شاهد| متحف طرشي الصغير.. عنوان أصيل لإحياء التراث السعودي
يعتبر متحف الثمانيني السعودي محمد طرشي الصغير الواقع في قرية رجال ألمع التراثية في الجهة الغربية من منطقة عسير جنوب السعودية من أبرز وأهم المتاحف الشخصية التي تمثل تعد إضافة إلى المشهد السياحي والثقافي في المنطقة خاصة والسعودية عامة.
لماذا يفضل المستشرقون الغربيون زيارة حائل في رحلاتهم للجزيرة العربية ؟
ويحتضن متحف طرشي بين جدرانه أكثر من 1000 قطعة من التحف الفنية والقطع الأثرية، التي تعود إلى ثقافات قديمة وأخرى معاصرة في المنطقة.
ويضم المتحف قاعات عرض دائمة، تشمل الوحوش المحنطة، وجناحا آخر يضم وسائل النقل وأدوات الزراعة، وهودج العروس ومطحنة حبوب من الحجر كانت تستعملها السيدات لطحن مختلف أنواع الحبوب.
ويستقبل المتحف عددا كبيرا من الزوار الأوربيين، بعضهم من منتجي الأفلام الذين يبدون إعجابهم بوالده، ويتبادلون معه الأحاديث الودية، ويرد عليهم والده بعفوية، كما يستعرض لهم الرقصات الشعبية الفولكلورية التي تمثل جزءاً من الموروث الشعبي الغني في المنطقة حتى أصبح السواح يقصدونه من جميع أنحاء العالم وعلى مدار العام.
منتجع «جراند ريزورت باد راجاز» الصحي.. عنوان الفخامة العالمية (صور)
وقد عُرف الصغير الذي يعمل بمهنة البناء بقريته باسم "طرشي الصغير" وهو مهتم بحفظ الموروث الشعبي، عشق التراث، وقضى أكثر من ربع قرن في الاهتمام بالسياحة والحفاظ على تاريخ المنطقة وتراثها، ولم يتوقف العم طرشي بعمره الثمانيني بمهنة البناء وحدها وإعادة التأهيل للقرية بل أصبح المرشد السياحي يستقبل كل الوفود من المملكة وخارجها بلغته التهامية الجميلة ومفرداتها الألمعية، وذلك كله دون مقابل .
وقال طرشي إن المتاحف تمثل الجانب المعرفي التاريخي ومحطة مهمة لإبراز البعد الإنساني لكل أمة في شتي مناحي الحياة، كما أنها قِبلة سياحية وتاريخ يعزز الهوية الوطنية،
وعن متحفه الخاص يوضح أنه جمع المقتنيات الأثرية في متحفه بجهود شخصية من أهالي القرية، من أجل الحفاظ على الهوية الوطنية وتقديمها للأجيال الجديدة في أبهى صورة.
يبلغ طوله 57 مترًا .. أطول ممر فوق الماء في خليج جيمباران (صور)
وتميز العم طرشي بروح دعابية جميلة فهو على رغم أنه ابن 87 عاماً لكنه يحمل روح الشباب، وهو محب للحياة، ولديه قدرة على الاستمتاع بها دون إفراط، كما أنه يتعامل مع الحياة ببساطة عبر فلسفة خاصة به، معتمدا على الطبيعة والغذاء الصحي، ويمارس دوره في المتحف كقناة ثقافية للتعريف بالموروث التاريخي للمنطقة.
كما اشتهر العم طرشي بعبارته الشهيرة «رب همة أحيت أمة» التي كتبت في الحجر في مدخل القرية التراثية قرية «رجال»، وصفه الأمير سلطان بن سلمان بالرمز السياحي، بل طلبه ليجلس بجواره في إحدى المناسبات، أحب قريته وتراثه، درس في قصر بدر وأصبح متحفه الشخصي بعد سنين طويلة.