لغة الجسد الافتراضية وأهميتها للفرق العاملة عن بعد
لعلك تهز رأسك يميناً ويساراً وأنت تقول لنفسك.. «ها قد بدأنا مجدداً! موضوع جديد عن لغة الجسد! نعم ندرك أنك مللت القراءة عن الأمر وندرك أنك على الأرجح بت تحترف اللغة هذه وتملك معرفة واسعة تمكنك من استغلال كل الخدع التي تجعلك إما تبدو أذكى مما أنت عليه أو أكثر ثقة مما أنت عليه. قد تظن أنه علينا التربيت على كتفك والتعبير عن إعجابنا بما حققته، ولكننا في الواقع لن نقوم بذلك على الإطلاق لأن ما تعرفه غير كاف!
أنت تعيش معظم حياتك في عالم افتراضي، سواء في حياتك المهنية أو الاجتماعية وربما حتى العاطفية، وفي هذا العالم واقع أنك محترف لغة جسد «واقعية» لا يعني شيئاَ.. لأن الآخر لا يراك.
لغة الجسد الافتراضية لها أهميتها الكبرى خصوصاً في الحياة المهنية، فجميع المؤسسات تعتمد مبدأ العمل عن بعد بشكل أو بآخر. بعض فرق العمل قد تعمل بشكل كلي، والبعض الآخر موزع في مكاتب في مدن مختلفة، فوفق غلوبال ورك فورس أنلاتيكس ربع القوى العاملة موزعة افتراضياً بدرجات مختلفة.
لغة الجسد الافتراضية وخلافاً للغة الجسد «المباشرة» لا تقوم على ملاحظة الجزئيات بل هي أشبه بنمط يجب ملاحظته والاعتماد عليه كمعيار يقاس عليه الرضا، وحجم الإنتاجية وغيرها من التفاصيل الأخرى.
قواعد عامة
- الأساس الذي يجب الانطلاق منه هو النمط «المعتاد» لتواصل الآخر.. أي أن آلية تواصله العامة هي الأساس الذي ستقيس عليه كل التفاعلات الأخرى.
- كما هو الحال مع لغة الجسد الواقعية فإن لغة الجسد الافتراضية وإشاراتها قد تعني عدة أمور لذلك يجب وضعها كلها بالحسبان ضمن السياق الآني للأحداث.
- استخدام البريد الإلكتروني أو الرسائل الفورية يبدل آلية التخاطب إذ إن الجمل تصبح أقصر.
- بعض الأشخاص يفضلون التواصل الافتراضي على التواصل المباشر، وهؤلاء عادة يسهل قراءة لغة جسدهم الافتراضية؛ لأنهم يملكون شفافية لا يملكها غيرهم.
والآن.. لنقرأ لغة الجسد الافتراضية «المكتوبة»
- الكتابة كما يتحدث: الشخص الذي يكتب كما يتحدث يسهل قراءة لغة جسده الافتراضية؛ لأن التعابير التي عادة يستخدمها لفظاً للتعبير عن السعادة أو الانزعاج ستكون واضحة عند الكتابة.
- الرسالة المختصرة والغضب: الرسالة المختصرة ترتبط بالغضب، الانزعاج، والتململ من الآخر.
- عدم الاختصار: في حال كان الشخص الذي تتواصل معه قد قام بالرد عليك بجمل أسهب فيها بالحديث وكرر كلمة بمعنى واحد أكثر من مرة أو استخدم كلمات لا يحتاج إليها لتوضيح الفكرة فهذا يعني أنه سعيد أو راض جداً عن الموضوع الذي يتم الحديث عنه.
- التواضع والتواضع المبالغ به: من يستخدم كلمات محدودة تعبر عن التواضع هو كذلك. ولكن الشخص الذي يبالغ باستخدام الكلمات التي من المفترض أن تعبر عن تواضعه فهو شخص يجب التعامل معه بحذر؛ لأنه غير صادق وغير شفاف.
