"ثورة" الراحة والعملية تعصف بدور الازياء العالمية
ألمانيا: مايا مشلب
يبدو ان تيارا جديدا يهب هذا الموسم في عدد من دور الازياء العالمية. ولقوته يقلب المقاييس ويبدّل المعادلات. يأتي بلائحة شروط جديدة. تصبح معه ممنوعات الامس من أهم تقليعات موضة اليوم. هذا التغيير الذي يجتاح عالم الازياء لا يقتصر على الاطلالات الرياضية، بل يطال البذلات الرسمية والالبسة اليومية الكاجوال والسمارت كاجوال. ولمن يبحث عن السبب في هذه "الثورة"،يُمكن إيجاده بين أدراج الخطوط التي تحكم منصات العصر. نتحدث عن سبب بسيط يرتكز على عنصري الراحة والعملية.فقد باتا الشرطان اللذين يتوق اليهما الرجل لكي يتآلف مع أي الموضة، التي على ما يبدو، بدأ يعيرها اهتماما أكبر انطلاقاًمن الاعوام القليلة الفائتة.
الواقع ان مخيلات المصممين ومديري الابداع لدى غالبية دور الازياء تعيد قولبة المفاهيم المترسخة لتمنحها تفسيرات جديدة. تصب حاليا جام تركيزها لتقديم قطع تنسجم وهذين الشرطين. فتقدم قطعاً تضمن مواكبتها شروط العصر وأهوائه. لذلك، سنرى على مرّ المواسم المقبلة العديد من التقليعات المتجددة او المبتكرة التي تخدم هذا المزاج الباحث إما عن الاسترخاء او المغامرة.
فليكن الـjumpsuit بذلتك الجديدة:
هذا السبب دفع دور مرموقة عديدة ابتداءً من "لوي فويتون" (Louis Vuitton) و"فيرساتشي" ((Versace و"دولشي اند غابانا" (Dolce and Gabbana) وصولا الى ماركات شعبية منها "Topman" على سبيل المثال الى تقديم نمط جديد من الازياء،يقدم ترجمات متجددة للقطع الرسمية. فمن الخيارات المتاحة لإغناء خزانة الموسم، السراويل الحريرية المنسدلة مع قمصان خالية من التفاصيل أحادية اللون وبياقات مستديرة، إضافة الى سترات الدراجين المنتفخة التي يبدو انها تكتسب إطلالات جديدةمن موسم الى آخر، تجعلها هذه المرة أكثر رسمية، خصوصا مع استخدام خامات راقية من الاقمشة التي تحاكي رقة الموسم. كذلك، كان قد برز سابقا وبشكل خجول لدى السيدات الـ"Jumpsuit". اليوم إليكم المفاجأة. تصدر هذه القطعة بنسخات حديثة لتناسب إيقاع حياة الرجل، صاحب التنقلات الكثيرة. صحيح أن تاريخها لطالما اقترن بالطيارين المحاربين وبالعمال لكن الواقع مغاير تماما. ذلك انها تتحلى بخطوط بسيطة كما تخلو من سرد التفاصيل، مما يجعلها قطعة رائعة لهذا الموسم، لانها تقدم أولا، خيارا جديدا غيرَ مستهلك، وثانياًتلائم ذوق الرجل الذي يتحلى بأناقة مسترخية، بعيدة من التكلف.
إن ذكر أسماء عريقة في عالم الموضة يعني حتماً أن الاصدار الحديث لهذه القطعة يأتي فاخراً، ذات قصات ممهورة بختم العارفين في ثنايا الخياطة. الـ"Jumpsuit" ليست قطعة مخصصة للنوادي الرياضية، فلا تستخف بها، إذ على العكس، يمكن ان تجعلها خيارك الى الاجتماعات الرسمية والمناسبات الخاصة في آن واحد. فالاقمشة والالوان والقصات الواضحة كفيلة بجعلها قطعة راقية. اما الاكسسوارات التي تحدد منطقة الخصر كالاحزمة التي تتخللها المعادن او الاوشحة تجعلها قطعة مثالية لاطلالة متميزة.
إصدارات متجددة للقطع الرياضية
بالانتقال الى القطع الرياضية التي تناسب عطلات نهاية الاسبوع او العمل إن لم يكن يفرض لباساً رسمياً، يقدم المصممون تعريفاً جديداً. يعيدون خلط الاوراق حتى يبدو ان تلك الحدود الواضحة التي كانت تفصل بين عالمي الالبسة الرياضية والالبسة الجاهزة او "Prêt-à-porter" آخذة في التلاشي، ليتداخل بموجبها هذين العالمين. فيستعين المصممون بخامات جديدة من الصوف والجلود الطبيعية والصناعية لتقديم قطع رياضية الطابع إنما وفق قصات معدّلة.
نذكر في هذا الاطار عدد من الدور، منها "كارولينا هيريرا" (Carolina Herrera)، "إيدن بارك"(Eden Park) ، "سان لوران" (Saint Laurent)، "بالمان" (Balmain)، "جيفنشي" (Givenchy)، "ألكسندر وانغ" (Alexander Wang)، "بالنسياغا" (Balenciaga) وسواها الكثير من الأسماء العالمية. هنا تشهد الاناقة تفسيرا متجددا، يبدو وكأنه مستلهم من القاعات الرياضية بامتياز. السروال القطني المريح بقصات ضيقة عند المستوى الاسفل من الساقين وأحيانا بقصة "هيب هوب" اي واسعة بعض الشيء عند مستويي الخصر والارداف لتضيق نزولاً. مع هذه الدور، وسواها الكثير تكتسب موضة القاعات الرياضية مفهوما جديدا. يستعين المصممون بقصاتها إنما يستخدمون لهذه الغاية أنواع اخرى من الاقمشة الفاخرة. يأتي السروال الرياضي مصنوعا من الصوف فيما يتخلل السترات الجلد الطبيعي والصناعي المقاوم للتعرق والذي يسمح للبشرة بـ"التنفس".
الدنيم... عِش الثورة!
لدى الحديث عن الرياضة لا يمكن اغفال أسلوب الدنيم الذي لا يزال القماش الرقم واحد المواكب لكل الازمنة وكل انماط الموضة بفضل ليونته وقدرته على الخضوع لتقنيات معالجة مختلفة. في هذا الموسم عمدت العديد من الدور العالمية المرموقة مثل "بيربيري برورسوم" (Burberry Prorsum) و"سان لوران" (Saint Laurent) وصولا الى "ديزل" (Diesel) و"مانغو مان" (Mango Man) الى الاستثمار في هذا القماش الذي يعيش ما يشبه "الثورة". واضح ان ما يجمع هذه الدور على اختلاف اتجاهاتها وفلسفاتها، هو التركيز الواضح على الاوقات الحرةحينما يبحث الرجل عن اطلالة مريحة ومسترخية وكأنها لا مبالية. وما أصح من استخدام الدنيم لتقديم سترات قصيرة او جيليهات اضافة الى السراويل التي تتوافر وفق أطياف مغسولة او ممزقة او حتى مثنية من اسفل لتضيف لمسة شخصية الى المظهر العام.
أتهوى سماع عزف الغيتار او الاستماع الى اغنيات البوب او حتى الانطلاق في رحلة سافاري في الصحارى العربية... الدنيم يطل بحلة جديدة،فافرد له حيزا كبيرا في خزانتك هذا الموسم!