اليوم الوطني السعودي.. هذه حكاية توحيد المملكة
تحتفل المملكة العربية السعودية في ٢٣ سبتمبر/أيلول من كل عام بالعيد الوطني. وهذا اليوم هو اليوم الذي تم فيه توحيد المملكة وتغيير اسمها من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها الى المملكة العربية السعودية. السعودية مرت بثلاث مراحل قبل أن تصل الى المرحلة التي هي عليه اليوم. التوحيد جاء من خلال المعارك التي خاضها الملك عبد العزيز ال سعود من عام ١٩٠٢ وحتى عام ١٩٣٢ وهو تاريخ إعلان المملكة. وتزامناً مع اليوم الوطني السعودي الـ٨٨ سنستعيد قصة توحيد المملكة وقيامها وتحولها الى دولة قوية مؤثرة في كل المجالات سواء على الصعيد العربي أو العالم.
الدول السعودية الأولى
المؤرخون يرجعون تاريخ الدولة السعودية الأولى الى محمد بن سعود بن مقرن الذي إستقر في الدرعية بعد تعيينه أميراً عليها عام ١٧٢٧. ثم أخذ في التوسع حتى إستقل بحكمه عليها عام ١٧٤٤ وقرر إعتماد الشريعة الإسلامي كأسلوب في الحكم بالتعاون مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب. خلال عهده عمل على تطوير الاحياء والمناطق الواقعة تحت حكمه. في العام ١٧٦٥ خلفه ابنه عبد العزيز محمد بن سعود الذي سار على درب والده في التوسع وامتدت غزواته الى العراق. القبائل الاخرى والسلطنة العثمانية إستشعرت الخطر فقررت التصدي له فقاموا بغزوات فشلت في تحقيق اهدافها. بعد إغتياله عام ١٨٠٣ خلفه ابنه الذي حكم ١١ عام حتى العام ١٨١٤ وثم تولى عبد الله سعود الحكم ولكنه حكم لخمس سنوات فقط لان السلطنة العثمانية تمكنت من إستعادة الدرعية.
الدولة السعودية الثانية
دمرت الدولة العثمانية الدرعية ولكن ومع إنشغالها بحروبها مع أوروبا ضعفت سلطتها على الاراضي السعودية فإشتعل الصراع على السلطة بين القبائل. هنا برز مجدداً تركي بن عبد الله بن محمد ال سعود الذي كان يحارب مع جيش عبد الله بن سعود اثناء حصار الدولة السعودية الأولى والذي فر وأصبح أميراً للرياض وأعلنها عاصمة للدولة السعودية الثانية عام ١٨٢٤. نجح تركي في تكوين فصائل لمقاومة العثمانيين وتمكن من الإنتصار عليهم عام ١٨٢٨. عرف عهده العدل والامان ولكن قتل بعد مؤمراة من قبل إبن عمه. إسترد فيصل بن تركي آل سعود الحكم و أوكل خالد بن سعود آل سعود بالإمارة. ولكن الصراع بين أبناء فيصل على السلطة وإنقلاب الأمراء على بعضهم البعض جعلها تضع وتسقط بيد العثمانيين مجدداً بعد معركة حريملاء.
الدولة السعودية الثالثة
بدأت عام ١٩٠٢ وما تزال مستمرة. في العام ١٩٠٢ دخل الأمير عبد العزيز بن فيصل آل سعود الرياض ليستردها ويعلن نفسه أميراً عليها. في شهر يناير تمكن الملك عبد العزيزمن إسترداد الرياض والعودة بأسرته إليها، ليبدأ صفحة جديدة من صفحات التاريخ السعودي، ويعد هذا الحدث نقطة تحول في تاريخ المنطقة لانه أدى الى قيام دولة سعودية قوية وحدت معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية.
معارك توحيد السعودية إستمرت ٣٠ عاماً بدأت عام ١٩٠٢ وإنتهت في العام ١٩٣٢. إستطاع الملك عبد العزيز ضم أراضي نجد وعرفت حينها باسم سلطنة نجد ثم تمكن من ضم مملكة الحجاز ليصبح ملكاً على مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها حتى عام ١٩٣٢ وهو العام الذي تم إعلان قيام المملكة العربية السعودية بحدودها المعروفة اليوم.
توحيد المناطق تم عبر السنوات من أهمها: جنوب نجد وسدير (١٩٠٢)، القصيم (١٩٠٤)، الأحساء (١٩١٣)، عسير(١٩١٩)، حائل (١٩٢١)، منطقة الحجاز في عام ١٩٢٥ وفي عام ١٩٣٠ تم استكمال توحيد منطقة جازان.
وفي التاسع عشر من شهر سبتمبر عام ١٩٣٢ ، أصدر أمر ملكي للإعلان عن توحيد البلاد، وتسميتها باسم المملكة العربية السعودية، إعتباراً من الخميس ٢٣ سبتمبر ١٩٣٢. وبالتالي وجدت دولة موحدة تحت تسعى للتطور والتقدم وتطبق الشريعة الإسلامية على أراضيها لتتحول خلال السنوات اللاحقة الى دولة قوية لها وزنها في كل المحافل العربية والدولية.
في المقابل المعارك التي خاضها الملك عبد العزيز لتوحيد السعودية هي :
معركتي الرياض (١٩٠٢) والدلم ( ١٩٠٣ ) ضد إمارة جبل شمر.
معركة جو لبن ضد قبيلة مطير عام ١٩٠٣.
معارك البكيرية (١٩٠٤)، الشنانة (١٩٠٤) ، روضة مهنا (١٩٠٦) ضد امارة جبل شمر.
معركة الطرفية ضد امارة جبل شمر وقبيلة مطير ومنطقة القصيم عام ١٩٠٧.
معركة كنزان ضد قبيلة العجمان عام ١٩١٥.
معركة جراب ضد امارة جبل شمر عام ١٩١٥.
معركة تربة ضد المملكة الحجازية الهاشمية عام ١٩١٩.
معركة حمض ضد إمارة الكويت عام ١٩٢٠.
معركة الجهراء ضد إمارة الكويت وإمارة جبل شمر عام ١٩٢٠.
معركة حجلا ضد إمارة ال عايض في عسير عام ١٩٢٠.
معركة النيصية ضد امارة جبل شمر عام ١٩٢١.
معركة حائل ضد إمارة حائل عام ١٩٢١.
معركة حرملة ضد إمارة ال عايض عام ١٩٢٣.
معارك الطائف ومكة المكرمة والمدينة المنورة ضد مملكة الحجاز عام ١٩٢٤.
معركة جدة ضد مملكة الحجاز عام ١٩٢٥.
معركة السبلة ضد الاخوان عام ١٩٢٩.
معركة القاعية ضد الاخوان وقبيلة مطير عام ١٩٢٩.
معركتي ام رضمة ونقير ضد الاخوان عام ١٩٢٩.
معركة تمر الادارسة ضد الاماراة الادريسية عام ١٩٣١.
في احتفالات المملكة باليوم الوطني الـ88.. كيف تقود السعودية "قطار التنمية" في الشرق الأوسط؟