تمارين التواصل للأزواج.. طريقك كي تكون زوجاً أفضل
الزواج ليس قوس قزح وفراشات، واقع يعرفه كل شخص متزوج. الصورة ليست بالضرورة النقيض ولكنها بحدها الأدنى متقلبة، فالمشاكل جزء من الحياة الزوجية فهي في نهاية المطاف تجمع بين شخصين بشخصيات وطباع وتفضيلات وآراء مختلفة.
ما يؤثر على الحياة الزوجية ويحولها إلى جحيم ليس المشاكل بل طريقة التعامل مع المشاكل.
الحياة الزوجية يمكنها أن تصبح حرباً عالمية ثالثة لا تنتهي حين يفتقد الزوجان إلى المهارات التي تمكنهما من التواصل بشكل صحي ومن تجاوز المشاكل بأقل الخسائر الممكنة.
نتائج مفاجئة.. هل توجد علاقة بين شجار الأزواج والموت المبكر؟
لماذا التمارين هذه هامة للأزواج؟
لسنوات طويلة قام علماء النفس والاجتماع بوضع نظريات تمكنهم من معرفة ما إن كانت العلاقات الزوجية ستنجح أم لا.
لم يكن هناك شح في الآراء رغم اختلافها وتعددها ولكن جميع النظريات والدراسات كانت تملك نقطة واحدة مشتركة وهي أن التواصل كان من الأسباب الأساسية لنجاح العلاقات الزوجية أو فشلها.
الفكرة الأساسية هنا هي أن كل جنس يعبر عن مشاعره بشكل مختلف وبالتالي هناك ضرورة للعثور على قنوات مناسبة يمكنها أن توجه الاختلافات هذه باتجاه هدف واحد هو جعل الطرفين أقرب إلى بعضهما.
من هنا قام علماء النفس بتطوير تمارين تحسن عملية التواصل بين الزوجين من أجل المساعدة على حل المشاكل.
تمارين التواصل التي سنعرضها لكم معتمدة من قبل علماء النفس وأثبتت نجاحها في إنقاذ العلاقات التي قد تتجه نحو الدمار.
ولكن تمارين التواصل لا نفع لها ما لم يكن كل من الزوجين موافقا عليها ويسعى وبكل جدية من أجل تحسين العلاقة.
المحادثات بجانب المدفأة
التعبير هذا استخدمه الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفليت الذي كان يقوم ببث إذاعي غير رسمي من أجل مخاطبة الشعب خلال فترة رئاسته.
الكلمة بحد ذاتها تشي بصورة ودية لشخص يجلس بجوار المدفأة وهو يتحدث بكل ود وهدوء.
بطبيعة الحال ليس بالضرورة أن تكون المحادثة بجانب المدفأة ولكن الأساس الذي تقوم عليه هو بيئة خالية من الملهيات بحيث يكون التركيز فقط على بعضكما البعض.
تمرين التواصل هذا يتم مرة واحدة أسبوعياً لـ ١٥ أو ٣٠ دقيقة وهو يمكنه أن يكون محادثات سطحية أو عميقة فالأمر يعتمد على حجم المشاكل التي يعاني منها الثنائي.
في حال كانت المشاكل عميقة ومعقدة يفضل البدء بمحادثات سطحية في الأسابيع الأولى حول أمور تهم كل من الطرفين، ثم الانتقال بشكل تدريجي إلى المشاكل.
الأفضل - الأسوأ
التمرين اللفظي هذا يسمح للأزواج بالتعبير عن أنفسهم بينما يقوم الآخر بالاستماع.
يفضل أن يتم القيام به خلال ساعات المساء أو قبل موعد النوم. المطلوب هنا هو أن يقوم كل زوج بمشاركة أفضل شيء حصل معه خلال النهار ثم الحديث عن أسوأ ما حدث معه أيضاً.
وخلال الحديث، على الآخر أن يستمع بشكل جيد وأن يمارس تقنيات التماهي والتعاطف مع الآخر.
الاستماع من دون كلام
تمرين التواصل هذا بين الزوجين يركز على التواصل اللفظي وغير اللفظي.
هنا كل واحد منكما يتم منحه بين ٣ إلى ٥ دقائق من أجل التعبير بحرية تامة ومن دون مقاطعة عن مشاعره وعما يفكر به..
خلال تلك الفترة يمكن للآخر أن يستخدم التواصل غير اللفظي لإظهار التعاطف والتماهي والتشجيع.
عند انتهاء الوقت المحدد يتم مناقشة ما تم الحديث عنه ثم يحين دور الشريك الآخر.
التواصل البصري
تمرين التواصل هذا غير لفظي قائم فقط على التواصل البصري.
هنا يجب أن يجب كل من الزوجين بمواجهة بعضهما البعض في بيئة هادئة تبعث على الاسترخاء.
المطلوب هنا المحافظة على التواصل البصري لـ ٥ دقائق، بينما يقوم كل طرف بالسماح لمشاعره وأفكاره بالظهور إلى السطح من دون التعبير عنها لفظياً.
عند نهاية المدة المحددة يمكن للثنائي مناقشة مستوى الراحة الذي تم اختباره أو حجم عدم الراحة الذي تم اختباره.
كما يمكن لكل شخص محاولة تكهن أي أفكار أو أي مشاعر كان يحاول الآخر إيصالها من خلال التواصل غير اللفظي.
الجمل مع ضمير «الأنا»
«نحن» و«يجب» و«عليك» تستخدم كثيراً خلال محاولة أي ثنائي الدخول في محادثة.
ولكن هكذا تعابير يمكن أن تثير ردة فعل دفاعية إذ إن الآخر يمكنه أن يشعر بأنه يتم مهاجمته أو لومه أو انتقاده.
تمرين التواصل هذا يجب أن يركز على الجمل التي لا تبلغ الآخر بما عليه القيام به.
مثلاً يمكن للرجل أن يقول «أنا أشعر بـ ـــــــــ عندما تقومين ــــــــــــ لأن ذلك ــــــــــــ . أفضل لو أنك ــــــــــــــــ .»
وعندما يتم الطلب من الآخر الرد فإنه يجب أن يكون وفق المنطق نفسه «تبدو وكأنك ــــــــــــــــ لأن ذلك ــــــــــــــــــ. في المرة المقبلة سأقوم بـ ـــــــــــــــ كما أنني سـ ـــــــــــــ.»
تمرين كتابي
كل طرف من الطرفين يتم الطلب منه كتابة جملة تعبر عن إحباطه، وأخرى تعبر عن مشاعره وثالثة عن أمر يتمناه في العلاقة.
النقاط هذه لا يجب مناقشتها لفظاً بل يقوم الشريك الذي كتبها بإرسالها للآخر، إما عبر البريد الالكتروني أو كرسالة عبر الهاتف أو حتى بالطريقة التقليدية بحيث تكتب على ورقة وتقدم للآخر.
الشريك الذي يتلقى هذه الرسالة عليه أن يرد كتابة على ما ورد فيها. ثم يتم قلب الأدوار، مع التشديد هنا على عدم مناقشة ما تم كتابته لفظاً.