- اللغة، علامات الوقف، والقواعد: القواعد صحيحة، اللغة سليمة وعلامات في الوقف في مكانها بالضبط. هذه الفئة تعاني من هوس السيطرة.
- الرموز الانفعالية: تستخدم من أجل التعبير عن نوع محدد من المشاعر بشكل واضح للآخر حتى حين يكون الشخص لا يختبر هذه النوعية من المشاعر. أحياناً يتم وضعها بعد جملة مثيرة للجدل أو استفزازية بشكل مبطن، وعليه الرموز الانفعالية نادراً ما ترتبط بلغة جسد إيجابية، وغالباً ما تعبر عن سلبية وعدوانية.
- اختصار الكلمات: الشخص الذي يقوم باختصار الكلمات بشكل متكرر هو شخص يحاول أن يدعي أنه «شخصية مهمة». فهو يبلغك بأنه رجل مهم يملك ما يشغله وبالتالي لا يملك الوقت لكتابة الكلمة كاملة.
- الردود الرسمية جداً: بعض الرسائل تتطلب رداً رسمياً وبعضها لا يتطلب ذلك. ولكن إن كان الآخر يصر على اعتماد الردود الرسمية فهو بكل بساطة يعتبرك رمزاً للسلطة، وهو يظهر احترامه بتلك الطريقة.
لغة الجسد الافتراضية في بيئة العمل
في الواقع مبادئ لغة الجسد الافتراضية التي يجب البناء عليها أبسط وأكثر وضوحاً من لغة الجسد الواقعية. وهي تقوم على هذه الأسس التي يمكن للموظف وللمدير الاستفادة منها على حد السواء.
الالتزام بالتواصل: لغة الجسد الافتراضية الجيدة والتي ترسل إشارات إيجابية للآخرين هي الحديث خلال المكالمات الجماعية، استخدام الكاميرا من أجل القيام بمحادثات فيديو والرد على الرسائل الإلكترونية والرسائل الفورية خلال مدة زمنية مقبولة. هي مسؤولية مشتركة من قبل الموظفين والمدير قائمة على التجاوب، سهولة التواصل والقدرة على الاعتماد على الآخر. الالتزام بالتواصل يضع الأسس التي تؤدي إلى الثقة بين أعضاء الفريق الذي تفصل بينه وبينهم الحدود الجغرافية.
مراقبة الغياب: على المدير بشكل عام أن ينتبه إلى فترات غياب العامل عن بعد.. حتى ولو كان يقوم بما هو مطلوب منه. فإن كان يكسر نمطه المعتاد بين حين وآخر أو إن كان يتغيب عن الاجتماعات الروتينية الجماعية أو الفردية فهذا مؤشر على أنه مستاء من أمر شخصي أو مهني.
الاستماع إلى الصمت: موظف يقوم بكل ما هو مطلوب منه ويحضر كل الاجتماعات ولكنه صامت ولا يتحدث خلال المكالمات الجماعية، ويغيب لفترات طويلة لا يقوم خلالها بأي مبادرة للتواصل معك كمدير أو مع الزملاء الآخرين. قبل الحكم عليه عليك أن تعرف أي وسيلة تواصل يفضل ثم حدد نوعية المناقشات التي لا يتكلم فيها. الصمت وبعد ربطه بالإطار العام سيجعلك تفهم أي رسالة يحاول إيصالها لك.
انتبه بشكل مبكر لكل الدلائل: كل موظف يختلف عن الآخر، ولا يوجد كتيب عام يوضح لك آلية التعامل مع كل واحد منهم. الموظف السعيد يمكن لمس سعادته ولو كان على بعد مئات آلاف الكليومترات.. التعيس أيضاً. ولكن مع لغة الجسد الافتراضية من الأهمية بمكان التعامل مع الأمر بشكل مبكر.