الكويتي محمد الوسمي: هذا ما يحتاجه الاعلامي ليبدع
الكويت- فادية الزعبي:
لفت محمد الوسمي المذيع الكويتي ومقدم البرامج الحيوية في تلفزيون الكويت الأنظار إلى النجاحات المتتالية التي يحققها في مسيرته الإعلامية. وخير مقياس لنجاحه هو الأعداد المتزايدة من المشاهدين الذين يتابعون برامجه ويشيدون بما يتمتع به هذا المذيع من ثقافة واسعة، وسرعة بديهة، وقدرة على إدارة حوار حيوي ومفيد، وإطلالة تريح النفس.
لم تأت نجاحات الوسمي هذه على طبق من فضة،بل جاهد، ودرس، وقرأ، وتابع كل ما يفيد في تكوين شخصية المذيع الناجح؛ فحصل أولاً علىالبكالريوس ثم الماجستير تخصّص إذاعة وتلفزيون، وصحافة،وعلاقات عامة. واضعاً بذلك الأساس العلمي لعمله. وأثناء عمله التحقبالعديد من الدورات الإعلامية واللغوية.ولم ينقطع عن القراءة بوصفها ثقافة عامة، ومواضيع تتعلق ببرامجه.
ويقول "كنت أحلم عندما كنت صغيراً بأن أكون مقدم برامج في إحدى القنوات، ولهذا كرّست حياتي الدراسية للإعلام وتخصّصاته الجميلة، كنت أهتم بشغف لمعرفة كل تخصص يقع تحت مسمى الإعلام"..".
وجد المذيع ومقدم البرامج محمد الوسمي نفسه في الموقف الذي يجيب فيه عن أسئلة "الرجل"، وهو الذي تعوّد على توجيه الأسئلة إلى ضيوف برامجه، ورغم ذلك، جاءت ردوده متكاملة وسهلة وبلا إرباك.
- ما الذي دفعك للعمل في المجال الإعلامي؟
- العمل الإعلامي عشقي منذ الصغر وتحديداً في عالم تقديم البرامج، كنت أحلم عندما كنت صغيراً بأن أكون مقدم برامج في إحدى القنوات. ولهذا كرّست حياتي الدراسية للإعلام وتخصّصاته الجميلة (الإذاعة والتلفزيون، الصحافة،العلاقات العامة). كنت أهتمّ بشغف لمعرفة كل تخصّص يقع تحت مسمّى الإعلام، إلى أن تحقق حلمي، بفضل الله تعالى، بإنهاء البكالوريوس في الإعلام، ومن ثم إنهاءدراسة الماجستير في التخصصنفسه. وبعد الانتهاء من الدراسة، اتجهت للعمل في تلفزيون دولة الكويت الذي يعدّإحدى كبرى المدارس الإعلامية في المنطقة.
- من هم قدوتك في المجال الإعلامي؟
- قدوتي الناجحون بلاشك، كل إعلامي ناجح ترك بصمة في الوسط الإعلامي هو قدرة لي، والإعلام العربي يزخر بالأسماء الناجحة التي تركت أثراً كبيراًفي الأداء والتقديم وإجادة فن الحوار. بل هناك أسماء أصبحت مضرب مثل من خلال مسيرتها في العمل الإعلامي.
وأنا أرى أن الناجح هو الذي يعرف كيف يختار طريقه، وكيف يعدّ نفسه للنجاح. ويخلص في عمله، فيقدم ما يليق بالجهة التي يعمل بها، وما يليق بشخصه. فيصنع له اسماً نفتخر به نحن الإعلاميين الجدد.
- ما المؤهلات التي يفترض أن تتوافر في الشخصية الإعلامية التلفزيونية؟
- من خلال تجربتي البسيطة أيقنت أن التخصص في الإعلام مطلوب، وقد يكون دفعة حقيقية إلى الإمام لأي شخص يعمل في الإعلام، لأن أساسيات العمل الإعلامي وأخلاقياته نجدها في مناهج الدراسية في تخصّص الإعلام. وهي تعدّ مفاتيح العمل الإعلامينستخدمهاخلال ممارسة العمل فيما بعد، فالثقافة شيء ضروري وأساسي لكل إعلامي،وهي أرضية قوية لكل ممارس مهنة الإعلام. لا يستطيع الإعلامي الناجح أن يواصل نجاحاتهالإعلامية بغيرثقافة.
- تزخر القنوات الفضائية الكويتية بوجوه كويتية شابة، فما سبب اندفاع الشباب للعمل في هذا المجال؟
- رغم مشقة المهنة فإنها مشوّقة وجميلة، فمجال الإعلام جميل وحافل بالتجديد من خلال عرض المواد الإعلامية للمتلقي في جميع مواضيع الحياة. والشباب الكويتي يمتلكون حيوية ودافعاً كبيرينللعمل في الأعمال التي تحتوي على تجديد دائم. وقد يكون هذا الطابع والحيوية هما السبب لاندفاع فئة الشباب، طبعاً هذه وجهة نظري الخاصة.
