الرئيس التونسي يكشف حقيقة مشاركته في ثورة الياسمين ورؤيته الإصلاحية للبلاد
قال الرئيس التونسي القائد باجي السبسي، في معرض حديثه عن ثورة تونس في 2011، أنه بعد شهر على الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي، وقع الاختيار على الباجي قائد السبسي، ليقود المرحلة وزيراً أول، في 27 فبراير 2011 ،ويبرر الرئيس المؤقت لتونس حينها فؤاد المبزع، سبب اختياره للسبسي بالقول ان المرحلة كانت تتطلب "رجال لديه الكفاءة والمعرفة والخبرة والجرأة".
أين قضى الرئيس التونسي السبسي سنواته الدراسية .. وما هي طبيعة علاقته بعائلته ؟
وتمكن السبسي الذي اختارته مجلة الرجل شخصية غلافها الجديد، من جمع التونسيين بكل اتجهاتهم، والخروج بالتوافق على اجراء انتخابات جمعية تأسيسية تضع دستوراً جديداً للبالد، لتجرى انتخابات برلمانية ورئاسية تؤسس لمرحلة جديدة، تستجيب لمطالب الثورة في الحرية والكرامة.
الرئيس التونسي السبسي: «الربيع العربي» اختراع أوربي.. ولا ثورة بلا إعلام حر
واستمر في منصبه حتى 13 ديسمبر 2011 كان مطلوباً من الدولة، بحسب السبسي، استعادة الأمن وثقة الشارع، ووضع تونس على مسار الحكم الديمقراطي، والبدء بتنمية المناطق المهمشة وايجاد فرص العمل، والأهم ايجاد توافقات مع بين اطياف الحركة السياسية التونسية عن مستقبل البالد. يقول السبسي" صون الحرية من شطط انصار الحرية كان اصعب بكثير من مقاومة اعداء الحرية".
الرئيس التونسي السبسي يكشف طبيعة علاقة بلادة مع المملكة.. ويصفها بـ«الاستراتيجية»
وبعد وضع الدستور الجديد ترشح السبسي لالنتخابات الرئاسية، عن قبل سنتين فقط )2012 ،)وجعل حزب "نداء تونس" الذي أسسه منه السبسي "عامل توازن واستقرار وتوافق"، وتمكن من الفوز على منافسه الرئيس المنتهية واليته منصف المرزوقي، وأعلنت النتائج يوم 22 ديسمبر 2014، بنسبة 68.55 في المئة من جملة األصوات، وبذلك أصبح السبسي الرئيس الرابع للجمهورية التونسية.
من هو الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي؟ .. شخصية عدد مجلة «الرجل» الجديد
يشار إلى أن التونسيين على موعد جديد من استحقاقات ثورتهم، في آذار 2018 ،حيث ستنظم اول انتخابات بلدية بعد الثورة، وينتظر أن على المستوى المحلي، مع انتخاب ّ ترسخ هذه الأنتخابات الديمقراطية آلاف األعضاء في المجالس البلدية، التونسيين الذين يشتكون من تدهور ُوي ّعول عليها لتحسين إطار عيش الخدمات والبنى التحتية في البلاد.
رؤية إصالحية..وهيبة الدولة اساس
ينظر السبسي الى التجربة التونسية، على أنها إصالح مستمر، مذكراً بقول النبي شعيب لقومه "إن أريد الإ الإصالح ما استطعت، وما توفيقي الإ بالله عليه توكلت وإليه أنيب".
وال ينكر وجود تأخير في مسيرة الإصالح، لكنه يشير الى تمتع تونس اليوم بـ "مؤسسات دستورية قائمة وقضاء مستقل، وقريباً المحكمة الدستورية التي ستتولى مراقبة دستورية القوانين"، وهو ما يتماشى ترسيخ "هيبة الدولة" مع أحد أهم يدرك السبسي، أن تجربة بالده في ّ المفاهيم التي يتبناها ويدافع عنها.
اتباع اسلوب الحكم الديمقراطي "جديدة وتفتقر الى ثقافة عريقة". في هذه التجربة، ألن الديمقراطية ّ لكنه يعول على أن "التونسيين ماضون ال تفرض من األعلى وإنما تقوم على الممارسة التي يشارك فيها الجميع، وتتطلب توفير آليات، من بينها إرساء دولة القانون والمؤسسات، وصحافة مستقلة ومسؤولة وهذا ما نمضي فيه أيضاً".
لم أشارك في الثورة
ولكن ُي صنتها النتائج التي وصلت اليها "ثورة الياسمين" التونسية "استثناء" فيما عرف بـ" الربيع العربي"، حيث تمكنت من تجنب المسار الدموي أخرى، مثل سوريا واليمن وليبيا. وأقرت دستوراً والفوضى التي عمت دوال جديداً، وأجرت أول انتخابات رئاسية وتشريعية ديموقراطية وحرة في تاريخها.
لا ينكر السبسي أن "الثورة هي التي أتت بهذه النتائج"، ورداً على سؤال هل "أنت مع الثورة؟" أجاب في مقابلة تلفزيونية "عندي الشجاعة للقول اني لم اشارك في الثورة".
