أين قضى الرئيس التونسي السبسي سنواته الدراسية.. وما طبيعة علاقته بعائلته؟
تلقى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، دراسته بالمدرسة "الصادقية" في تونس التي احتضنته، وكان يمضي فيها جلّ وقته ويصفها بأنها "عائلته الحقيقية"، قدمت الطعام واللباس لكل من يحتاج إليه من طلابها، وتخرج فيها أجيال من النخب التونسية الوطنية.
الرئيس التونسي السبسي يكشف طبيعة علاقة بلادة مع المملكة.. ويصفها بـ«الاستراتيجية»
وأكمل السبسي الذي اختارته مجلة الرجل شخصية غلافها الجديد، الجزء الثاني من دراسة الباكالوريا في فرنسا بمدينة ديجون سنة 1948 وفي 1949 ، ثم انتقل إلى جامعة "السوربون" في باريس، ليواصل الدراسات العليا في الحقوق، حيث التقى هناك زميله الحبيب بورقيبة، وتوطدت علاقة الصداقة بينهما.
من هو الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي؟ .. شخصية عدد مجلة «الرجل» الجديد
وانضم السبسي الى الحزب الدستوري، منذ مطلع شبابه، وبعد إنهاء دراسته الجامعية عاد إلى تونس (عام 1952)، ليعمل متدرباً في مكتب المحامي فتحي زهير، وشاءت المصادفات أن يؤدي قسم المحاماة، وينطلق فوراً في الترافع، وتحمل مسؤولية المكتب، اثر اعتقال المحامي زهير وثلة من الوطنيين، بعد فترة وجيزة من مباشرته العمل في المكتب.
الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي شخصية مجلة «الرجل»: لا أخفي شيء ولم أشارك في الثورة
العائلة والرجل الطيب
تزوج السبسي من السيدة شاذلية سعيدة فرحات، عام 1958 ، وتصفه بالطيبة، وقد انجبا ابنتين هما آمال وسلوى، وابنين هما خليل وحافظ.
تثني آمال على والدها، فهو كان ولا يزال، يحرص على وجود علاقة اسرية متينة، فرغم مسؤولياته يصرّ على الالتقاء بالابناء والاحفاد وأحفاد الابناء بمواعيد ثابته ومنتظمة، وتوضح بأنه غالباً ما يرافقهم في أيام العطل الى ملعب كرة القدم، ومشاهدة سباقات الخيول، أو يخرجون جميعاً للغداء في المطعم، ولم يبخل بعطفه وحنانه عليهم.
ويصفه ابنه خليل بأنه صاحب خصال تتسم بالطيبة، ويكشف بأنهم لم يعيشوا في حياة بذخ كما يتصور الاخرون، وان والده كان يتابع بنفسه ادارة شؤون اسرته رغم مسؤولياته.
ويعوّل السبسي الذي اختارته مجلة الرجل شخصية غلافها الجديد على الشباب، يصغي إليهم، ويحيط نفسه بعدد ممن يعملون معه في القصر، ويحرص على الاهتمام بمشكلاتهم، وإيجاد الحلول لها من خلال تفعيل التنمية في البلاد ومكافحة الفقر وتحسين الظروف الاقتصادية، ويبدو واضحا من كلام الرئيس التونسي أنه يولي أولياته للشباب والتنمية والازدهار وترسيخ معنى المواطنة. حيث يمثل الشباب التونسي حوالي ٦٠٪ من عموم التركيبة السكانية في البلاد ولها دور مهم في الشأن العام، اذ يعتبر الشباب في تونس هم مفتاح النجاح والنهضة.
ويملك الباجي قائد السبسي الذي بلغ التسعين من عمره ارثا نضاليا طويلا حيث يعود العدد الى البدايات وكيف نشأ الرئيس التونسي والظروف المحيطة به والتي يتحدث عنها الرئيس قائلا: "عشت وحيداً في صغري، وكان يمكن أن أنحرف بسهولة أمام الظروف التي عشتها، لكن المولى سبحانه وتعالى وفقنا وأرشدنا الى الطريق السوي".
كما يتوقف العدد عند الحياة العائلية للرئيس ويستعرض اراء الأشخاص المحيطين به من عائلته المقربة، كيف يصفونه وكيف يقضي وقته خارج إطار عمله.
أما فيما يتعلق بالحياة السياسية فيدخل العدد في دهاليزها وذكرياتها التي تعود لأكثر من تسعين عاما منذ عهد بورقيبة زميل الدراسة مرورا بانقلاب زين العابدين بن علي وصولا الى الثورة التونسية عام ٢٠١١ ثم دخول البلاد مرحلة سياسية جديدة شعارها الحرية التي يتحدث عنها السبسي قائلا: " صون الحرية من شطط أنصار الحرية كان أصعب بكثير من مقاومة اعداء الحرية".
وبالنسبة للعلاقة مع السعودية يؤكد السبسي بأنها علاقة استراتيجية ويعدّها امتداداً لما بدأه الزعيم الحبيب بورقيبة خلال زيارته للسعودية، ولقائه الملك عبد العزيز رحمه الله، عام 1951، أي قبل استقلال تونس بسنوات.
ويرى الرئيس التونسي أن السعودية لم تكن اليوم فقط، مركزاً مهماً للقرار السياسي والتأثير، ولكن اليوم كلنا مدعوون لأن نرص الصفوف أمام التحديات" وبرأي السبسي أن السعودية بقيادة الملك سلمان، "تقوم بدور أساسي في العالم العربي اليوم، ومتفائل بالمستقبل، غبنا زمناً عن هذه الأوضاع التي تتغير بشكل متسارع في المشهدين الإقليمي والدولي، وأعتقد أن السعودية واضحة وتعرف ما دورها ودور العرب، وضرورة التضامن والتآلف والتآزر الذي يجعلنا نصمد أمام كل التحديات".
كما عبر عن يقينه بأن الأمير محمد بن سلمان جدير بالثقة يتمتع بكياسة وفطنة وحماسة الشباب للتطوير والرقي والازدهار.
ويؤيد السبسي التحالف الإسلامي بقيادة السعودية، ويرى أن "مبادرة التحالف ضرورة، لأن العالم يقول لنا عن سوء أو حسن نية، إن الكل يحاربون داعش، وأنتم العرب ساكتون، وهذه أمور خاطئة؛ تونس مثلاً ضحية الإرهاب، ويجب ان تكون في المقدمة لمحاربته، ولهذا نحن مع هذا التحالف".