ماذا تعرف عن استخدام السيارات الكهربائية داخل المملكة؟ (فيديو)
أولت المملكة العربية السعودية أهمية كبيرة لتطوير صناعة السيارات وذلك في إطار جهودها الرامية لتنويع موارد الاقتصاد وتقليص الاعتماد على النفط، وقد وضعت المملكة اللمسات الأخيرة لاستقبال الطلبات التجارية لإدخال السيارات الكهربائية إلى أسواقها المحلية بعدما سمحت رسميا باستخدام السيارات الكهربائية داخل المملكة، إذ منحت شهادات مطابقة بشكل فردي لثلاث سيارات تم استيرادها للاستخدامات الشخصية، في حين سيتم السماح للتجار خلال خمسة أشهر من الآن تقريبا.
تكنولوجيا مبتكرة
ويأتي هذا القرار في ظل النجاح المتزايد الذي تسجله السيارات الكهربائية حول العالم بشكل كبير وزيادة مبيعاتها سنوياً مقارنةً بنظيراتها من السيارات الاعتيادية، لاسيما بعد أن باتت تكنولوجيا تصنيع الأنواع المتعددة منها مواكبة لظروف الطقس القاسية، وبخاصة بعد تطوير بطاريات يمكنها الشحن ذاتيا بالنسبة للسيارات الهجينة، وأخرى كهربائية بالكامل يمكن إعادة شحنها عبر محطات باتت عملية بنائها أكثر سهولة، وأقل تأثراً بارتفاع درجة الحرارة، إذ عادة ما تزود تلك البطاريات بمراوح للتهوية في نسختها القديمة، لكن التكنولوجيا المبتكرة جعلت من هذه البطاريات ملائمة لكل الظروف.
«بوابة السماء».. أقوى تحدي لـ«رينج روفر سبورت هايبرد » في الصين (فيديو)
شروط ولوائح
أشارت الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس والجودة إلى إمكانية استيراد سيارات كهربائية من الخارج، وذلك بمنح شهادة مطابقة تتوافر فيها جميع شروط اللائحة الفنية، التي اعتمدت أخيرا، مشيرة إلى أن المجال مسموح للاستخدامات الشخصية.
وقالت الهيئة على لسان متحدثها الرسمي طامس الحمادي، إن شهادات مطابقة، التي منحت لثلاث سيارات كهربائية تمت بالتنسيق مع مصلحة الجمارك، مشيرا إلى أن الهيئة تعمل على نشر متطلبات النماذج للأغراض التجارية.
وأوضح الحمادي، أن اللائحة الفنية للسيارات الكهربائية تم اعتمادها في مجلس الإدارة، وستدخل حيز التنفيذ في 2 يوليو 2018، فيما تقوم الهيئة حاليا بمنح شهادات مطابقة لهذه السيارات الكهربائية بشكل فردي بعد التحقق من استيفائها المتطلبات.
وأشارت إلى أن الهيئة تعمل في الوقت الراهن على نشر المتطلبات والنماذج الخاصة بالتقدم للحصول على شهادات المطابقة للسيارات الكهربائية بصورة تجارية.
بالفيديو: شاهد الفائز في سباق بي إم دبليو M5 ولامبورجيني Gallardo
من جهته قال المهندس سعود العسكر نائب المحافظ، في وقت سابق، إن تنفيذ اللائحة سيبدأ بعد ستة أشهر من إقرارها، وتشمل 30 نقطة فنية خاصة بمواصفات السيارات المسموح باستيرادها، تتركز معظمها على الأمن والحفاظ على البيئة، إضافة إلى نظام الصيانة والتخزين بما لا يضر السيارة.
مشروع تجريبي
وقعت الشركة السعودية للكهرباء سابقا اتفاقية تعاون مع ثلاث شركات يابانية لتنفيذ "المشروع التجريبي للسيارات الكهربائية في المملكة"، وهو المشروع الذي يهدف إلى تقييم وتطوير هذا التوجه، في ظل استراتيجية الشركة للتوسع في تقليل الاعتماد على النفط، وتعزيز معايير المحافظة على البيئة، من خلال تخفيض نسبة التلوث المصاحب للمركبات المشابهة التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي.
وتتضمن الاتفاقية تنفيذ مشروع تطوير شاحن كهربائي سريع للسيارات يستطيع شحنها في نصف ساعة، في وقت يوجد توجه عالمي نحو التوسع في هذا النوع من السيارات، وتبذل الشركات العالمية جهودا كبيرة للاستفادة المستقبلية منها على حساب السيارات التقليدية.
