كيف تعتني بصحتك العقلية وذكائك العاطفي؟
يوجد أنواع مختلفة من الذكاء وكل منها يحمل أهمية كبيرة، على رأسها الذكاء العاطفي الذي يساعدنا على عيش الحياة الهادئة المستقرة التي نحلم بها ونتمناها، لاسيما أنه يجعلنا أكثر صحة وسعادة ونجاحًا. الذكاء العاطفي أمر بمقدورك تعزيزه واكتسابه وتنميته مع مرور الوقت بممارسة بعض التمارين.
ما الذكاء العاطفي؟
بسهولة شديدة، فإن الذكاء العاطفي هو القدرة على قراءة مشاعرنا ومشاعر الآخرين، وتحديد أفضل طريقة للتعبير عنها وتنظيمها. حسب الباحثين والدراسات المختلفة التي أجريت على مدار سنوات طويلة، فإن الذكاء العاطفي له تأثير واضح في تفكير الإنسان وسلوكه، كما أنه له دورًا رئيسيًا في تكوين شبكات العلاقات الاجتماعية واتساع دائرة علاقات الأفراد، ومن ثم يساعدهم على العثور على فرص جيدة تقودهم نحو النجاح، فيصبحون أكثر سعادة وفعالية وانتاجية.
الذين يتمتعون بمعدلات ذكاء عاطفي أعلى، يعيشون حياة أكثر استقرارًا وهدوءًا، ويستطيعون السيطرة على التوتر، فضلاً عن أنهم أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب.
مهارات شخصية في الذكاء العاطفي
توجد ثلاث مناطق رئيسية للمهارات الشخصية في الذكاء العاطفي، وهي:
1-الوعي الذاتي ويشمل:
الوعي العاطفي. والتقييم الذاتي. والثقة بالنفس.
الوعي الذاتي: مهارة إدراك وفهم المشاعر فور حدوثها وتطورها، فمن الخطأ التفكير في المشاعر على أنها إيجابية أو سلبية، عوضًا عن ذلك عليك التعامل معها على أنها مناسبة أو غير مناسبة. على سبيل المثال، الغضب عادة يرتبط بكونه عاطفة سلبية، ومع ذلك يمكن أن تكون عاطفة معقولة ومناسبة تمامًا في ظروف معينة، يسمح لنا الذكاء العاطفي بالتعامل مع غضبنا وفهم سبب حدوثه. ويساعدنا التقييم الذاتي على تحسين ثقتنا بنفسنا واحترام ذاتنا.
2-الإدارة الذاتية وتشمل: السيطرة على النفس. والشعور بالاستحقاق. والضمير اليقظ. والقدرة على التكيف. والابتكار.
بعدما تصبح أكثر قدرة على فهم مشاعرك، فإن مهارة الإدارة الذاتية تتعلق بكيفية تنظيم مشاعرك بشكل مناسب، ترتبط مهارات الإدارة الذاتية بمساعدتك على كيفية التعامل مع المشاعر، بغضّ النظر عن الوقت أو الظرف الذي تمر به.
3-الدافع
يجب أن يكون لدينا دافع أو محفز لتحسين أهدافنا ومبادرتنا وتعزيز قدراتنا على العمل والانفتاح على الفرصة بالمرونة والالتزام والإصرار والمثابرة. وكي تستطيع تحقيق أهدافك والوصول إلى ما تريد، يتعين عليك أن تكون حازمًا عوضًا عن الموافقة على أي شيء وتلبية مطالب الآخرين دون تفكير في تأثيرها فيك.
