رجل الأعمال صالح الصقري بعد 23 عاما.. نفذ 120 عقداً وضاعف رأس مال شركته 50 مرة
التقته مجلة "الرجل" قبل ثلاثة وعشرين عاماً، كان رجل الأعمال صالح بن علي الصقري، يرأس مجموعة شركات "سفاري"، تحدث يومها عن صيانة وتشغيل مطار الملك عبد العزيز، وعن حصول المجموعة على وكالة "موتورولا" الأمريكية، ووكالة سيارات "سيات" الإسبانية و"سكودا" التشيكية.
اللقاء كان لعدد مجلة "الرجل" رقم "60" الصادر في مايو 1997، حيث تحدث عن علاقته بوالده وإخوته، وعن مشاريعه الخاسرة منها والناجحة، وعن جوانب مختلفة من حياته الشخصية واهتماماته. وقد كان رأس مال شركته حينها لا يتعدى 3 ملايين ريـال.
اليوم تعاود "الرجل" لقاء صالح علي الصقري، وقد زاد رأس مال شركته إلى 150 مليون ريـال، وغدا من أبرز رجال الأعمال في المملكة، وتوسعت أعماله، وتعددت شركاته وامتدت إلى الخليج ومنطقة الشرق الأوسط، ومناطق مختلفة من العالم.
نقلات نوعية
بدأ الصقري عام 1984، عبر تأسيس شركة "سفاري المحدودة" برأس مال قدره 3 ملايين ريـال. وفي عام 1987، أسّس فرعاً للشركة في جدة، ونشاطه مقاولات عامة للمباني وأعمال الدهانات والطرق. كما أسّس فرعاً في الرياض، لمقاولات الأعمال الكهربائية والميكانيكية عام 1994.
توسع الصقري في نشاطات شركته، لتشمل الاتصالات، وأسّس شركة "سفاري" للاتصالات عام 1996، مع بداية تشغيل خدمات GSM في المملكة، وقد استطاعت أن تحتل مركزاً قيادياً في هذا المجال، خلال مدّة زمنية قصيرة، حيث حققت قفزة عالية في المبيعات والتسويق، وإنشاء شبكة دعم لخدمة العملاء.
أما في عام 1997 – السنة التي التقته "الرجل"- فكانت هناك نقلة نوعية، من حيث حجم مشاريع الصيانة والتشغيل التي تنفذها الشركة، بإدارة وتشغيل وصيانة المطارات الدولية بكامل مرافقها، لتضاف هذه الأعمال إلى سجل الخبرات التي تتمتع بها الشركة. تبع ذلك دخول الشركة في تقديم خدمات التشغيل الشامل للمستشفيات 1998. وتوسعت خبراتها وخدماتها في هذا المجال، لتتمكن من تقديم الإدارة والصيانة والتشغيل المتكاملة للمدن الطبية.
وفي عام 2005، جاءت نقلة نوعية إضافية للشركة، بنوعية مشاريع الصيانة والتشغيل التي تنفذها، بدخولها في صيانة وتشغيل نظم الملاحة الجوية في المملكة، وما يرتبط بها من الأجهزة الإلكترونية المتقدمة، لتضاف هذه الأعمال إلى سجل الخبرات التي تتمتع بها.
وفي عام 2006، حصلت الشركة على شهادة الآيزو “9001 – 2000″. وفي العام نفسه، دخلت الشركة في مشاريع الإنشاءات، التي حققت بعدها توسعاً ونمواً كبيرين، واستمرا حتى وقتنا الحاضر. كما شهد العام نفسه، تأسيس فرع للشركة بالرياض لخدمات الإطفاء والإنقاذ.
مطاعم ومأكولات
واصل الصقري تطوير أعمال مجموعته، فأسس شركة "الضيافة الرائدة" في أواخر عام 2009، لتعمل تحت مظلة سفاري، وتسعى للحصول على الريادة في قطاع المطاعم، بالاستفادة من الاتجاهات العالمية، وتحول العلامات التجارية الفريدة إلى الأسواق المحلية.
وحصلت "الضيافة الرائدة"، على حقوق التطوير للعلامة التجارية الشهيرة "تشكي تشيزز" في المملكة، وهي علامة أمريكية واسعة الانتشار ومتخصصة في الترفيه العائلي.
قفزات رأس المال
يوضح الصقري في عرض لتاريخ شركته بأن عام 2012، شهد نقلة نوعية، من حيث حجم مشاريع الإنشاءات، بعد الحصول على عقود تنفيذ مشاريع ضخمة في أكثر من مدينة بالمملكة. وزاد رأس مال الشركة من 3 ملايين ريـال إلى 30 مليوناً. كما قرر الشركاء تحويل الشركة من شركة ذات مسؤولية محدودة، إلى مساهمة مغلقة. وفي عام 2013، زادة رأس مال الشركة إلى 100 مليون ريـال، وإضافة نشاطات جديدة. وفي السنة التالية 2014، تقررت زيادة جديدة لرأس مال الشركة إلى 150 مليون ريـال، وإضافة المزيد من النشاطات جديدة.
وتشمل الخدمات التي تقدمها "سفاري"، اليوم طيفاً واسعاً من الأعمال: مقاولات عامة للمباني، وصيانة ونظافة الموانئ، وصيانة وتشغيل شبكات المياه والصرف الصحي، وصيانة وتشغيل المنشآت الكهربائية والميكانيكية، وصيانة وإدارة المراكز الطبية، وصيانة وتشغيل الأعمال الإلكترونية، وأعمال الدهانات للطرق والمطارات والسيارات والمدارج، وتجارة الآلات والأجهزة الطبية ومواد العزل، وخدمات الإعاشة المطهية وغير المطهية.
ووسعت الشركة أعمالها الأساسية، بإضافة أنشطة مختلفة، مثل التجارة والبناء والإمدادات الغذائية، والرعاية الصحية، والنفط والغاز والضيافة والأزياء، لزيادة حصتها في السوق من المشاريع التنموية المستمرة بالمملكة، حيث تجاوزت إيرادات المجموعة، قبل بضع سنوات 1.2 مليار دولار، وهذا الرقم في تزايد مستمر.
اهتمامات وهوايات
يعرف عن الصقري، مساهماته في الأعمال الخيرية، وتقديم يد المساعدة لآلاف المحتاجين، والتبرع لإعمار بيوت الله. كما لديه اهتمام خاصة بالصلاة للمستوى الذي لا يسمح في تركها لأسرته، قبل المقربين والعاملين لديه.
وحرص على تحصيل أبنائه العلمي، فدرسوا في أرقى الجامعات الأمريكية، وعادوا ليعملوا إلى جانبه في الشركة، وتتسم علاقته بهم بالألفة والصداقة والاحترام المتبادل.
وفي مجال الرياضة، طالما كان الصقري، من أبرز مشجعي "نادي الهلال" السعودي. وسبق له أن شغل منصب نائب رئيس النادي، فهو الهلالي الكبير عشقاً ودعماً وحباً لهذا الكيان العملاق.
أما أبرز هواياته، فهي الرحلات البرية في أوقات الشتاء، والاستمتاع بالأمطار والأجواء الجميلة في معظم مناطق المملكة. إلى جانب هواية الصيد، إلا أن الأخيرة انقطع عنها، منذ مدّة طويلة، نتيجة للمشاعل والمسؤوليات التي لم تعد تسمح بقضاء وقت طويل بعيداً عن أداء المسؤوليات المختلفة، في الداخل أو الخارج.
وعمل على نقل تلك الهويات إلى أبنائه، فأحبوا الرحلات البرية والصيد، بعد أن اعتادوا ذلك مع والدهم.
والطموح متواصل
وخلال الثمانية والعشرين سنة الماضية، نفّذت "سفاري" أكثر من 120 عقداً، شملت المباني التجارية والسكنية، الحكومية والخاصة، فضلاً عن المناطق التابعة للبلديات.
ويهدف الصقري، عبر "سفاري" إلى أن يصبح فاعلاً رئيساً في الأعمال والنشاطات التي تقدمها شركاته في الاسواق السعودية والإقليمية، وكذلك مواصلة التقدم لمواجهة التحديات وخلق فرص في مجالات متنوعة أخرى.