جلالة الملك عبدالله بن الحسين قائد سياسي متمرس
خالد الكركي
رئيس مجمع اللغة العربية الأردني
تولى جلالته الحكم قبل ثمانية عشر عاماً, بعد رحيل والده المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال, وجعل في أولوياته أن يتابع مسيرة البناء الوطني في المملكة التي أرسى قواعدها والده الملك, وقد أعطى في هذه السنوات نموذجاً فذاً للقائد والفارس والملك, وابن الأردنيين الذين عرفوه قائداً عسكرياً في جيشهم العربي, وصاحب حضور عالمي في المستويات السياسية والاقتصادية وغيرها, كما عرفوه في السنوات الأخيرة والمملكة محاطة بما ألمّ بالشرق الأوسط من أحداث وإرهاب وخراب, وكيف قادت حكمته الأردن إلى بر السلامة في أصعب الظروف والأيام الحالكة.
يعرف الناس في الوطن أن مواردهم شحيحة وطموحاتهم كبيرة لكنهم يدركون أيضاً أن قائدهم في الصف الأول لرد غوائل الزمان عنهم من فقر وبطالة وموارد تكفي للطموح الكبير.
أود, وقد عرفت جلالته وعملت رئيساً لديوانه, ونائباً لرئيس الوزراء, ووزيراً للتربية والتعليم وعضواً في مجلس الأعيان مما عمّق من إحساسي بأننا أمام رؤية تاريخية يود جلالته من خلالها صياغة الأردن الجديد, والقيام بكل ما يحتاجه ذلك من إصلاحات تشريعية وتعليمية واقتصادية, والدخول إلى المشهد الإنساني بأجيال الشباب الجديد التي تحرص على رؤيته, وتنفذ أبعادها على أفضل مستوى.
فيديو هذا ما فعله ملك الأردن في تدريب بالذخيرة الحية
مع الملك عبدالله نشعر بقرب القيادة منا, وأن همومنا وأحلامنا مودعة لديها وأننا شركاء في وطن واحد آمن وقوي, ودولة قادرة على قبول التحدي, وتَحْمِل أعباء الوصاية الهاشمية على القدس, والإصرار على حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية؛ يزيل الاحتلال ويعيد الأمن والسلام لأشقائنا في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها, ويفتح لهم الآفاق نحو دول مدنية ديمقراطية كما هو الحال في الأردن.
ولمّا كان الأردنيون على اختلاف توجهاتهم ومشاربهم السياسية والفكرية يشكلون تعددية نبيلة, فقد كان هذا عاملاً حاسماً في نضج الوعي الذي يمهّد لدولة ديمقراطية مستندة إلى الحرية, والعدل, والمساواة, واحترام حقوق الإنسان, والطموح إلى ما هو أعلى وأبعد في المسيرة الإنسانية, وقد جعل جلالة الملك من تسامحه وحزمه وحرصه على التقدم العلمي والتكنولوجي مقدمة للصورة التي نريد جميعاً أن يكون الأردن عليها, في تسامحه الديني, ووحدته الروحية والوطنية, وفتح الآفاق أمام الناس لحرية الرأي, وحرية الإعلام كله, ولتأسيس ما يزيد على خمسة آلاف مدرسة تضم مليوني طالب, وثلاثين جامعة تنهض بأسئلة المستقبل, خاصة في الجديد الضروري من العلوم في قطاعات الطاقة, والمياه, والطب, وقوة الجيش العربي حارس الوطن وحامي سيادته وأحلامه وطموحاته.
بعد ريونالدو ديكابريو..الطاهي التركي يثير اهتمام ملك الأردن
إن جلالته هو القادر على تفجير ينابيع الإبداع في أبناء الوطن, ودعم سَيْرهم جماعات نحو المستقبل, مع تعزيز الإبداع الفردي والاختراع, خاصة أن لدينا حقولاً تحتاج إلى إعادة نظر لتحديثها ومنها السياحة, والزراعة, والنقل, والإعلام, والبنى التحتية, وسائر جوانب الإصلاح السياسي والاجتماعي.
إنني لعلى ثقة أن جلالته يملك من قوة الصبر ومن الحسم ما يعطيه الرّضا بأننا معه ماضون نحو الآفاق الرحبة في وطن يتجدد ويكبر بقيادته وأهله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته