أزمة جديدة لفيسبوك بسبب رفض الترويج للمواد ذات محتوى سياسي
لقد حدث الأمر مرة أخرى، حاولت منظمة اخبارية دفع مبلغ مادي لمنصة التواصل الاجتماعي فيسبوك من أجل الترويج لموادها الصحفية، التي شملت بعض المواد السياسية، ولكن إدارة فيسبوك رفضت، وأرجعت ذلك إلى أنه محتوى سياسي، ولا يمكن أن تروج له الشركة.
وقالت نجا نيلسن، كبيرة مسؤولي الصحافة في أورب ميديا، وهي منظمة صحفية غير ربحية تعمل مع ناشرين محليين وإقليميين لتبادل القصص ذات الأهمية، إن أي شخص على وجه الأرض قد يقرأ هذا المحتوى سيلاحظ أنه ليس له أي علاقة بالسياسة، وأوضحت أن المواد التي أرادت منظمتها الترويج لها عبر فيسبوك ما هي إلا صحافة نزيهة ووثائقية، لذا لا يوجد أي مجال للشك أو الحيرة.
المشكلة هنا حسب نيلسن هي أن منصة مثل فيسبوك مهمة للغاية في الترويج للمواد الإعلامية والمحتويات الصحفية، لذا إذا كانت خوارزميات فيسبوك ليست جيدة بما يكفي لمعرفة الفرق بين الدعاية ومادة صحفية جيدة، سيواجه مجتمعنا مشكلة كبيرة.
ما لا تعرفه عن عملة الدوجكوين الرقمية.. ظهرت كمزحة وسميت بعملة الكلب الإلكترونية
قالت نيلسن إن خوارزمية فيسبوك رفضت نشر صورة لصبي يسير عبر جبال من الفضلات البلاستيكية في الفلبين، كما أن فيسبوك رفض أيضًا نشر صورة لحرب فيتنام حصلت على جائزة بوليتزر لعام 2016، وأرجعت ذلك إلى أن هذه الصور محتوى سياسي.
ومن جانبه، يقول فيسبوك إن مقالة أورب من الممكن الترويج لها، ولكن إذا سجلت المنظمة نفسها في نظامه على أنها مُعلن سياسي، وقد يستغرق ذلك الأمر 10 أيام تقريبًا.
وما تزال فيسبوك تواجه انتقادات كبيرة بسبب دورها في التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية لعام 2016، ومنذ ذلك الوقت تغير موقف فيسبوك، وأصبح يطلب من أي منظمة تريد الترويج لموادها الصحفية التسجيل في سجلاتها والكشف عن هويتها الحقيقية، حتى لا يواجه أي انتقادات أو أزمات مرة أخرى.
منظمات عديدة تعاني من سياسة فيسبوك
ولا تعد منظمة أورب الناشر الوحيد الذي حاول الترويج لبعض المواد الصحفية التي رفضها فيسبوك نظرًا لتصنيفه لها على أنها محتوى سياسي، إذ أعلنت عدة منظمات ومؤسسات أن فيسبوك حجب المواد الخاصة بهم لأنهم تعاملوا معها على أساس أنها محتويات سياسية، ومن بينها منظمة بروبوبليكا الأمريكية غير الربحية.
كيف تكيّف الشركات موظفيها مع الأوضاع الجديدة بعد إجرائها تغييرات تنظيمية وهيكلية؟
ورغم تأكيد فيسبوك أنه سيعمل على ايجاد حل لهذه المشكلة، إلا أنها مستمرة في الحدوث.
حاول موقع فيسبوك إجراء بعض التعديلات، وإنشاء أرشيف اخباري منفصل من المواد السياسية، ومع ذلك يتعين على ممثلي المؤسسات الإخبارية التسجيل في سجلاته من خلال تقديم صورة شخصية، وتدوين عنوان المنزل خاصة إذا كانت المنظمة ترغب في نشر محتوى متعلق بـ20 مشكلة حددتها بدقة، ومن بينها القيم، والهجرة والإجهاض.
إلا أن الشيء الوحيد الذي أجمع عليه الكل هو أنه من الضروري أن يكون لدى فيسبوك طرق خاصة للتعامل مع المواد السياسية، ومن الضروري أيضًا أن يستخدم هذه الطرق بدقة.
التوقف عن شراء الإعلانات
وبسبب سياسته الغريبة، توقفت بعض المنافذ الإعلامية مثل مجلة نيويورك عن شراء إعلانات فيسبوك التي يمكن إساءة فهمها أو اعتبارها ذات محتوى سياسي، وفي الوقت نفسه توقفت بعض المنصات الإعلامية عن شراء إعلانات فيسبوك بالكامل.
قالت نيلسن إن منظمة أورب فكرت في الدفع لفيسبوك من أجل الترويج للمقالات مرة أخرى. وتابعت :"ولكن عندما تحاول إحداث تأثير عالمي، فيجب أن تتأكد من أنك تنشر المواد الصحفية الخاصة بك في مكان يسمح للمهتمين بها بالوصول إليها، والإطلاع عليها".
وتابعت:" أنا مُدركة تمامًا أن فيسبوك شركة خاصة، ولديها القواعد والقوانين الخاصة بها، ولكننا كمستخدمين علينا أن ننظر في القرارات التي يتخذونها".
تنشر منظمة أورب ستة تحقيقات سنويًا، وتنسق بشكل كبير مع شركاء ناشرين من عشرات البلدان لإعداد قصص تتناول نفس المحتوى. وتقول نيلسن إن التوقيت هو كل شيء، فعندما يمر أكثر من 24 ساعة على نشر قصتنا على مواقع شركائنا، وعندما ترفض مؤسسة مثل فيسبوك الترويج لها، فهذا سوف يضر المشاريع الصغيرة مثل مشروعنا.