من هي "المستحاثة لوسي" وما سبب تسميتها؟
لا شك أن علماء الدين الإسلامي والعلم خاصة في الدول الغربية يتفقون في العديد من الاكتشافات الحديث منها والقديم ففي حين يحاول علماء الفيزياء والأحياء وغيرها من الأفرع العملية الأخرى وضع تفسير علمي يلخص ويكشف سر كل اكتشاف يرجع علماء الدين في البحث عن الأمور في القرآن الكريم والسنة النبوية المباركة ليكتشفوا وجود ترابط أو تنويه حتى ولو صغير عما اكتشفه البشر والعلم وبالتأكيد هذا أمر مثالي ورائع جداً لتكامل الدين مع العلم ولكن ربما من أهم القضايا التي لن يتفق فيها الجانب الروحي والعلمي هي نظرية التطور والمحاولات المستمرة التي يحاول فيها العلماء اكتشاف أصل البشر بداية من وضع نظرية التطور الطبيعي التي تعد أساس علمي يختلف عليه كثيرون والتي أسسها تشارلز داروين حيث تعتقد نظرية التطور بنشوء البشر وتطورهم من فصيلة أخرى وهي القردة أكثر الفصائل تشابهاً بالبشر ولعل اكتشاف وجود المستحاثة لوسي عام 1974 الكائن الأكثر قرباً للإنسان ساهم في اشتداد الصراع بين المؤيدين والمعارضين لنظرية التطور وما إذا كان البشر بالفعل تطوراً من فصيلة أخرى منذ 8 ملايين عام أم لا.
وبالنسبة للمستحاثة لوسي التي وجدت في إثيوبيا فإنها بلا شك أحدثت ثورة علمية اجتاحت جميع الفصول العلمية منذ اكتشافها لأول مرة بسبب اعتقاد العلماء الكبير في ذلك الوقت وهو ما ثبت صحته حتى الأن بأن المتسحاثة لوسي أكثر الكائنات التي تم اكتشافها تشابها للبشر من حيث العديد من الأمور التشريحية والجينية بالمقارنة بالهياكل العظمية التي تم اكتشافها قبل وبعد فترة اكتشاف الهيكل العظمي للمستحاثة لوسي .
وإذا كنت تسمع باسم المستحاثة لوسي Lucy the Australopithecus للمرة الأولى فإن التقرير التالي سوف يسلط الضوء على أبرز المعلومات لهذا الكائن الذي تم اكتشافه في القارة الإفريقية وتحديداً في إثيبوبيا أثناء عمليات البحث والتنقيب في قرية هادار الواقعة ق وادي أواش الإثيوبي .
1- ما هي المستحاثة لوسي ؟
المستحاثة لوسي هو اسم تم إطلاقة على مئات القطع الأحفورية العظمية والتي رمز AL 288-1 حيث تبين بعض الكثير من عمليات فحص الـ DNA بأن تلك القطع الأحفورية العظمية ترجع إلى هيكل عظمي لأنثى من مخلوقات hominin Australopithecus afarensis التي كانت تعيش على كوكب الأرض من 3.2 مليون سنة تقريباً وتتبع المستحاثة لوسي المكتشفة عام 1974 فصيلة من الرئيسيات التي تحتوي عدد من أنواع الحيوانات كالغوريلات والفصائل القردة بجانب البشر وهي الفصائل التي تشترك مع بعضها البعض بعدة صفات مثل أنها أولى المخلوقات التي تمشي باستخدام قدمين فقط بالإضافة إلى اشتراكها في الكثير من خواص الحمض النووي الـ DNA .
