الهدف.
أمّا إن كنت تركّز فقط عليها كأسلوب تدريب، فيمكنك إنشاء "بنك للأفكار" داخل العمل، والاحتفاظ بكل ما طُرح من آراء بداخله، في وقتٍ ما ستكتشف أنّ هذا البنك هو بمثابة كنز لمستقبل العمل لاحتوائه على العديد من الأفكار التي تحتاج إلى تطوير وتنظيم فقط، وبهذا تضمن فاعلية العصف الذهني كأسلوب يطوّر من الموظفين، ويزيد من إنتاجية الشركة.
المصادر: