ما العلاقة بين وجبة الغداء والقائد العظيم؟
أحيانا كل ما يحتاجه القائد العظيم أو المدير الماهر هو تناول وجبة غداء شهية ولذيذة، وتناول الوجبات في موعدها المناسب، ورغم بساطة هذا الأمر إلا أن كثيرين يجهلونه فيتخطون الوجبات ويكتفون بتناول طعام مُعلّب في اجتماع، أو تناول وجبة خفيفة في السيارة حرصًا على توفير الوقت، وتكريسه كله للعمل، وما لا يدركونه في هذه الحالة هو أن تخطي الوجبات يؤثر على الصحة ويُضعف من مهارات المدير والقائد.
ماذا يحدث لجسدك عندما تتخطى الوجبات؟
عندما لا تتناول كمية كافية من الطعام، تهبط مُعدلات السكر في دمك، ما يؤثر على قدرتك على التركيز والتفكير بوضوح، يستخدم عقلك الجلوكوز لكي يعمل بكفاءة، وإذا لم يكن هناك ما يكفي من من الجلوكوز فإن جسمك لن يعمل بنسبة 100 بالمئة، وستشعر بالإرهاق والتعب الشديدين، علاوة على التشويش.
ثانيا، إذا لم تتناول قدر كافي من الطعام فإن جسمك سيبدأ في انتاج مادة الكورتيزول، ما يجعلك تشعر بالتوتر الشديد، وقد تلاحظ إنك تشتهي تناول الكربوهيدرات. بالإضافة إلى ذلك، فإن تخطي الوجبات يتسبب في زيادة الوزن وبطء عملية الأيض.
وإذا لم تتناول قدر كافي من الطعام أو بقيت لفترة طويلة دون تناول طعام، فإن جسمك يذهب إلى ما يُسمى بـ"وضع النجاة"، ويجعلك ذلك تتناول كميات أكبر في الوجبة المُقبلة، أو ربما تقف أمام الثلاجة وتأخذ معك أي شيء تستطيع حمله.
كيف يؤثر تخطي الوجبات على طريقتك في القيادة؟
إذا أصبحت مُتعبًا وسريع الغضب ومرتبكا بسبب انخفاض مستوى سكر الدم في جسمك، فإنك لم تكون قادرًا على تقييم المواقف أو الأشخاص بطريقة عقلانية ومنقطية، وسينفد صبرك سريعًا، وأقل التصرفات ستدفعك نحو موجة من الغضب، وسيؤدي كل ذلك إلى فقدانك لحصة كبيرة من الاحترام والتقدير لدى موظفيك والعاملين لديك.
وإذا كنت مشغولاً للغاية وليس لديك فرصة لتناول طعام الغداء، فربما تأكل شيء صحي وبسيط وأنت تعمل، لكي تحمي نفسك من انخفاض مستوى السكر بالدم، ما يساعدك على المحافظة على تركيزك ونشاطك لأطول فترة ممكنة.
وعندما تنتهي من عملك، اذهب لتناول الطعام مع بعض الأشخاص وتفاعل مع زملائك وتحدث إليهم، لأن ذلك سيساعدك على تصفية ذهنك، ويعيد إليك تركيزك ويجعلك تعمل بنشاط.
شركات تُقدّر وجبة الغداء
تعلم بعض الشركات أهمية وجبات الغداء بالنسبة للموظفين والمديرين، لذلك تقدم وجبات شهية ومغذية لفريق العمل بالكامل، مثل شركات جوجل ودروب بوكس، وآبل، وجميعهم يقدمون وجبات غداء مجانية للموظفين، في كافيتريا جميلة ومُريحة تسمح للموظفين بالحصول على فرصة لتناول الطعام معًا، والتعرف على بعض.
عندما فتحت شركة فيسبوك أول مكاتبها كانت في إحدى القرى في سان أنطونيو، وكانت تطل على منظر طبيعي خلاب ورائع، وقالت إدارة الشركة إنها لديها رسالة واضحة وهي أنها تريد من موظفيها أن يصبحوا جزءًا من المجتمع، ولهذا السبب أعدت الشركة مكانًا مميزًا لتناول طعام الغداء، ووضعت قاعدة تمنع تقديم الطعام في المكاتب بنسبة تزيد عن 50 بالمئة عن المعتاد. ودعم فيسبوك بشكل كامل الموظفين ودعاهم إلى تناول الطعام في مطاعم مفتوحة مع باقي الناس.
نصائح مُفيدة
وفي كل الأحوال تأكد أنك لن تستطيع التفكير بوضوح أو اتمام مهام عملك باتقان إذا كانت معدتك خالية، ولذا لديك مجموعة من النصائح لمساعدتك على البقاء شبع دون إهدار وقتك:
1- اوعد نفسك بأنك ستتناول أي شيء في الساعة التاسعة صباحًا يوميًا، وفي الساعة الواحدة ظهر كل يوم، ولا يجب أن تكون وجبة كبيرة، ربما شيء بسيط مثل حفنة من المكسرات أو لوح شيكولاتة، ولكن عليك تناول أي شيء.
2- خصص يوم واحد في الأسبوع لتناول طعام الغداء دون فعل أي شيء آخر، اذهب إلى مكان هادئ، وأغلق هاتفك المحمول، وضعه جانبًا، وتناول وجبة تُحبها، وركز في مذاق كل مكون من مكوناتها.
3- اطلب من أحد الاصدقاء أو أحد أعضاء العائلة أن يتناولوا معك الغداء مرة أو مرتين يوميًا، لأنك بهذه الطريقة لن تستطيع تخطي الوجبة أبدًا.
4- عندما يحين موعد الغداء، اخرج من مكتبك وتمشى قليلاً أو تحدث مع شخص أو ربما شخصين لتغيير مزاجك، وتتمكن من التركيز مرة أخرى، وستلاحظ بعد انتهائك من تناول الطعام أن ذهنك أصبح أكثر وضوحًا، وأنك قادر على التركيز والتفكير بطريقة أفضل، وستتمكن من مواصلة عملك باتقان.