متحف اتلانتيكو أول متحف تحت الماء في أوروبا
متحف اتلانتيكو
تم افتتاح متحف اتلانتيكو المائي والفريد من نوعه في 10 من كانون الثاني (يناير) 2017، والذي يعتبر أول متحف للنحت تحت الماء قبالة الساحل الجنوبي لجزيرة لانزاروت الإسبانية، إحدى جزر الكناري، واستغرق العمل على المتحف حوالي 3 سنوات، حيث أنه يتكون من 12 منشأة وأكثر من 300 مجسم للإنسان بالحجم الطبيعي وأطلق عليه اسم "البوابة"، حيث اكمل النحّات البريطاني جايسون ديكاريس تايلور منحوتاته الضخمة التي بدأ العمل عليها منذ كانون الثاني (يناير) 2014، وقد تم وضعها على عمق 12 إلى 14 متراً تحت الماء بما يسمح للغواصين برؤيتها من كافة المستويات.
ويشكل المتحف جزءاً من حديقة نباتية تحت الماء، ويضم مرآة كبيرة تعكس سطح الماء المتحرك للمحيط والتي رفعت على مجموعة من الدعائم تحتوي على حجيرات صغيرة و"محطات حية" تم تصميمها لكي تجذب الكائنات الحية البحرية المتنوعة مثل الأخطبوط، قنافذ البحر، والأسماك الصغيرة. وقد تم تصميم هذه التماثيل بهدف نشر التوعية البيئية وتسليط الضوء على قضايا البيئة البحرية. وقام تايلور بتصنيع المنحوتات من مواد محايدة لدرجة الحموضة وأسمنت بحري يمكنه تحمل مياه البحر لمئات السنين، وستشكل كل منحوتة شعاب اصطناعية تسهم في تعزيز الحياة البحرية التي شهدت بالفعل زيادة تقدر بما يزيد عن 200% في الكتلة الحيوية البحرية.
وتضم بعض هذه المنشآت 35 منحوتة تسير باتجاه البوابة التي ترتفع إلى 30 متراً في جدار ضخم يبلغ وزنه حوالي 100 طن، وقد أطلق عليها تسمية "العبور إلى روبيكون"، ومجسمات لرجال أعمال يلبسون بدلاتهم الرسمية ويلعبون في حديقة للأطفال، بالإضافة إلى مجموعة من المنحوتات التي تجسد مأساة اللاجئين في البحر المتوسط والتي حملت اسم " طوافة لامبيدوزا"، ومنحوتة "التلفيف الإنساني" التي تشكل دائرة واسعة تضم 200 منحوتة بالحجم الطبيعي وتجسد نماذج مختلفة من جميع الأعمار وكافة مجالات الحياة. واستعان تايلون بصياد محلي لتجسيد شخصية عمل "المحرقة الخالدة" التي تعبر عن المحرقة الجنائزية بينما تمثل المنحوتة اللحظة التي تغادر فيها الحياة جسم الإنسان، أما الأخشاب التي تشكل الحطب فعي تعبر عن الحياة البحرية.
وشارك في انجاز العمل فريق عمل كبير ضم العديد من الغواصين المحترفين الذين قاموا بوضع المنحوتات في أعماق البحر منذ بداية شهر شباط (فبراير) 2016، كما ساهم السكان المحليين والزوار والعديد من المهتمين بالمشروع في إنشاء هذه المنحوتات من خلال التموضع كتماثيل حية. ومن المتوقع أن يقدم المشروع دعماً كبيراً للاقتصاد المحلي، وزيادة إيرادات الغوص ومشغلي القوارب.
وبحسب تايلور فإن العمل يهدف إلى الاحتفال بعام 2017 على أنه لحظة تاريخية ترسم خطاً في الرمال وتذّكر بأهمية الحفاظ على المناخ والمحيطات قبل فوات الأوان، وقد وصف الفنان عمله على أنه بمثابة تحية إلى كل الأشخاص الذين تقبع أحلامهم وآمالهم في قاع البحر.