تعرف علي قاعدة الـ«20-80».. ولماذا هي الأنسب دائما لتحقيق النجاح ؟!
في الحياة العملية والاجتماعية لا يوجد هناك وقت للصدفة فكل نجاح وكل إنجاز اقتصادي وعملي أو اجتماعي تقف خلفه استراتيجية واضحة وقوية تضمن تحقيق المعادلة الصعبة ما بين الجهد المبذول والنجاح الذي يتم تحقيقه .
وليس فقط في مجال الاقتصاد بل في جميع مجالات الحياه لا بد من تواجد استراتيجية ما تنظم الأمور وتحتويها بشكل جعلنا أكثر ذكاء في بذل الجهد وأكثر نجاحاً في تحقيق النجاحات العملية والعلمية والاجتماعية بكل تأكيد فموازنة نسبة الجهد مع النجاح ليس من الأمور السهلة .
وفي ظل وجود المئات من الاستراتيجيات برزت نظرية أو قاعدة 20-80 والتي أسسها الاقتصادي الإيطالي الكبير "باريتو" وكان ذلك في عام 1897 وتنص تلك الجوهرة التي لا يخبو بريقها في عالم الأعمال وغيره من المجالات الأخرى على أن 80% من النجاحات أو الأهداف يتم تحقيقها بالتركيز على 20% من الأسباب ولكن ما معنى هذا الأمر ؟! .
شريكة النجاح.. تلك هي الكتب التي غيرت حياة الشخصيات الأنجح عالميا !
بإمعان النظر على نظرية 20-80 نجد أنها تتواجد في كل مجال نخوضه داخل يومنا ا الطبيعي داخل الشركات أو المتاجر وحتى داخل منازلنا والشوارع وحتى التوزيع الجغرافي للسكان فعلى سبيل المثال داخل الشركات يتم إسناد 80% من مهام الشركة إلى 20% فقط من الموظفين الناجحين بينما يقوم 20% من الموظفين بباقي الأعمال أما في المتاجر المختلفة التي تكتظ بالبضائع يدرك التاجر جيداً أن هناك نسبة ربما تصل إلى 80% من إجمالي دخله تأتي بسبب الضغط على سلع حيوية معينة لا غنى عنها .
أما في المنزل فلاشك أننا نقضي 80% من الأوقات في أماكن محددة داخله لا تتجاوز 20% من مساحته بالحديث عن الجانب الجغرافي فربما تواردت في ذهنك بعض التساؤلات الغريبة عن سر تزاحم 80% من عدد السكان في مساحة جغرافية لا تزيد عن 20% من حجم المدينة أو الدولة التي تعيش فيها .
وبعد ذكر العديد من الأمثلة عن سبب تسمية استراتيجية الإيطالي "باريتو" بهذا الاسم وما الذي تعنيه حان وقت تعلم كيفية تطبيقها في مجالات الحياة المختلفة لمساعدتك في تحقيق أحلامك بأقل جهد ممكن .
فعلى سبيل المثال إذا كنت تاجر وتمتلك في متجرك 10 سلع من بينها 3 سلع أساسية تؤمن لك النسبة الأكبر لإجمالي الدخل الخاص بك فإنك يجب أن تقوم بتركيز 80% من جهدك على الـ 3 منتجات الأهم بينما توزع الـ 20% المتبقية على الـ 7 منتجات الأقل أهمية أو تأثيراً في إجمالي دخلك الخاص .
أما إذا كنت لاتزال في مرحلة الدراسة وليس لديك متسع من الوقت لدراسة مقرر معين أو مادة دراسية تواجه صعوبة كبيرة بها فيجب وبعناية شديدة أن تتطلع على الأسئلة المهمة للمادة والأكثر تواجداً في الاختبارات وتقوم بتركيز 80% من مجهودك في فهمها واستيعابها وتوزع الـ 20% المتبقية على باقي المعلومات الدراسية التي تتواجد داخل المادة .
أما في الحياة العامة فلكل شخص طموحات وأهداف مختلفة ولكل منها أهمية وأولوية مختلفة بالنسبة له لذلك تحديد الأهداف الطموحات الأهم التي لها الأولية بالنسبة لك عن باقي الأهداف الأخرى ومنحها 80% من مجهودك وتفانيك وبتخصيص 20% من المجهود على الأهداف الأقل أهمية أمر هام يحقق لك النجاح بكل تأكيد فعلى الأقل سوف تضمن الوصول إلى مبتغاك الأكثر أهمية لك في الوقت الحالي .
وكما هو يتضح من استراتيجية 20-80 فإنها تدور حول تحديد جميع النقاط والعناصر التي يجب أن نقوم بها بدقة ثم نختار أهم النقاط والتي تمثل أولوية بالنسبة لنا لنمنحها 80% من المجهود ثم يتم توزيع الـ 20% المتبقية على النقاط الأثل أهمية والفرعية الأخرى .
ومن أجل الوصول إلى أعلى قمم النجاح في أي مجال تخوضه عليك من أن تزيل كافة الحواجز والحدود في حياتك فيجب أن تعلم أنه لا يوجد شيء غير قابل لتحقيق بسبب وجود العراقيل فإي شيء وكل شيء يمكن تحطيمه طالما أراد الإنسان ذلك لذلك عليك بالانضباط والصدق الشديد فيما تريده وامتلاك رؤية ثاقبة في مدى أهمية وجدوى تحقيق النجاح في المجال الذي اخترته وما التأثير الذي سوف يحدثه في حياتك وذلك حتى لا تضيع الوقت دون فائدة في أمر لا يضيف لك الكثير على المستويات العملية أو العلمية والاجتماعية.