والمشروع يعد خطوة مهمة على طريق نقل التقنيات الحديثة الخاصة بالتوسع في استخدام الطاقة الكهربائية بوجه عام، وتقنيات السيارات الكهربائية بوجه خاص، وستشهد الفترة المقبلة مزيدا من الجهود لتقييم الاستفادة من مثل تلك التجارب الواعدة.
السعودية رابعا في استهلاك البنزين
كشف تقرير حكومي أن استهلاك السعودية من الطاقة يبلغ 4.7 مليون برميل نفط مكافئ يوميا تتكون من منتجات عديدة، مثل الغاز الطبيعي، وسوائل الغاز، والبنزين، والكيروسين، والديزل، وزيت الوقود، والأسفلت وغيرها، ويبلغ استهلاك البنزين السنوي في المملكة 90 مليون لتر يوميا.
وتحتل السعودية المرتبة الرابعة عالميًا من حيث معدل استهلاك الفرد للبنزين بعد الولايات المتحدة وكندا والكويت، حيث يبلغ استهلاك البنزين للفرد في المملكة 1037 لترا سنويا. ونما استهلاك الفرد للبنزين في السعودية بشكل متسارع تخطى 2.7 في المائة، سنويا على مدى الـ15 عاما الماضية، مقارنة بنمو قدره 0.4 في المائة في كندا، وانخفاض في كلٍ من أمريكا، وفرنسا، وألمانيا، وأستراليا، حيث يبلغ استهلاك البنزين في المملكة 2,755 لترا سنويا للمركبة الواحدة
شعبية جارفة
لا يمكن لأحد أن ينكر أن شعبية السيارات الكهربائية في العالم قد ازدادت بدرجة كبيرة في السنوات الأخيرة، نظرا لأهميتها كمركبات تعمل بطاقة نظيفة واقتصادية بعيدا عن الوقود التقليدي الذي تواصل أسعاره ارتفاعها بجنون، بالإضافة إلى الأزمات التي تحدث نتيجة عدم توافره في بعض الأحيان، وتلويثه الشديد للبيئة.
وتسعى عدد من الدول الأوروبية للتقليل من استخدام السيارات التي تعمل بالبنزين لصالح السيارات الكهربائية، والتي كان آخرها إعلان بريطانيا وفرنسا عن منع بيع السيارات المعتمدة على الاحتراق الداخلي وحده سواء كان ذلك من محركات ديزل أو بنزين بحلول عام 2040 وتبعتهما ألمانيا.
وسبقت هولندا الجميع بالإعلان عن وقف إنتاج السيارات البترولية على حدود عام 2025. كما أعلنت شركة «فولفو» أنها بصدد قصر إنتاجها على السيارات الكهربائية والهايبرد بداية من عام 2019. وأخيرا ظهر تقرير أميركي يتوقع نهاية السيارات البترولية الجديدة بعد ثماني سنوات من الآن مع تعميم للسيارات الكهربائية بداية من عام 2025.
وقبل أشهر قليلة صرح أنتوني رايمان مدير الاستراتيجية في شركة «جنرال موتورز» أن الصناعة سوف تتغير ويعاد تشكيلها خلال السنوات العشر المقبلة أكثر مما تطورت خلال الخمسين عاما الماضية. ويعد التقرير الأميركي حول توقعات التغيير المتوقعة في الصناعة وجهة نظر تأخذها الصناعة جديا لأنه صادر عن بروفسور اقتصاد في جامعة ستانفورد المرموقة اسمه توني سيبا. التقرير اسمه «إعادة التفكير في المواصلات 2020 - 2030».
صيحة جديدة
وتُعتبر السيارات الكهربائية صيحة جديدة في عالم السيارات، وذلك لأنها جاءت للقضاء على جيل كامل من السيارات التي كانت تعمل بالوقود المُسبب لعدة أضرار من شأنها تلويث البيئة من خلال العوادم التي تمتلكها، والحقيقة أنه لولا ظهور هذا النوع من السيارات قبل نصف قرن وتطوره الكبير خلال السنوات العشر الأخيرة لكان من الممكن جدًا أن تُصبح حالة الهواء الموجود في البيئة بحالة أسوأ مما هو عليها الآن.
