سجادة الـ"أوسكار".. هنا تُكشف خبايا الاناقة كل عام
في عام 1929، أقيمت في فندق "هوليوود روزفيلت"، الأمسية الأولى لتوزيع جوائز "أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة"، التي تعرف بجوائز "أوسكار".
آنذاك، اقتصر الحضور على 270 شخصاً، في غياب تام لوسائل الإعلام. أما اليوم وبعد 89 عاماً، تحولت أمسيات الاوسكار ملتقى سنوياً، يترقبه الملايين في العالم، في أكثر من 200 دولة، وتبثّه الشاشات، ويتابعه المدونون والناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي.
لم تعد حفلات "أوسكار" ملتقى يركز على صناعة السينما فحسب، إذ تحولت، بفعل الحضور الرفيع ، حدثاً مرموقاً يُبهر الملايين، بفضل الاطلالات المتألقة على سجادته الحمراء.
صارت اليوم "سجادة الاوسكار" عرض أزياء راقياً، بدلاً من العارضين، يتبختر عليها المشاهير من ممثلين وممثلات وسواهم من صناع السينما. وبدلاً من ان يحتكر مصمم معيّن المنصة، يتشارك كثير من دور الازياء في إلباس المشاهير.
وبات بالإمكان عدّ هذا الملتقى، اختباراً للمصممين أنفسهم، فمن يحالفه الحظ، ينجح في اقتناص فرصة إلباس مرشّح لنيل جائزة "أوسكار"، او نجم يتمتع بذوق رفيع، ويتتبّعه المعنيون بتلقف أخبار الموضة. أما الحضور فتطغى عليه العدسات بالمئات، إذ إن المصورين يتنافسون في التقاط الصورة الافضل، لأنها بلا شك ستجول العالم.
اللافت انه في الاعوام القليلة الفائتة، بات الرجل اكثر اهتماماً بهذه السجادة. سابقاً كانت النجمات يحتكرن الاضواء بأثوابهنّ المتلألئة والمبتكرة، سواء بقصاتها او بخاماتها او ألوانها. أما اليوم فبات كثير من النجوم يرسمون ألف باء الموضة الرجالية الرسمية. فلم يعد جورج كلوني يحتكر "عرش" الاناقة الرجالية، إذ برز من خلال هذه السجادة كثير من الاسماء.
صرنا ننتظر مثلاً نجوماً من الشباب، منهم ريان غوسلينغ وإدي ريدماين وريان رينولدز وتوم هدلستون، وسواهم ممّن أثبتوا ان الاطلالة الرجالية المتقنة، لا غنى عنها، بهدف التمتع بحضور قوي. كما اثبتوا أن الأناقة الرسمية ليست مقيدة بخطوط جامدة. صحيح ان الـ"تاكسيدو" لا يحتمل تبنّي الكثير من الصيحات بوتيرة متسارعة، لكنه ليس مساحة باردة لا تتبنى أي جديد، سواء على مستوى الاكسسوارات او التفاصيل او البنية العامة.
صحيح ان الصدارة تبقى دوماً للجيل الشاب، لكن هذا لا يعني غياب أصحاب الشعر الابيض عن السجادة الحمراء، إذ لم تأفل أناقة جيف بريدجز، وميل غيبسون مثلاً؛ بفضلهما يمكننا أخذ الكثير من الدروس، فيما يخصّ الرجل المكتنز والكهل.
في هذا الالبوم، جمعنا لكم عدداً من أجمل الاطلالات واكثرها إتقاناً. فماذا في التفاصيل؟
- ديف باتيل اختار بذلة من دار "بيربيري برورزوم" (Burberry Prorsum) مؤلفة من لونين ابيض الكريم مع سروال اسود. وقد استولى على الصدارة فيما يخص أناقة هذه الدورة من امسية "أوسكار".
- ريان غوسلينغ: كالعادة لا تأفل أناقته، ولا يبخل في ابهار معجبيه، إذ إن نجم "لالا لاند" واحد المرشحين لنيل "أوسكار". افضل ممثل، اختار قميصاً يتمتع بتفاصيل من القماش عند مستوى الصدر. اختيار صائب لمن اراد الاستحواذ على الاضواء وفق اسلوب مميّز.
- ماهرشالا علي: قلب المقاييس، إذ إنه لا يؤمن بمقولة عدم ارتداء قميص اسود ضمن بذلة سوداء. إنما نجح في تغيير المعادلة عبر سلسلة من الاختيارات الموفقة. بذلة من ارمينيغيلدو زينيا كوتور" (Ermenegildo Zegna Couture) وأكسسوارات من"مونيك بيان" (Monique Péan). لعب على تنسيق خامات متعددة بعضها مع بعض، من الساتان اللماع الى الانسجة غير المشعة.
- لوكاس هدجز: من الاسماء التي ستبرز في المرحلة المقبلة، إذ نجح هذا الممثل الشاب في جذب العدسات، رغم نه يحضر "أوسكار" للمرة الاولى. اختار بذلة من "ديور هوم" (Dior Homme) اما النتيجة فإطلالة بهية.
- أندرو غارفيلد: من أراد الحصول على مظهر يفيض بالكياسة، فليبحث عن تاكسيدو يحمل توقيع المصمم توم فورد (Tom Ford). إذ لا مجال هنا لارتكاب اي هفوات او شوائب. وقد نجح غارفيلد، المرشّح ايضاً لجائزة افضل ممثل في خطف العدسات.
- جون ليدجند: صدح صوته عالمياً مع اغنية "مدينة النجوم" (city of stars)، ضمن فيلم "لالا لاند". اما اناقته فأتت على مستوى المضمون الرائع، إذ اطل ببذلة متقنة من من دار "غوتشي" (Gucci) العريقة، وزيّنها بأكسسوارات من دار "مونيك بيان".
- جاستن تمبرلايك: بدوره اختار بذلة من توم فورد وحذاء من دار "كريستيان لوبوتان" (Christian Louboutin).
- جيف بريدجز: كعادته بدا في غاية الاناقة، إذ اختار بذلة سوداء من ثلاث قطع، وزيّنها بعقدة الفراشة. اختار سروالاً بقصة مستوية، ليثبت بذلك ان هذا النوع من القصات ليس حكراً على الشباب، إذ يكفي ان تنسجم الخطوط المختارة مع هيئة الجسم عموماً.