كيف تحسن مستوى الذكاء العاطفي؟
بعد تفشي وباء "كورونا" وإبقاء المواطنين في منازلهم تطبيقًا لتدابير التباعد من أجل منع انتشار المرض ونقل العدوى، فإننا قضينا وقتًا طويلاً بمفردنا، وكان لوجودنا في بيوتنا جانب إيجابي، إذ ساعدنا على تعزيز علاقتنا مع عائلاتنا، وفي الوقت نفسه لم نعد نتواصل مع أصدقائنا وزملائنا في العمل إلا عبر مواقع التواصل، وبالتالي أصبحت أمامنا فرصة ذهبية للتعرف إلى أنفسنا بصورة أفضل، إليك مجموعة من النصائح التي تساعدك على تحسين مستوى الذكاء العاطفي لديك..
تعلم السيطرة على الأفكار السلبية
من السهل أن تغمرنا المشاعر السلبية وترك عواطفنا تؤثر في أحكامنا، لكن إذا نظرنا إلى الموقف بطرق مختلفة قبل اتخاذ قرار نهائية، فقد يصبح منظورنا أكثر إيجابية، وقد نستطيع اتخاذ القرار السليم في النهاية. إحدى الطرائق للقيام بذلك هي تجنب الأفكار السلبية، وعدم القفز إلى الاستنتاجات السلبية عن سلوك شخص ما، أو تبرير سلوكات وتصرفات أحد الأفراد بطريقة سلبية تؤثر فينا وتصيبنا بالإحباط. على سبيل المثال لا تستنتج أن زميلك الذي لم يردّ على مكالمتك ورسائلك طوال النهار يتجاهلك، ضع في ذهنك احتمال آخر وهو أنه مشغول أو لديه ظرف ما يمنعه عن التواصل معك في هذا الوقت.
توسيع منظورنا وتغيير طريقة تفكيرنا إزاء الأمور يقينا من الوقوع في سوء فهم، ويساعدنا على تعزيز شبكة معارفنا، وتكوين شبكات صداقة قوية، فضلاً عن ذلك فإنه يسمح لنا بعيش حياة مُريحة ومستقرة عقليًا وعاطفيًا.
تعلم كيفية التعامل مع الضغط
الجميع يمرون بمواقف مملوءة بالضغوط، ولكن رد فعل أجسامنا وعقولنا مع المواقف هو ما يميز كل شخص عن الآخر. رغم أن الإجهاد والضغط قد يكون إيجابيًا في فترات قصيرة، ولكن من المهم أن نعرف كيفية التعامل مع المواقف المجهدة، وكيفية الخروج منها بسلام دون إلحاق أي أذى بصحتنا الجسدية أو النفسية والعقلية، يتمثل ذلك في التجنّب بعض الأفعال أو الأمور التي تثير حفيظتك أو تفقدك زمام السيطرة، على سبيل المثال إذا كنت تعلم أن التحقق من بريدك الإلكتروني قبل الخلود إلى النوم قد يرسلك إلى هذه المنطقة الخطرة، فتجنب الأمر وانتظر حتى حلول الصباح.
اختر كلماتك بعناية
حتى تتعزز قدراتك على التواصل فإنك ستحتاج إلى أن تكون أكثر حزمًا بشأن ما تقوله، مع التعلم كيفية استخدام الكلمات الصحيحة والمناسبة للتعبير عن مشاعرك وأفكارك بأفضل صورة ممكنة. تجنب بدء العبارات بكلمة أنت ويتبعها أحكام أو اتهامات، مثل "أنت" أو "يجب" أو "أنت في حاجة إلى.."، وهذا لأن أسلوب المملوء بالأحكام أو الذي يوحي بأنك تريد توجيه الشخص الآخر يضع المستمع في موقف دفاعي، ويجعلهم أقل انفتاحًا على ما تقول.
تعلم على يد مُدرّب
كما هي الحال في صالة الألعاب الرياضية، فإننا نحتاج إلى مدرب يساعدنا ويقدمنا لنا النصائح والإرشادات التي تساعدنا طوال فترة التدريب، وينطبق الأمر نفسه على الذكاء العاطفي. الآن بات هناك منصات ومواقع إلكترونية ودورات تدريبية "أون لاين" تساعد أي شخص على معرفة المزيد عن ذكائه العاطفي.