كصاحب شركة..هكذا تجعل موظفيك يقدمون أقصى ما لديهم بسعادة ! (إنفوجراف)
لا شك أن جميع رواد الأعمال من أصحاب الشركات والمؤسسات الاقتصادية يعلمون جيداً أن الموظفين السعداء هم الأكثر إنتاجاً فدون الدخول في تفاصيل عميقة في مجال علم النفس من المنطقي أن يمنح الإنسان جهده وطاقته لشيء يمنحه السعادة وهذا الأمر من الممكن أن ينطبق أيضاً على عالم المال والأعمال .
وبالعودة إلى العالم الواقعي مرة أخرى تعاني الكثير من المؤسسات والشركات من مشاكل كبيرة فيما يخص ضعف الطاقة الإنتاجية لموظفيها بشكل عام وهو الأمر الذي يؤثر بشكل كبير على أرباح الشركة وسمعتها .
فعلى سبيل المثال وجد استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث في عام 2016 بأن 30% من الموظفين الأمريكيين يتعاملون مع وظائفهم باعتبارها وسيلة لجلب المال فقط فهم لا يشعرون بالانتماء للكيان الاقتصادي الذي يعملون فيه ولا يمتلكون أي أحاسيس حول أنهم جزء من نجاح هذا المكان وأنهم العنصر الأهم بداخله .
وربما لا نستطيع توجيه الاتهام للموظفين على تلك المشاعر السلبية بمفردهم لأن أصحاب الشركات والمديرين وأي مسؤول داخل المؤسسة يتحملون المسؤولية الأكبر لهذه المشكلة ولقد أشارت سوزان هانولد نائبة رئيس مركز الخدمات الاستشارية الاستراتيجية في HCM بأن عدم شعور الموظف بالسعادة في عمله وعدم سعي أو حتى محاولة أصحاب الشركات لتوفير الراحة والتقدير للموظفين هي العامل الرئيسي المتسبب بسهولة ترك الموظفين الأكفاء والمؤثرين لأماكن عملهم للانتقال إلى مؤسسة أخرى امتيازات قليلة إضافية ووضع شركاتهم ومؤسساتهم الحالية في أزمة كبيرة بسبب ندرة المواهب والكفاءات التي يعاني منها سوق التوظيف في الوقت الحالي .
وكصاحب شركة فإن هناك العديد من الوسائل التي سوف تشعرك موظفيك بالانتماء وبأنهم جزء من كيان الشركة وذلك للمحافظة على أصحاب الكفاءات والموهبين منهم وضمان استمرارهم بداخل مؤسستك ورفع طاقاتهم الانتاجية إلى مستويات غير مسبوقة ..ومن أهم تلك الوسائل :-
1- إعطاء ردود فعل جيدة
على الرغم من أن الموظفين لا يفضلون كثيراً سماع التقييم السنوي لأدائهم خلال العام ولن يرغبوا في سماع التعليقات والملاحظات المتعلقة بهذا الأمر إلا أن هناك دراسة قام بها مركز الخدمات الاستشارية الاستراتيجية عام 2016 وجدت أن الموظفين لا يرغبون ليس لديهم أي مشاكل في سماع التعليقات السلبية والملاحظات على أدائهم لأنهم بحاجة إلى معرفة كيف يمكنهم النمو والارتقاء بمستواهم ولكن ما يهمهم فعلاً هو الأسلوب الذي يتم به التعليق على مستواهم وأدائهم .
ونصحت سوزان هانولد نائبة رئيس مركز الخدمات الاستشارية الاستراتيجية أصحاب الأعمال بالتواصل مع موظفيهم بشكل بناء بعيداً عن التشدد والصرامة المبالغ فيها مع الحرص على توجيه الثناء في الإيجابيات والنقد البناء في المواقف السلبية .
فالمحادثة الهادفة الاحترافية بين أصحاب الشركات وموظفيهم تساعد على الموظفين على التطور واكتساب المهارات .
تعرف على أعلى وأدنى بلدان الاتحاد الأوروبي أجوراً
2- الترقيات
أحد العوائق أمام المشاركة هو أن الموظفين يعتقدون أنه لا سبيل أمامهم لتسلق السلم الوظيفي والحصول على الترقيات الوظيفية مهما بلغوا من جهد وهو الأمر الذي بحط من عزيمتهم ويجعل طاقاتهم الانتاجية في أدنى مستوى لها وذلك لأنه من الطبيعي أن شعور الموظف بأنه يدور في دائرة مغلفة دون تذوق المزيد من النجاح والترقي إلى مراتب أعلى سوف يقتل داخله أي رغبة في بذل المزيد من الجهد .
