محمد فهد الحارثي يكتب: رد الكبار
المساحة البسيطة بين لحظات اليأس والمحاولات الأخيرة هي النقطة الفاصلة التي تقودك إلى الانتصار, ما تحتاجه مزيد من الإرادة وبعض من الصبر وكثير من التفاؤل والإيمان. لا يأتي النجاح من خلال المعابر السهلة، بل هو يمر في القنوات الصعبة ويصل أحيانا متأخرا، لكنه يأتي بزهوه وجماله وكبريائه.
لا تعط فرصة للمشككين والمترددين. فهؤلاء بطبيعتهم ضد النجاح ويحاولوا تحجيم نجاحات الأخرين وتقزيمها. ولا تستغرب إذا وجدت اشخاص ربما تصنفهم قريبين منك لتكتشف أنهم الأبعد عنك، بل وربما يكونوا سلبيين أكثر من غيرهم. وأسبابهم تتباين فمن نوع من الغيرة التي تتحول الى نوع من الحسد. وبعضها عدم ثقة الأشخاص في أنفسهم، الذين يشعرون بعدم الأمان فبالتالي أي نجاح يضعهم حسب تصوراتهم في وضعية المقارنة. ولذلك هم بطبيعتهم أعداء للنجاح أيا كان الشخص، هي مشكلتهم وليست قضيتك.
أجمل عمل تقوم به في مواجهة المشككين ومحاربي النجاح، هو التجاهل ومزيد من العمل والإرادة، لكي تجعل ردك يتكلم عن نفسه. ولا تدخل في مهاترات الانفعال وتهبط إلى مرحلة الصدامات والخلافات. فهذا عالم الضعفاء الذين يحاولون تعويض ضعفهم بتغطيته بصراعات جانبية لا تخدم الأهداف ولا تقود الى نتيجة.
المجتمعات التي تنشغل بالصراعات هي الأقل إنتاجية، تلك التي تشكك في الاعمال الكبيرة، وتضع الاتهامات قبل أن ترى النتائج. بينما المجتمعات المتقدمة تقف مع محاولات الأفراد وبداياتهم وتدعمهم لأنهم يؤمنوا أن النجاح سوف يشمل الجميع. هي رؤية ناضجة تجعل الروح الإيجابية والمحفزة هي السمة الغالبة في المجتمع وليس التشكيك وثقافة الاحباط.
قصص النجاح تعملنا عبر ودروس مهمة، أولها أن قناعة الشخص بذاته وبرؤيته أساس لأي انجاز يصنع فلا يمكن أن تصل أفكارك واهدافك إلى الآخرين إذا لم تكن أنت كشخص مؤمن بها تماما. كما أن كثيرا من الناجحين مروا بمراحل تعثر وربما فشل, ولكنهم اعتبروها جزء من رحلة المشوار وأكملوا طريقهم بثقة وإصرار حتى وصلوا لأهدافهم. لذلك دائما ما يكون رد الكبار في صيغة أفعال وليس مجرد كلمات.
السطر الأخير:
كلما اشتدت عليك الحروب
تأكد أنك اقتربت من النجاح