وتعرف السيارات الكهربائية بأنها السيارة التي تتخذ الطاقة الكهربائية وقودًا لها، أو تلك التي جعلت الكهرباء بديلًا للوقود القديم كالفحم والبترول، وحتى الغاز الطبيعي بالرغم من أفضليته عن المصدرين السابقين، إلا أنه لم يصمد كذلك أمام جودة ونقاء الطاقة الكهربائية وقدرتها على تسيير أكبر عدد من السيارات بأقل قدر ممكن من الطاقة، وليس أي نوع من أنواع الطاقة، بل الطاقة الكهربائية التي يتواجد أكثر من ألف مصدر للحصول عليها، حتى الشمس قادرة كذلك على إمداد السيارات بالطاقة التي تحتاجها من أجل تسيير أمورها.
بداية السيارات الكهربائية
بداية السيارات الكهربائية وتطورها كانت هيني كيلوات أول سيارة تعمل بالكهرباء في العالم، فبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بدأ البشر محاولة إصلاح ما أفسدته هذه الحرب اللعينة، وكان الهواء الملوث من عوادم سيارات ودبابات وطائرات الحرب على رأس قائمة الإصلاح تلك، لذلك بدأ الاتجاه نحو السيارة الكهربائية في عام 1947، وذلك استنادًا إلى عدم اشتمالها على عادم من شأنه تلويث الهواء، لكن هذه السيارة تم تطويرها للاستخدام فيما يتعلق بشئون الفضاء، لذلك كانت باهظة الثمن ولم تلق إقبالا.
وتطورت صناعة السيارات الكهربائية بصورة لافتة في السنوات الأخيرة، حيث تمكنت الشركات المنتجة لها من ابتكار مركبات بمواصفات عالية ولا تحتاج إلى أي نوع من أنواع الوقود التقليدي، كما انخفضت تكلفة هذه السيارات وتكلفة تشغيلها أيضاً نتيجة الهبوط الكبير في تكاليف إنتاج البطاريات التي تقوم بتسييرها.
وتعد شركة تيسلا موتورز وهى شركة تقع في كاليفورنيا في الولايات المتحدة من اشهر الشركات العالمية المتخصصة في صناعة السيارات الكهربائية والمكونات الكهربائية للقطارات الكهربائية. وتشتهر بإنتاجها لسيارات كهربائية من نوع سيدان
مبيعات قياسية
تُسجل مبيعات السيارات الكهربائية طفرة كبيرة على مستوى العالم منذ سنوات، وتشير الأرقام المتاحة إلى أن مبيعات شهر نوفمبر الماضي، حققت رقما قياسيا إذ بيع 141 ألف سيارة، بزيادة 72 في المائة مقابل الشهر ذاته من عام 2016، بينما تجاوزت المبيعات في 11 شهرا من العام الماضي مليون سيارة على المستوى الدولي لتصل إلى 1039114 مركبة.
وتشير بعض الأرقام الأولية إلى أن مبيعات الشهر الماضي قد تصل إلى 160 ألف سيارة كهربائية على المستوى العالمي، ليبلغ إجمالي مبيعات العام الماضي 1.2 مليون سيارة.
فيما كشفت بيانات صادرة عن وكالة بلومبيرج لتمويل الطاقة الجديدة، أن مبيعات سيارات الطاقة الكهربائية والهجينة توسعت إلى 287 ألف سيارة في الأشهر الثلاثة المنتهية في سبتمبر من العام الماضي، بارتفاع بنحو 63% عن مستويات نفس الربع في العام الماضي. وعلى أساس فصلي، نمت مبيعات السيارات الكهربائية بنحو 23%.
وساهمت الصين بنصف مبيعات سيارات الطاقة الكهربائية العالمية، وذلك بعد أن تضاعف سوقها هناك، بالتزامن مع جهود الحكومة لمكافحة تلوث الهواء.
وتتوقع الوكالة أن تتخطى مبيعات السيارات الكهربائية مليون وحدة للمرة الأولى خلال العام الجاري.
من جهة أخرى تؤكد تقديرات الخبراء في مجال صناعة السيارات، أن العالم سيشهد طفرة في أنواع السيارات الكهربائية المتاحة للمستهلكين خلال الأعوام الخمسة المقبلة، ويتوقع الخبراء أن تشهد الأسواق منافسة حادة بين ما يزيد على أكثر من 100 نوع من تلك السيارات الحديثة.