- ماذا يحتاج الإعلام الكويتي التلفزيوني ليصبح جاذباً للمشاهدين من خارج الكويت؟
- الإعلام الكويتي جاذب للمشاهدين منذ بداياته، ولا يزال، فبعيداً عن تاريخ الإعلام الكويتي والذي نفتخر به، ما زال يحتفظ بمرتبة متقدمة في التنافس بين قنوات المنطقة. فإعلامنا يحرص كل الحرص على تقديم كل ما هو جديد ومتجدّد لمواكبة النهضة الإعلامية العصرية، ولهذا احتفظ بالريادة في المنطقة وبشهادة المنصفين .
- هل تؤيد تخصيص قطاع الإعلام التلفزيوني والإذاعي،لا سيّماأنه نجحت محطات فضائية كويتية خاصة في اجتذاب المشاهدين، كتلفزيون "الراي" و"الوطن"، وغيرهما؟
- طُرحت فكرة التخصيص سابقاً سواء على المستوى المرئي أو المسموع، ولا أعلم حقيقة ً إلى أين وصلت هذه الفكرة. ولكن التلفزيون والإذاعة الكويتياننجحا بكل المقاييس. وكسبا محبة الجماهير الكويتية والخليجية في ظل كثرة القنوات الخاصة المحلية.
وهذا لم يأت بسهولة،فالمسؤولون في وزارة الإعلام يعملون على قدم وساق لإرضاء المشاهد أينما كان، وهم على دراية كاملة في المنافسة المحلية بين القنوات الأخرى، ومتى رأوا أن التخصيص لابدّ منه،فلن يتوانوا عن طرحه. ورغم ثقتي الكبيرة بأن تلفزيون الكويت يمتلك المراتب المتقدمة في سباق المنافسة. ولا ننكر نجاح الزميلتين "الوطن" و"الرأي" وبقية القنوات الأخرى في جذب المشاهدين. إلا أننا جميعا نعمل كزملاء لتقديم كل ما هو أفضل تحت مسمّى أو اسم الإعلام الكويتي.
- هل بالإمكان تأسيس قناة فضائية خليجية مشتركة تابعة للقطاع الخاص؟
- من لديه القدرة لمَ لا، لا يوجد شيء مستحيل خصوصاً في عصرنا الراهن، فالعالم أصبح قرية صغيرة وأصبحت المجتمعات أكثر تداخلاً، وتقاربت الثقافات من خلال الاطلاع.والدول الخليجية أسرة واحدة، ما يساعد في تسهيل الفكرة والعمل عليها، خاصة أنالخليج أرض غنية بالأسماء الناجحة في العمل الإعلامي.وليس صعباً جذب المشاهد الخليجي على محطة معيّنة متخصّصة وجامعة للأمور المحلية المختصة بدولنا الخليجية. وقد استطاعتبعض المحطات في الخليج الوصول إلى دول العالم العربي ولها جماهيرية كبيرة.
- حدثنا عن مواقف مربكة مررت بها خلال عملك وكيف تداركتها؟ ومواقف أو لقاءات تعتز بها؟
- لا توجد أي مواقف مربكة. لأنني عملت في أولى خطواتي الإعلامية في تقديم البرامج في مدرسة "صباح الخير ياكويت". هذا البرنامج الذي يضمّ نخبة من الإعلاميين الكويتيين، وعلى رأسهم الأب الروحي والمعلم الحقيقي لي وهو الأستاذ قاسم عبدالقادر رئيس فريق عمل البرنامج، والذي كان على الهواء مباشرة ولمدة أربع ساعات.أسرة هذا البرنامج تعمل بتفان ومحبة من أجل الظهور بالشكل المطلوب وما زالت هكذا.
أما على صعيد اللقاءات، فإنني أعتزّبكل لقاء أجريته. ولكن هناك لقاءات تركت في نفسي أثراً كبيراً.منها مثلاً لقاء العم جاسم الخرافي رئيس مجلس الأمة السابق، والأستاذ جمال خاشقجي رئيس قناة "العرب"، والأستاذ سالم الهندي رئيس شركة "روتانا" للصوتيات، والفنانة سعاد عبدالله، والفنان عبدالله الرويشد، وعدد من الشخصيات الدينية منها الشيخ عايض القرني، والشيخ خالد بن جبير. وعدد من الوزراء العرب والشخصيات المهمه لا استطيع حصر اسمائهم حالياً.
- كيف تعدّ نفسك لتقديم برنامجك؟
- أبدأ بقراءة شاملة للنص والبحث في موضوعاته في كل المجالات، مع حفظ الأسئلة عن ظهر قلب، وقراءة دقيقة عن الضيوف الذين سيكونون معي، والبحث الشامل والكامل عن كل ما طرحته في تخصّصه ومجاله الذي يعمل به،إلى أن أصل إلى مرحلة الإلمام به وبمجاله وموضوعه الذي ينوي التحدث به في اللقاء.
وأحرص على ان تكون لديّ الدراية الكاملة في كل الأحداث اليومية المهمة في العالم بشكل عام، والتركيز على الأحداث المحلية بشكل خاص .
- كيف تمضي وقتك بعد العمل؟
- انا قليل الخروج من المنزل، وأعشق القراءة في جميع المجالات، ولهذا فإنني أمضي وقتي في متابعة البرامج المتلفزة والقراءة. أما في عطلة نهاية الأسبوع فإنني غالباً أخرج مع احد الأصدقاء الى السينما.