دروس مستوحاة من قصة نجاح "Spotify"
تمكن دانيال إيك من تأسيس شركة سبوتفاي التي تقدر قيمتها اليوم بمليارات الدولارات مع أكثر من 150 مليونًا من عشاق الموسيقى، ولقد كانت من الشركات التي تنبأت بزوال الأفلام والموسيقى الموجودة على الأشرطة والأقراص المضغوطة التقليدية التي نمتلكها، لتتحول بشكل جذري إلى المنصات الإلكترونية.
كانت سبوتفاي من الشركات المسؤولة عن هذا التحول النموذجي، لتصبح أهم منصات تقديم خدمة بث الموسيقى منذ تأسيسها في عام 2006 في السويد، ومن ثم إطلاقها في عام 2009 إلى العالم.
وعلى الرغم من مهاجمة العديد من المشاهير لهذه المنصة في البداية إلا أنهم أصبحوا اليوم من أهم المشاركين فيها، إلى جانب أكثر من 299 مليون عضو في عام 2020، من بينهم أكثر من 138 مليونًا من العملاء المدفوعين في معظم الدول حول العالم.
ويمكن لرواد الأعمال الشباب الاستفادة من أهم دروس ريادة الأعمال المستوحاة من تجربة دانييل إيك، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة سبوتفاي، وفيما يلي بعضها:
- سهولة استخدام الخدمات بشكل قانوني
كانت نابستر في عام 2002 الملاذ الذي يلجأ إليه ملايين القراصنة الذين يشاركون ملفات الموسيقى والوسائط، ووجد إيك فرصته عندما تم إغلاقها لتحويل "القراصنة إلى عملاء"، فكان السؤال الذي خطر على باله: "إذا كان الناس مستعدين لمخالفة القانون من أجل الحصول على الموسيقى، فهل سيكونون مستعدين أيضًا لدفع بعض الرسوم الرمزية للحصول عليها بشكل قانوني وعند الطلب؟".
وكانت فكرة إيك أن يتم تحويل جزء من القراصنة من تنزيل الموسيقى غير القانوني إلى خدمة قانونية تعوض صناعة الموسيقى، وأصبح الجميع سعيدا بدفع هذه المبالغ البسيطة من دون مخالفة القانون.
يستطيع رواد الأعمال الحصول على أفكار ناجحة من الأسواق الرمادية عبر النظر فيها لاكتشاف الخدمات والمنتجات الأخرى المطلوبة بكثرة، والتي يسعى المستخدمون للحصول عليها بشكل غير قانوني.
- الاضطربات هي التهديد، والتعاون هو المفتاح
عانت صناعة الموسيقى من الخسائر الكبيرة أثناء وجود موقع نابستر، حيث وجدت التصنيفات أن مشاركة الملفات الرقمية يشكل تهديدًا لإيراداتها، إلا أن إيك وجد في هذا الاضطراب بالسوق المفتاح إلى الأرباح المشتركة، فقد أظهر أن صناعة الموسيقى تستطيع أن تدر إيرادات بنفس الطريقة التي تجني بها الأرباح من الراديو، وتمكن إيك من تحويل المشاهير إلى متعاونين وليس إلى تهديد.
تتطلع العديد من الشركات الناشئة إلى الاستفادة من الاضطراب كميزة بيع مثل نيتفلكس وويكيبيديا وسكاي بي، إلا أن القيام بذلك قد يؤدي إلى تجاهل شركاء استراتيجيين رئيسين، وبالتالي خلق علاقة عداء بين الطرفين، في حين يجب بناء روابط وعلاقات استراتيجية لمساعدة الشركة الناشئة على النمو.
- استثمر في نفسك
لن يمول أي شخص عملك حتى تكون مشتركًا فيه، لذلك نجد أن المستثمرين يسألون عن كمية الاستثمار الشخصي لك في المشروع، إن مطالبة المستثمرين بطرح أموال قبل أن تدفع أموالك الخاصة أمر غير مجدٍ.
استغرق إيك عدة سنوات حتى تمكن من تأسيس شركته في السويد، وسنوات أخرى حتى تمكن من إطلاقها في الولايات المتحدة، وأظهر إيك وشريكه قوة جذب عندما قاما باستثمار جميع أموالهما في الشركة.
لذلك، لا تطلب الالتزام من الآخرين قبل أن تفعل أنت ذلك، واجعل نمو الشركة ومبيعاتها وتعاونها يقود طلب الاستثمار الخاص بك.
- نموذج الأعمال
إن الانطلاق إلى العالمية هو حلم العديد من رواد الأعمال الذين يحتاجون قبل التوسع إلى التأكد من حصولهم على نموذج أعمال قابل للتكرار والتطوير ومستدام، حيث وجدت سبوتفاي نموذجها في السويد ثم توسعت بعد ذلك نحو الولايات المتحدة. إن ذلك يعني لمعظم رواد الأعمال تأجيل الاستثمار في النمو إلى ما بعد تحديد سوق رأس المال الأولي، أو ما يطلق عليها مارك أندرسن "ملاءمة سوق المنتج"، وهي اللحظة التي تجد فيها الشركة الناشئة طريقة لتحقيق الكثير من الإيرادات مع إنفاق القليل على اكتساب العملاء.
يمكن للشركة التوسع بعد الوصول إلى المنتج المناسب للسوق، مع العلم أن كل عميل جديد لا يؤدي فقط إلى الإيرادات ولكن من الناحية المثالية إلى الربح، حيث إن العثور على قنوات منخفضة التكلفة لاكتساب العملاء مع إيجاد طرق لزيادة قيمة عمر العملاء في نفس الوقت هو مفتاح ملاءمة المنتج للسوق.
ويجب أن يتذكر رواد الأعمال أن التوسع المبكر وغير المدروس يعتبر القاتل الأول للشركات الناشئة.
- البقاء للملائم وليس للأقوى
إن أكثر الشركات مرونة هي التي تتمكن من الصمود في وجه التغييرات، أي إن البقاء للملائم وليس بالضرورة الأقوى. إن تطوير الشركة باستمرار من أهم أسباب نجاحها، حيث قامت سبوتفاي بتطوير تكنولوجيا المعلومات لديها لتوفر أفضل الخدمات للمستخدمين.
إن التطور المستمر حتى لو طال جوهر شركتك وأساسها ليس بالأمر السيئ، طالما أن الشركة تحافظ على قيمتها.
لا يحلم جميع المؤسسين بطرح عام أولي بمليارات الدولارات، ولكن يمكن لجميع رواد الأعمال تعلم الكثير من خلال مراجعة رحلة دانييل إيك التي استمرت عقدًا من الزمن من البداية حتى أصبح بطل الاكتتاب العام في العالم.