وجواباً عن سؤال "إذن أين كنت؟" لم يتردد في الجواب قائال "كنت في منزلي". ولكن الرئيس السبسي الذي اتت به ثورة لم يشارك فيها ولم يقْدها، يدافع عن دوره قائال "أنا صنت الثورة..
فالثورات ال تنتهي دائماً بنجاح، قد تؤول الى حمامات دم، وهذا معروف في التاريخ".
ويوضح بأن "الشباب التونسي لم يكن مؤطراً، ولم تكن لديه ايديولوجية، وأهم عنصر في المرحلة الأنتقالية الناجحة يتطلب قيادة رجل يكون محل ثقة"، ويدلل على الثقة به، عبر واقعة انسحاب المعتصمين اثر تعيينه وزيراً َ أول عام 2011، بعد اعتصام دام ألسابيع في ساحة القصبة.
إليهم، ويحيط نفسه بعدد ممن ّ ويعول السبسي على الشباب، يصغي يعملون معه في القصر، ويحرص على الأهتمام بمشكالتهم، وإيجاد الحلول لها، فهو يرى أن "زعيم الثورة الحقيقي هم شباب المناطق الداخلية، الذين قاموا بالثورة دون أي تأطير أو زعامة أو مساندة خارجية".
ويحذر من أن "الحفاظ على الحرية التي اتت بها الثورة وصيانتها، هو اصعب من افتكاكها من المستبد"، ويوضح بأنه "أحياناً تكون رغبات المطالبين بالحرية أكبر من المعقول، ومن الصعب حماية الحرية منهم بل ومن أنفسهم أكثر من العدو".
ويعوّل السبسي الذي اختارته مجلة الرجل شخصية غلافها الجديد على الشباب، يصغي إليهم، ويحيط نفسه بعدد ممن يعملون معه في القصر، ويحرص على الاهتمام بمشكلاتهم، وإيجاد الحلول لها من خلال تفعيل التنمية في البلاد ومكافحة الفقر وتحسين الظروف الاقتصادية، ويبدو واضحا من كلام الرئيس التونسي أنه يولي أولياته للشباب والتنمية والازدهار وترسيخ معنى المواطنة. حيث يمثل الشباب التونسي حوالي ٦٠٪ من عموم التركيبة السكانية في البلاد ولها دور مهم في الشأن العام، اذ يعتبر الشباب في تونس هم مفتاح النجاح والنهضة.
ويملك الباجي قائد السبسي الذي بلغ التسعين من عمره ارثا نضاليا طويلا حيث يعود العدد الى البدايات وكيف نشأ الرئيس التونسي والظروف المحيطة به والتي يتحدث عنها الرئيس قائلا: "عشت وحيداً في صغري، وكان يمكن أن أنحرف بسهولة أمام الظروف التي عشتها، لكن المولى سبحانه وتعالى وفقنا وأرشدنا الى الطريق السوي".
كما يتوقف العدد عند الحياة العائلية للرئيس ويستعرض اراء الأشخاص المحيطين به من عائلته المقربة، كيف يصفونه وكيف يقضي وقته خارج إطار عمله.
أما فيما يتعلق بالحياة السياسية فيدخل العدد في دهاليزها وذكرياتها التي تعود لأكثر من تسعين عاما منذ عهد بورقيبة زميل الدراسة مرورا بانقلاب زين العابدين بن علي وصولا الى الثورة التونسية عام ٢٠١١ ثم دخول البلاد مرحلة سياسية جديدة شعارها الحرية التي يتحدث عنها السبسي قائلا: " صون الحرية من شطط أنصار الحرية كان أصعب بكثير من مقاومة اعداء الحرية".
وبالنسبة للعلاقة مع السعودية يؤكد السبسي بأنها علاقة استراتيجية ويعدّها امتداداً لما بدأه الزعيم الحبيب بورقيبة خلال زيارته للسعودية، ولقائه الملك عبد العزيز رحمه الله، عام 1951، أي قبل استقلال تونس بسنوات.
ويرى الرئيس التونسي أن السعودية لم تكن اليوم فقط، مركزاً مهماً للقرار السياسي والتأثير، ولكن اليوم كلنا مدعوون لأن نرص الصفوف أمام التحديات" وبرأي السبسي أن السعودية بقيادة الملك سلمان، "تقوم بدور أساسي في العالم العربي اليوم، ومتفائل بالمستقبل، غبنا زمناً عن هذه الأوضاع التي تتغير بشكل متسارع في المشهدين الإقليمي والدولي، وأعتقد أن السعودية واضحة وتعرف ما دورها ودور العرب، وضرورة التضامن والتآلف والتآزر الذي يجعلنا نصمد أمام كل التحديات".
كما عبر عن يقينه بأن الأمير محمد بن سلمان جدير بالثقة يتمتع بكياسة وفطنة وحماسة الشباب للتطوير والرقي والازدهار.
ويؤيد السبسي التحالف الإسلامي بقيادة السعودية، ويرى أن "مبادرة التحالف ضرورة، لأن العالم يقول لنا عن سوء أو حسن نية، إن الكل يحاربون داعش، وأنتم العرب ساكتون، وهذه أمور خاطئة؛ تونس مثلاً ضحية الإرهاب، ويجب ان تكون في المقدمة لمحاربته، ولهذا نحن مع هذا التحالف".