ما بعد المباراة يوفنتوس و لاتسيو ما بين سرعة الأرنب وانتظار السلحفاة
وصل يوفنتوس للمحطة الأولى من مشواره هذا الموسم وكانت محطة رديئة ومليئة بالمشاكل والتساؤلات، بينما كان لاتسيو المُنتصر والفائز بلقب كأس إيطاليا تحت أنظار 60 ألف مُناصر في تلك المحطة هو الأكثر سعادة وحظًا بعد أن أثبت سيموني إنزاجي جدارته بأن يكون أفضل مدرب حاليًا في السيري آ مناصفة مع ماورتسيو ساري..
ما هى إمكانيات كورفيت 2018؟.. طرحتها شيفروليه في عيدها الـ 65
والان مع تحليل المباراة:
أذكر في فترة المدرب أنتونيو كونتي أن يوفنتوس كان يعاني من المباريات صاحبة النسق السريع، وخاصة في مباريات دوري الأبطال، وهنا والآن، في ملعب الأولمبيكو دي روما وبعد رحيل بونوتشي ينتهي كل شك حول مدى فداحة خروج اللاعب ليوناردو بونوتشي دون جلب بديل قوي وعلى مستوى كبير لا يقل عنه، اليوم بوجود بارزالي على اليمين وقلبي دفاع غير متجانسين "كيليني وبنعطية" كان من الصعب منع الخطر.
■* ترك يوفنتوس دون أن ينتبه بالفعل أزمة كبيرة في وسط ميدانه بعدم تجديد دماءه هذا الصيف، فقد أصبح الثنائي بيانيتش وخضيرة محفوظين بشكلٍ كبير وأصبح الضغط على بيانيتش في مرحلة إعداد الهجمة وترك خضيرة بمرونة تكتيكية مضرة في بعض الأحيان مفتاح كسب المعركة على وسط البيانكونيري وهذا ما استغله إنزاجي بحرفية كبيرة.
■بداية يوفنتوس في المباراة كانت مُبشرة لأنه بدأ بخطوط مقدمة ورغبة في التسجيل وتسهيل المهمة على نفسه، حتى أنه قد سنحت له 4 كرات محققة على مرمى ستراكوشا في أول ربع ساعة، لكن اتضح بعد ذلك وبعد مرور الربع ساعة الأولى فقط التي نتحدث عنها أنها كانت بداية متسرعة للمباراة تعبر عن بعض القلق من المنافس، بعد ذلك فاز لاتسيو بالكرة وتحكم بإيقاع المباراة، وكان على اليوفي أن يكون أكثر هدوءًا وتحفظًا في ترك المساحات خلف الدفاع، وهى مساحات يحبها لاتسيو الذي يملك مهاجم سريع جدًا.
■*حذرت كثيرًا من مغبة الانجرار لحملة التفخيم و"عبقرة" أليجري بعد استخدامه لماريو ماندزوكيتش في الجهة اليسرى، وصحيح أن اللاعب قدم في هذا المركز عطاءًات كبيرة دفاعيًا وخدم اليوفي على أكمل وجه، لكن تحويل "الاضطراري" لشيء دائم هو أمر سيُضر بحظوظ الفريق وأي فريق بعد ذلك، الاحتفاظ بدوجلاس كوستا وبيرنارديسكي على دكة البدلاء لصالح كواردو القريب من الخروج في سوق الانتقالات وماندزوكيتش علامة استفهام كبيرة وكبيرة جدًا على أليجري، والذي أعتقد بل وأجزم أنه يلعب لعبة قذرة مع إدارة يوفنتوس، فلتأتوا بكل طلباتي في الميركاتو، ليس نصفها، بل كلها، لأجل الاحتفاظ بالاسكوديتو والمناسة في دوري الأبطال.
■*عملية تطور يوفنتوس منذ الموسم الماضي تمضي بسرعة أقل ومع التدريج نرى أن اليوفي وكأنه ينتظر أكثر من اللازم للدفع بدماءه الجديدة مثل دانييلي روجاني، فيديريكو بيرنارديسكي ودوجلاس كوستا، التطور بسرعة مثل السلحفاة سببها أن أليجري ينتظر ما هو أكثر من إدارة أندريا آنييلي ويضعها بين مطرقته وبين سندان الجماهير.
«فوربس» تعلن أهم 100 شخصية عربية.. ودولة تحصد 46 شخصية
*استغل لاتسيو بشكلٍ ممتاز للغاية النوافص والعورات التي ظهرت في يوفنتوس الليلة، فأولًا بدأ سيموني إنزاجي بخط وسط مُنتشر ومكثف تمامًا يقوم بالضغط ومنع اليوفي من التقدم للأمام، دفعه لارتكاب الكثير من الاخطاء ووضع دفاعه في مواقف فردية كثيرة.
■*تشكيلة لاتسيو تمتلك عمقًا رائعًا، والشيء الأروع من كل هذا هو أن إنزاجي يستطيع تقييد لاعبيه بمهامه وتعليماته بالحرف، اليوم لعب بلويس ألبيرتو في منتصف الملعب مع بارولو والوافد الجديد لوكاس ليفا رغم أن لويس ألبيرتو هو في الأصل لاعب وسط أيمن أو جناح بمعنى أدق، وإن كان هذا التوظيف لا يجعله مرتاحًا لكن تواجد سافيتش الذي يقوم بالقيام بدورٍ دفاعي عند تقديم لويس ألبيرتو وتغطية مكانه يجعل الفريق يتمتع بمرونة حتى في التوظيف العادي، كما أنه يمنحه قدرة كبيرة على جعل الفريق والمدرب الخصم محتارًا معه.
■ * إيموبيلي مهاجم بقدرات خاصة لا يستطيع أي مدرب استغلالها على الوجه الأمثل، لكن سيموني إنزاجي نجح في ذلك بجعله محطة ممتازة للعودة في عمق الوسط والارتداد هجوميًا لاستغلال سرعته في المساحات التي يتركها دفاع الخصم، وقد ساعده اليوفي على ذلك فسجل هدفًا عبر تلك الثغرة وهدف آخر برأسية هرب بها من المدافعين، سمات إيموبيلي تجعله لاعبًا مهمًا للمنتخب الوطني الإيطالي، بداية موفقة للموسم ليُقنع المدرب فينتورا باصطحابه معه لمونديال روسيا.
■ * لقب جديد يحرزه سيموني إنزاجي مع النادي العاصمي، الذي نجح هذا الصيف في عمل ميركاتو جيد، ولم يُفرط سوى في لوكاس بيليا حتى الىن والذي كان عقده سينتهي في الصيف القادم، على لاتسيو استغلال هذه البداية المعنوية الإيجابية وتدعيم الفريق ببديل آخر في خط الهجوم مكان إيموبيلي، والتأكد من جلب بديل قوي لبالدي كايتا الذي يريد الذهاب لليوفي، وإن كان كل شيء مازال ممكنًا، هل تُغير خسارة اليوفي الليلة من أفكاره وما في رأسه ويقرر البقاء لقيادة لاتسيو للمنافسة على المركز الرابع المؤهل لدوري الأبطال؟، لا أعتقد، بحسب موقع جول.