كيف تعيد الغموض والسحر الى العلاقة طويلة الأمد ؟
بداية العلاقات هي دائماً الأجمل ولسبب بديهي.. فالغموض يكون في ذروته.
الغموض في العلاقات له تأثيره السحري فهو يجعلها أشبه بلغز جميل يحتمل كل الإسقاطات التي تحلو للشخص وتروق له، صحيح أنه قد يتضح لاحقاً أن هذه الإسقاطات غير صحيحة ولكن على الأقل يكون الشخص قد إختبر فترة رائعة ثم لاحقاً يتمكن من التأقلم مع الواقع ويتقبل الآخر على ما هو عليه.
الغموض يصبح في حده الأدنى كلما طالت مدة العلاقة، وهذا أمر طبيعي وذلك لأن كل طرف يكون قد أصبح على دراية تامة بشخصية الآخر وبكل تفاصيلها صغيرة كانت أم كبيرة.
المحافظة على الغموض رغم مرور سنوات طويلة على العلاقة قد يبدو من الامور الصعبة، ولكنه ليس كذلك لأن نوعية الغموض المطلوب في العلاقات الطويلة الأمد يختلف كلياً عما هو عليه في بدايات العلاقة وبالتالي المطلوب هو مقاربات مختلفة تعيد الحيوية والسحر الى العلاقة.
الإستمرار بإستكشاف الذات
الغالبية وبعد الإرتباط لوقت طويل أو بعد مرور فترة طويلة على الزواج تتوقف عن القيام بما تحب القيام به لانها إما تنشغل بالأمور الحياتية اليومية أو لأنها تصبح في مرحلة التماهي الشبه الكلي مع الآخر بحيث ينسى كل شخص ما الذي يعجبه كفرد. هذه المقاربة لا تقضي على الغموض فحسب بل تمهد الطريق لموت العلاقة أيضاً. على كل ثنائي الإستمرار بإستكشاف الذات، فنحن في نهاية المطاف ننمو ونتغير ودائماً هناك الجديد.. فعوض طمسه وقتله يجب تنميته.
تقدير الإهتمامات المنفصلة
الإهتمامات يجب أن تكون مشتركة الى حد ما بين أي ثنائي لان هذه النقطة هي هامة جداً لنجاح أي علاقة.. ولكن يجب أيضاً المحافظة على الإهتمامات الخاصة التي تختلف كلياً عن إهتمامات الشريك كما يجب تشجيع الآخر على ممارستها. هذه النقطة هامة للغاية لأنها تسمح لكل طرف في العلاقة بالنمو كفرد بعيداً عن الآخر، وهذا النمو من شأنه أن يخلق جوانب جديدة على الآخر التعرف عليها وإكتشافها من جديد.. وهذا يعيد السحر كله الى العلاقة لأنه ما ينفك يضيف كل ما هو جديد إليها.
المحافظة على العفوية
إبقاء الغموض حياً يرتبط بإعادة إدخال عنصر المفاجأة الى العلاقة. الروتين لا يقتل فقط الغموض بل العلاقة كلها لأن كل شيء بات متوقعاً.. التصرفات، الأفعال وردات الأفعال كلها تصبح من الأمور التي يتوقعها الشريك قبل ان تحصل. العفوية من شأنها ان تعيد كل ما هو غير متوقع الى العلاقة وبالتالي إدخال السحر والغموض اليها.
لا تفصح عن كل الأسرار
نحن لا نتحدث هنا عن عدم الإفصاح عن الأمور الأساسية التي تؤثر وبشكل مباشر على العلاقة بل عن الأمور غير المؤثرة التي لا تضيف شيئاً الى العلاقة في حال تم الكشف عنها. الكشف عن كل شيء يجعل الحدود غير واضحة وبالتالي تجاوزها للغاية، وحين يتم ذلك فنحن نتحدث عن نهاية الخصوصية وما ينجم عن ذلك من مشاكل تؤثر وبشكل كبير على العلاقة. مثلاً لا داع لكشف كل شيء عن الأشخاص في حياتك كالأصدقاء وأفراد العائلة.. فهذه الأمور لا تأثير مباشر لها على علاقتك بها بل هي أقرب الى تحفظ مطلوب وضروري.
الإهتمام بالشكل الخارجي
أي ثنائي سواء إرتبط رسمياً أو ما زال يعيش قصة حب طويلة يميل الى إهمال طلته بعد مرور سنوات على العلاقة. الراحة مطلوبة ولكن ليس لدرجة الإهمال لان ذلك يعني أن الثنائي أصبح في مرحلة يعتبر فيها الآخر من المسلمات.. وهذه المرحلة هي بداية موت العلاقة. الإهتمام بالشكل الخارجي يدخل عنصر الإثارة الى العلاقة، العاطفية والجنسية.. ناهيك عن واقع أن الشخص الذي يعتني بطلته الخارجية يشعر بشكل أفضل حيال نفسه ما يعني أنه يمكنه منح الآخر هذه المشاعر الإيجابية. العناية بالطلة الخارجية تبقي العلاقة في حالة من الإنتعاش.. والانتعاش هذا يؤدي الحماسة والترقب.
الإبتعاد عن العلاقة الحميمة الروتينية
لعله الجانب الأكثر تأثيراً على الحيوية في العلاقة والمساهمة في إعادة الغموض إليها. فكما هو معروف ما يحدث داخل غرفة النوم يؤثر وبشكل كبير جداً على مختلف جوانب العلاقة.. هناك الكثير من الأمور التي يمكن تجربتها والكثير من المشاعر التي يمكن إختبارها. العفوية وحس المغامرة يمكنهما أن يؤديا الى إعادة إحياء العلاقة .
النفور الجنسي يقض مضجعكما؟ هكذا تمنعان انهيار العلاقة الزوجية!
الطفل داخل كل واحد منكما
نعم.. الحياة منهكة والمسؤوليات والضغوطات اليومية تجعل الشخص يشعر وكأنه شاخ قبل أوانه ولكن حان الوقت لإخراج ذلك الطفل الموجود في داخل كل واحد منكما. أهمية القيام بذلك هو أن المقاربة هذه تسمح للثنائي بالإستمتاع بالقيام بالأمور معاً. وفق الخبراء كلما تمكن أي ثنائي من الإستمتاع برفقة بعضهما البعض كلما كانا أكثر ميلاً للإستمتاع بالحياة الجنسية أكثر وبالتالي رفع مستوى الحميمة ومشاعر الحب والإرتباط.
الحس الطفولي والرغبة بالإستكشاف والإستمتاع تعني أن كل واحد منكما يظهر للاخر جانباً لم يعرفه من قبل.