مغني الراب الأمريكي بيتبول: لا تكن أسيراً للمال بل مطارداً له
إنه مغني الراب كوبي الأصل والمعروف على الساحة الفنية والغنائية بـاسم"بيتبول"، فيما كانت باكورة حياة أرماندو بيريز أو بيتبول قد بدأت بحي كارلو سيتي في ميامي بعد هجرة والديه من كوبا في عام 1981.
بيبتول وعاصمة الكوكايين
وكانت مدينة ميامي بولاية فلوريدا مشهورة في تلك الفترة من الزمن بأنها عاصمة الكوكايين، كما يروي المغني الأمريكي بيتبول ويضيف قائلاً " كنت وقتها في عمر الخمس إلى ست سنوات، ودماغي كان أشبه بالأسفنج الذي يمتص ويكتسب كل ما يراه من أجواء محيطة"، و استطرد بيتبول القول مضيفاً " أنه كان يدرك جيداً ما تسببه هذه السموم فيمن قرر أن يخوض عالمها مشيراً إلى أن تلك المواد المخدرة تجعل من صاحبها إنسان ميت يسير على قدميه فحسب، فيما سيتحول مصيره في نهاية المطاف إما بالمكوث وراء القضبان، أو أن يتحول لشخص متوحش، أو أن يكون الموت حليفاً محققاً له".
وفي ضوء ما قصّهُ مغني الراب، بيتبول، الحائز على جائزة جرامي الغنائية خلال حوار تليفزيوني، أكد أيضاً أنه لم يستسلم ولم يكن أسير وضع والده مدمن المخدرات رغم صحبته له بالإكراه طيلة فترة طفولته لإحدي بارات احتساء الخمر وشرب المواد المخدرة بميامي لسرد القصائد والأشعار الكوبية، كما اعترف بيريز قائلاً: إن بيتبول ربما لم يأت ولم يُخلق بدون كفاح أرماندو بيريز ومواجهته لكل تلك الصعاب الحياتية بكل ما يمتلكه من إرادة وقوة ورغبة في التحرر والعلو.
اثبت وجودك مهما طوقتك الظروف
ومن الأمور التي أثارها فنان الراب في حديثه التليفزيوني رؤيته تجاه ما يمارس من اضطهاد على أصحاب العقول المبدعة نظراً للبيئة التي نشأوا بها وجعلت منهم أشخاص محدودي الإمكانيات ومتعرقلين بشدة إذا كانت لديهم الرغبة في اكتشاف هوياتهم بتخصصاتهم أو هواياتهم، إلا أنهم يسعون دوماً لصنع شئ يثبت وجودهم، كما حدث معه بالفعل باعتباره واحداً من أبناء ميامي على حسب تعبيره.
وفي إطار هذه المحور ترجم بيتبول، مقصده بإلقاء الضوء على إنجاز حققه وكان سبباً وراء إثبات أنه بالفعل حقق شيئاً يذكر به وله، وذلك عندما قرر التعامل كما يتعامل الفنانون المالتي مليونيرات وذلك بتعزيز اسمه بشراكات مع علامات تجارية كبيرة في عالم الموسيقي والغناء بالولايات المتحدة الأمريكية.
طارد المال بغرض استثماره فيما ينفع
هذا ويشير مغني الراب إلى أن أول نجاح يتذوقه في الموسيقي حصل في مقابله على مبلغ مالي كانت قيمته حوالي ألف وخمسمائة دولار، ووقتها قرر شراء سيارة لوالدته بـ ألف ومائتين دولار بينما ادخر ما تبقي من المبلغ،. وذلك ترسيخاً للمفهوم الذي نما عليه من الصغر السيد أرماندو بيريز وظل ثابتا لم تغيره موازين الحياة رغم تقلباتها وفيه يقول: لا تفعل أي شئ أبداً لمجرد تحصيل النقود، ولكن طارد هذه الورقة النقدية بغرض تشغيلها واستثمارها. مؤكدا أن ذلك المفهوم كان بمثابة درس حياتي قد عاونه على مداومة تحقيق النمو والتقدم بحياته حتي الوقت الراهن.
ويختتم مغني الراب بيتبول أو باسمه الحقيقي بيريز كلماته بالنصح موضحاً أن مطاردة المال بغرض يصب للصالح وليس العكس هو الأمر الذي ينبغي الوعي إليه، فيما أكد أن خوض غمار المطاردة مع النقود يعتمد في المقام الأول على تحديد ما ترغب في تحقيقه والإيمان به، ثم التخطيط لكيفية تحقيقه، ومن بعد تكريث الجهد لتفعيل خطوة النمو والتطور التي سيأتي حتماً معها بالتزامن العلو المادي المرغوب، محذراً في الوقت نفسه من ربط تحقق السعادة بجلب المال، قائلاً إذا كنت تعمل من أجل تحصيل المال في المقام الأول فأنت حقاً في مشكلة كبيرة ينبغي عليك الانتباه إليها قبل فوات الأوان".