هل الاعتذار عن أخطائك يجعلك تبدو مديراً ضعيفاً في نظر موظفيك؟
يوجد اعتقاد لدى بعض المديرين بأن التقدم باعتذار عند الوقوع في خطأ ما يمكن أن يجعلهم يبدون ضعفاء أو غير مؤهلين للمنصب في نظر الموظفين؛ لكن في حقيقة الأمر، يمكن القول إن الاعتذار عن الخطأ يعتبر وسيلة لبناء الاحترام والثقة المتبادلة بينك وبين فريق عملك، إلى جانب أن هذه الخطوة من شأنها أن تشجع بقية الموظفين على الصراحة والوضوح وتحمل المسئولية في حال ارتكبوا خطأ، وهو ما يحول دون تحول الخطأ إلى مشكلة حقيقية قد تلحق الضرر بالشركة أو المؤسسة.
ومن الضروري التأكيد على أن كونك مديراً ناجحاً لا يعني إطلاقاً أنه عليك أن تكون مثالياً في كل شيء أو أن تكون معصوماً من الخطأ، بل يعني أنه يجب عليك تقبل أخطائك والاعتذار عنها، حتى وإذا كان ذلك صعباً أو محرجاً بالنسبة إليك، أو إذا كان الخطأ الذي ارتكبته يبدو بسيطاً أو تافهاً.
وسواء فقدت أعصابك وصرخت في وجه أحد موظفيك لسبب غير مهم، أو كنت منفعلاً على غير عادتك خلال اجتماعك مع فريق عملك، أو أعطيت لموظفيك معلومة خاطئة، فإن التقدم باعتذار صادق ومباشر ودون أي مبررات سوف يعني الكثير لموظفيك، بالإضافة إلى أن ذلك يجعلك قائداً أفضل وأكثر احتراماً؛ لكن في الوقت ذاته من الممكن أن تختلف طريقة الاعتذار على حسب طبيعة الخطأ الذي ارتكبته ومن الذي تأثر به؛ ويمكنك فيما يلي التعرف على أفضل الطرق للتقدم باعتذار لموظفيك بناءً على طبيعة الخطأ الذي ارتكبته:
- عند ارتكاب خطأ بسيط يمكنك الاعتذار عبر البريد الإلكتروني:
في حال قدمت معلومات غير دقيقة لموظفيك، أو تجاهلت رسالة بريد إلكتروني مهمة، أو لم تتمكن من التوقيع على طلب قدمه أحد العاملين في الموعد المحدد، فيمكنك الاعتذار عن الخطأ عبر رسالة بريد إلكتروني؛ وبالرغم من أن مثل هذه الأخطاء قد تبدو بسيطة جداً، وربما تعتقد أنه من الأفضل تجاهلها، لكن عندما تُظهر للموظفين مدى اهتمامك بتصحيح أخطائك، وحتى الأخطاء البسيطة أو التافهة، فذلك من شأنه أن يلعب دوراً في بناء الثقة المتبادلة بينك وبينهم، إلى جانب أنه يساهم في ترسيخ ثقافة تحمل المسئولية، بمعنى أنه إذا كان المدير لا يوجد لديه أي مشكلة في تقبل أخطائه والاعتذار عنها، فلابد أن يحذو بقية الموظفين حذوه.
- عندما تؤثر أفعالك على شخص بعينه يُفضل الاعتذار وجهاً لوجه:
إذا جرحت مشاعر شخص ما أو تسببت في إحراجه بقصد أو دون قصد، أو تخلفت عن حضور اجتماع مهم مع أحد موظفيك، أو تسرعت في الحكم على شخص معين، فمن الأفضل أن تتقدم بالاعتذار وجهاً لوجه؛ وفي هذه الحالة يمكنك التوجه إلى مكتب الشخص المعني مثلاً، وعليك أن تكون على استعداد لسماع ذلك الشخص، وأن تحاول قدر الإمكان ألا تتخذ موقفاً دفاعياً أو تبرر ما حدث في حال قرر التعبير عن استيائه من تصرفك والتحدث عن تأثير هذا التصرف عليه.
- إذا ارتكبت خطأ أمام فريق عملك يمكنك معالجة الموقف في الاجتماع التالي:
إذا صرخت في وجه أحد أو بعض موظفيك أو تعاملت معهم بشكل سيئ في حضور فريق العمل بأكمله، فمن الأفضل معالجة الموقف والاعتذار عن الخطأ الذي ارتكبته في المرة التالية التي تجتمع فيها مع جميع أعضاء الفريق؛ وعموماً فإن ذلك لا يتطلب نقاشاً مطولاً وسرداً لتفاصيل ما حدث، فقط عليك أن تشير إلى الخطأ الذي وقع وتعتذر عنه قبل أن تبدأ في مناقشة أمور العمل.
ومن الأفضل بالطبع أن تقوم في البداية بمناقشة ذلك الخطأ مع الموظف أو الموظفين المعنيين وتتقدم باعتذار لهم، وكذلك يمكنك أن تسألهم إذا ما كان يناسبهم أن تقوم بتصحيح خطئك أمام فريق العمل بأكمله، فبالرغم من أن أغلب الأشخاص سيكونون سعداء بذلك، إلا أنه ربما يفضل البعض معالجة الأمور بشكل شخصي أو على انفراد.
- ماذا يمكن أن يحدث إذا تجاهلت أخطاءك بشكل مستمر؟
في حال كنت تتجاهل أخطاءك بشكل متكرر، فمن الممكن أن تتحول إلى مشكلات أكبر وأكثر تعقيداً، فعلى سبيل المثال في حال بدر منك تعليق قاسٍ أو غير مقبول تجاه أحد الموظفين أو قدمت معلومة غير صحيحة، ولم تبادر بالاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه، فقد يتسبب ذلك في حالة من الاستياء بين الموظفين، وإذا استمر تجاهلك لمثل هذه الأخطاء، فمن المحتمل أن يبدأ الموظفون في التساؤل عن سبب غضبك الدائم أو السبب في كونك لا تمنح نفسك الوقت الكافي لقراءة التقارير المقدمة إليك بحيث تكون معلوماتك أكثر دقة، لذا من المهم أن تحرص على معالجة أخطائك والاعتذار عنها قبل المضي قدماً ومواصلة عملك.
من المؤكد أنه لا يوجد أي شخص في العالم يمكن أن يستمتع بالاعتذار عن أخطائه، إلا أن التقدم باعتذار صادق ومباشر إذا ما استدعى الأمر من شأنه أن يعزز سمعتك كقائد ناجح، فضلاً عن أنه يجعل أعضاء فريقك يشعرون براحة أكبر حيال التحدث معك بشأن مشكلاتهم ومخاوفهم، كما يكون من الأسهل بالنسبة إليهم الاعتراف بأخطائهم وتحمل مسؤوليتها، فعندما تقدم مثالاً يُحتذى به في الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه فمن المرجح أن يسير الموظفون على خطاك، أي أن اعتذارك عن أخطائك يؤثر بشكل إيجابي عليك وعلى فريقك في نهاية المطاف.