ريتشارد الأول ملك إنجلترا.. الأسد الذى قتلته نملة!
لم تكن نهايته فى حروبه التى تميزت بالشراسة، ولا فى معاركه ضد غريمه فيليب أغسطس، ولا حتى فى رحلاته البحرية الخطرة، وإنما من سهم أطلقه شاب صغير فى معركة هينة أمام متمردين كان أصغر قواد ريتشارد قادرًا على رد تمردهم!، فكيف كان ذلك؟
عقب توقيع معاهدة الصلح مع صلاح الدين عام 1192 م، ترك ريتشارد فلسطين قاصدًا إنجلترا، لم ينس حُبه للغزوات الاستعمارية، ليتوقف فى قبرص، ونجح فى الاستيلاء على جيوشها، وعين “جى دى لويزينيان” ملكًا عليها.
ورست سفن ريتشارد عند مدينة ساحلية فى اليونان، مُتخفيًا فى زى أحد فرسان الهيكل؛ لخداع جواسيس فيليب والإمبراطور الرومانى المنتشرين فى كل مكان، لعبور جبال الألب، لكن على مشارف مدينة فيينا سقط فى قبضة رجال الدوق النمساوى ليوبولد، الذى حصل على ستين ألف ليرة من الفضة مقابل تسليم ريتشارد إلى الإمبراطور الألمانى، وأُعلن أن فدية إطلاق سراح ملك الإنجليز مقدارها مائة ألف مارك فضى، وظل فى سجنه عامين، حتى جمعت الفدية من كل مقاطعات إنجلترا ونورماندى وسُددت للإمبراطور الألمانى، وأطلق سراحه فى الرابع من فبراير 1194م، عائدًا إلى إنجلترا.
وبعد مرور خمسة سنوات بعد ذلك الوقت فى 1199م، فقد تمردت إحدى المدن الصغيرة، فأصر ريتشارد على الخروج بنفسه لسحق هذا التمرد، رافضًا الاستسلام أو العفو عنهم، وأمام القلعة بدأ ريتشارد يعد للهجوم على القلعة، وفى إحدى جولاته أطلق أحد الرماة سهمًا أصاب ذراعه، ولكن ريتشارد لم يهتم بجرحه وقاد هجومه على القلعة، وتضخم جرحه خاصة بعد فشله فى استخراج السهم وتُورم الذراع وأصابته “الغرغرينة”، التى تفشت فى جسده وتسببت فى وفاته فى 6 أبريل 1199م.
وتبين بعد ذلك أن رامى السهم كان فتى صغير، قال: “إن ريتشارد قتل أباه وأخويه، وأنه أراد أن يثأر لهم”، ووقتها قيل عن موت ريتشارد بهذه الطريقة أنه “الأسد الذى قتلته نملة”.