ولعل من أبرز المفارقات الغريبة فيما يخص الأحافير العظمية للهيكل العظمي الخاص بالمستحاثة لوسي أن تلك الأحافير المكتشفة لم تشكل سوى 40% فقط من الهيكل العظمي ولكن وعلى الرغم من ذلك تمكن العلماء بأن بقايا المستحاثة لوسي هي الأقرب إلى الإنسان وذلك لاستقامة العامود الفقري وثبوت مشي المستحاثة لوسي على قدمين فقط مثل البشر وكان يصل وزنها أثناء حياتها لنحو 29 كيلوغرام بينما يبلغ طولها 1.1 متر .
رغم التشابه الكبير بينهما.. لماذا انقرض الماموث واختفى نهائيا وبقيت الفيلة حتى الآن؟
2- لماذا تعد المستحاثة لوسي الأقرب إلى البشر ؟
كما ذكرنا من قبل فإن المستحاثة لوسي تعتبر الأقرب إلى البشر على صعيد استقامة العمود الفقري واستخدامها قدمين فقط في المشي ولكن الأمور لا تتوقف عند هذا الحد فقطع الهيكل العظمي التي عثر عليها للمستحاثة لوسي أوضحت بأنها كانت تمتلك عظام حوض مماثلة تماماً لعظام حوض البشر كما أن أطرافها العلوية والسفلية أيضاً تتماثل مع أطراف البشر وإن كانت تمتلك عقلاً بحسب حجم الجمجمة أصغر قليلاً من ما يمتلكه الإنسان العاقل ولكن حجم عقل المستحاثة لوسي وبحسب حجم جمجمتها هو الأقرب للبشر من بين جميع الأحافير التي تم اكتشافها في أوقات سابقة ولاحقة .
3- هل المستحاثة لوسي هي الوحيدة الأشبه بالبشر ؟
في الحقيقة أن المستحاثة لوسي ليست آخر أنواع الرئيسيات الأكثر تشابهاً للبشر التي تم اكتشافها ففي عام 2000 وجد العلماء مستحاثة متحجرة من نوع hominin Australopithecus afarensis وهو نفس نوع المستحاثة لوسي ولكن هذه المرة كانت لقردة صغيرة غير بالغة وتم إطلاق اسم سلام على الأحفورة التي استلزم استخراجها من الصخور 6 ساعات عمل متواصلة .
4- لماذا تم تسمية المستحاثة لوسي بهذا الاسم ؟
من الطريف في الأمر أن المستحاثة لوسي اكتسبت اسمها بمحض الصدفة البحتة حيث كان فريق البيتلز البريطاني الشهير يقيم حفلة في أرض معسكر التنقيب ويغني أغنية تحمل اسم "لوسي في السماء مع الماسات" ليتم بعد ذلك تسمية الأحفورة العظمية المكتشفة بعد ذلك باسم الإغنية الشهيرة لتزيد من شهرة اكتشاف المستحاثة لوسي .
ما هي الوجبة الأخيرة التي تناولها رجل الثلج وظلت متماسكة آلاف السنين؟
5- نظريات المعارضة للمستحاثة لوسي
على الرغم من أن العلماء يعتقدون بشدة بأن المستحاثة لوسي هي الأقرب إلى البشر دون شك بسبب عدة أمور من بينها المشي على قدمين والوجه المسطح إلا أن هناك رأي آخر معارض لتلك الفرضية وذلك لأن القرود اليابانية من نوع أورنتاغان وهي فصيلة متواجدة حتى الأن في اليابان تمتلك نفس الصفات كما استند معارضي نظرية المستحاثة لوسي بأن حجم دماغ الهيكل العظمي الذي تم اكتشافه عام 1974 أصغر من حجم دماغ البشر بجانب عدم ثبوت أي علامات على التمييز أو الذكاء البشري بالنسبة للمستحاثة لوسي حيث لم يثبت بشكل قاطع استخدامها للأدوات وإشعالها النيران وتصرفها مثل البشر القدامى وأخيراً يعتقد معارضي نظرية المستحاثة لوسي بأن تواجد 40% من هيكلها العظمي فقط لا يكفي من أجل طرح كل تلك النظريات حول القردة المنقرضة .