وفي سبيل التغلب على هذا الأمر أضافت العديد من الشركات مسميات وظيفية جديدة مع تحديات وظيفية مختلفة قليلاً حتى يشعر الموظف بالتطور والنمو والتغيير وبأنه حقق النجاح والأن حان وقت تحدي جديد .
3- دورك في التطور !
ترى جينيفر مارتنن صاحبة مؤسسة Zest Business Consulting أن نفسية ومدى شعور المدير أو أي مسؤول عن فريق من الموظفين داخل الشركة عليها عامل كبير جداً على الجانب العملي والنفسي فيما يتعلق بالطاقة الانتاجية للموظفين بداخل الشركات المختلفة .
فالشخص المسؤول عن مجموعة من الموظفين إذا شعر بعدم الرضى عن وظيفته أو انتابه إحساس بأنه يعمل دون هدف معين بسبب الظروف المختلفة داخل الشركة وطريقة سير العمل بها فإن طريقة تعامله مع فريقه من الموظفين سوف تتأثر وتتجه نحو الأسوء بكل تأكيد وهو ما سيجعل الطاقة الانتاجية للموظفين تقل إلى معدلات سيئة .
وكصاحب مؤسسة اقتصادية هدفها الربح في المقام الأول يجب أن تستثمر في موظفيك مثلما تفعل في أموالك لأنهم الضمانة الأساسية للشركة من أجل تحقيق المزيد من الأرباح المادية لذلك توفير الراحة النفسية لمديري ومسؤولي الأقسام المختلفة داخل شركتك وتوسيع مداركهم وثقافتهم فيما يخص علم التنمية البشرية وكيفية التعامل مع موظفيهم نفسياً وتفجير طاقاتهم الإبداعية من أهم الأمور التي يجب القيام بها لضمان فريق سعيد ومبدع يحقق التقدم للشركة دائماً .
4- المرونة ومنح الامتيازات
تحلي الشركة بالمرونة مع موظفيها بشكل عام والتشبث بالروتين والاجراءات التي لا تعود بالنفع على الشركة وتؤذي الموظف على الجانب النفسي أمر في غاية الخطورة على تحقيق الحد الأدنى من السعادة والرضى للموظفين بداخل الشركة .
فعلى سبيل المثال وفي حالة عدم وجود ضغط أو ظروف خاصة أخرى للشركة يُفضل دائماً مكافأة الموظفين بمنحهم عطلات استثنائية أو إهدائهم بعض الهدايا الرمزية في المناسبات الاجتماعية أو الدينية تزيد من ارتباط الموظف بالشركة وإخلاصه لها وبذل كل الجهد الممكن من أجل تحقيق المزيد من النجاح للمؤسسة التي يعمل بداخلها فهو يعلم جيداً أنه سيجد التقدير من مؤسسته ومثلما يمنحها إخلاصه سوف تمنحه هي بالمقابل التقدير .
وعلى الرغم من أن الامتيازات السابقة تبدو بسيطة وغر مكلفة للشركة أو تؤثر على سير العمل فإن هناك بعض المؤسسات الاقتصادية الكبرى التي تقدم حوافز وامتيازات أكثر مثل تسديد الرسوم الدراسية لأبناء العاملين وتقديم العديد من المميزات الأخرى .
والأهم من تقديم الحوافز والامتيازات للموظفين هو اختيار الأنواع المناسبة منها وفقاً لكل موظف من حيث العُمر وحياته الشخصية ودرجته الوظيفية داخل الشركة .
30% تراجعا في الاقتراض بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا في 2017
5- اسأل الموظفين ماذا يريدون
بعد نجاح فريق الموظفين في تحقيق التقدم تلو الاَخر للشركة وإثبات التزامهم إخلاصهم الكبير للعمل يجب على المسؤول الحرص على ضمان استمرار توهج شعلة النجاح والإخلاص بداخلهم وذلك عن طريق سؤالهم عما ينقصهم لتحقيق المزيد من التقدم .
سواء كان ذلك بتوفير بعض وسائل الراحة داخل مقر العمل من مقاعد جديدة مريحة أو أجهزة أكثر تطوراً أو حتى جلب أنواع جديدة من المشروبات ودعوتهم على العشاء كفريق موحد بين كل فترة وأخرى .
وعلى الرغم من أن تلك الاجراءات قد تكلف خزينة الشركة إلا أنها تعود بالنفع الكبير جداً على سعادة الموظفين مما يعزز ويرفع من طاقاته الانتاجية إلى عدة أضعاف وهو بالتأكيد مع سيضيف المزيد من المال داخل خزينة الشركة في نهاية الأمر .