الرئيس التونسي السبسي: «الربيع العربي» اختراع أوربي.. ولا ثورة بلا إعلام حر
نفي الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، ان يكون هناك ما يسمي "ربيع عربي" ويرى ان هذا المصطلح "اختراع اوروبي"، بالمقابل يرى أن هناك "بداية ربيع تونسي قد يتأكد أو لا يتأكد، وإذا تأكد يمكن ان يصبح ربيعاً عربياً لاحقاً".
من هو الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي؟ .. شخصية عدد مجلة «الرجل» الجديد
وتحدث السبسي الذي اختارته مجلة الرجل شخصية غلافها الجديد عن سبب حصر الربيع في تونس، يقول "في تونس كانت لدينا مؤهلات حقيقية، نتيجة العمل الذي قام به بورقيبة، مثل تحرير المرأة، والتعليم، والأمور الصحية، كلها من انجازات بورقيبة وقت كان الجميع ضده".
ولكن يحذر قائلاً: "ورغم كل ما وصلنا إليه، مازلنا مهددين بالخريف ومهددين بالإرهاب. وتونس وحدها لا تستطيع مقاومته".
الرئيس التونسي السبسي يكشف طبيعة علاقة بلادة مع المملكة.. ويصفها بـ«الاستراتيجية»
إعلام حرّ
يرى السبسي أن "دور الإعلام أساسي، وهو محراب الديمقراطية والحريات في البلدان"، ويضيف "كنت ومازلت أقول: أن يكون الإعلام ضدي، أحسن من أن يكون غير موجود".
ويعتقد السبسي بأن "الإعلام يجب أن يكون حراً والثورة جاءت بحرية التعبير والإعلام، ولا ينكرها إلا الجاحد". غير أنه ينبه الى أن الإعلاميين في تونس "ليسوا محترفين ولا الحكومة محترفة،لا بدّ أن نتدرب لأداء أحسن للتعايش".
ويرى أن ما تحقق هو "قفزة كبيرة" مشيراً إلى أنه "على مدى نصف قرن كان لدينا ثلاث صحف وحزب واحد وتلفزيون واحد، واليوم لدينا 85 صحيفة مكتوبة و 81 إلكترونية و 44 إذاعة و 16 تلفزيوناً وجميعها تتمتع بالحرية وتتكلم في المواضيع نفسها، في مشهد سياسي فيه بعض التجاذبات، ولكن وجود الصحافة الحرة ضروري وإلا لا يمكن الحديث عن ديمقراطية".
الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي شخصية مجلة «الرجل»: لا أخفي شيء ولم أشارك في الثورة
ورداً عن سؤال عن مدى الحرية الممنوحة للصحافة في توجية انتقادات للحكومة والرئيس، يرى السبسي أن "وجود صحافة سليطة خير من اللا صحافة"، وفي موضع آخر يقول "معي لن يسجن صحافي..".
ويضيف "أنا لا أخفي أي شيء، وعلى الشعب أن يعرف الإجابات عن كل ما يدور في ذهنه من أسئلة". وعن الاتهامات التي تنسب اليه عن ممارسة التعذيب اثناء توليه مسؤولياته في وزارة الداخلية في حقبة بورقيبة، ينفي السبسي ان تكون الواقعة لها اساس من الصحة، ويصف من أثارها بأنهم "بعض النفوس المريضة، وكل من يريد أن يكتب التاريخ قبل موعده، لغاية في نفس يعقوب...".
ويعوّل السبسي الذي اختارته مجلة الرجل شخصية غلافها الجديد على الشباب، يصغي إليهم، ويحيط نفسه بعدد ممن يعملون معه في القصر، ويحرص على الاهتمام بمشكلاتهم، وإيجاد الحلول لها من خلال تفعيل التنمية في البلاد ومكافحة الفقر وتحسين الظروف الاقتصادية، ويبدو واضحا من كلام الرئيس التونسي أنه يولي أولياته للشباب والتنمية والازدهار وترسيخ معنى المواطنة. حيث يمثل الشباب التونسي حوالي ٦٠٪ من عموم التركيبة السكانية في البلاد ولها دور مهم في الشأن العام، اذ يعتبر الشباب في تونس هم مفتاح النجاح والنهضة.
ويملك الباجي قائد السبسي الذي بلغ التسعين من عمره ارثا نضاليا طويلا حيث يعود العدد الى البدايات وكيف نشأ الرئيس التونسي والظروف المحيطة به والتي يتحدث عنها الرئيس قائلا: "عشت وحيداً في صغري، وكان يمكن أن أنحرف بسهولة أمام الظروف التي عشتها، لكن المولى سبحانه وتعالى وفقنا وأرشدنا الى الطريق السوي".
كما يتوقف العدد عند الحياة العائلية للرئيس ويستعرض اراء الأشخاص المحيطين به من عائلته المقربة، كيف يصفونه وكيف يقضي وقته خارج إطار عمله.
أما فيما يتعلق بالحياة السياسية فيدخل العدد في دهاليزها وذكرياتها التي تعود لأكثر من تسعين عاما منذ عهد بورقيبة زميل الدراسة مرورا بانقلاب زين العابدين بن علي وصولا الى الثورة التونسية عام ٢٠١١ ثم دخول البلاد مرحلة سياسية جديدة شعارها الحرية التي يتحدث عنها السبسي قائلا: " صون الحرية من شطط أنصار الحرية كان أصعب بكثير من مقاومة اعداء الحرية".
وبالنسبة للعلاقة مع السعودية يؤكد السبسي بأنها علاقة استراتيجية ويعدّها امتداداً لما بدأه الزعيم الحبيب بورقيبة خلال زيارته للسعودية، ولقائه الملك عبد العزيز رحمه الله، عام 1951، أي قبل استقلال تونس بسنوات.
ويرى الرئيس التونسي أن السعودية لم تكن اليوم فقط، مركزاً مهماً للقرار السياسي والتأثير، ولكن اليوم كلنا مدعوون لأن نرص الصفوف أمام التحديات" وبرأي السبسي أن السعودية بقيادة الملك سلمان، "تقوم بدور أساسي في العالم العربي اليوم، ومتفائل بالمستقبل، غبنا زمناً عن هذه الأوضاع التي تتغير بشكل متسارع في المشهدين الإقليمي والدولي، وأعتقد أن السعودية واضحة وتعرف ما دورها ودور العرب، وضرورة التضامن والتآلف والتآزر الذي يجعلنا نصمد أمام كل التحديات".
كما عبر عن يقينه بأن الأمير محمد بن سلمان جدير بالثقة يتمتع بكياسة وفطنة وحماسة الشباب للتطوير والرقي والازدهار.
ويؤيد السبسي التحالف الإسلامي بقيادة السعودية، ويرى أن "مبادرة التحالف ضرورة، لأن العالم يقول لنا عن سوء أو حسن نية، إن الكل يحاربون داعش، وأنتم العرب ساكتون، وهذه أمور خاطئة؛ تونس مثلاً ضحية الإرهاب، ويجب ان تكون في المقدمة لمحاربته، ولهذا نحن مع هذا التحالف".