قتيبة الغانم.. رجل أعمال كويتي دمر الإعصار شركته وقرر العودة للنجاح
يعتبر قتيبة الغانم من أشهر رجال الأعمال في الكويت، وهو رئيس مجلس إدارة صناعات الغانم. ويعرف أنه شخصية قيادية محورية تحولت تحت قيادته مجموعة الغانم من لاعب إقليمي تقليدي إلى شركة مبتكرة وحديثة تنافس بجدارة في السوق العالمية.
وقام ببناء ثقافة خاصة بشركته تجذب أصحاب المواهب والخبرات وتحتضن التكنولوجيا وترحب بالتفكير المبتكر الذي يسهم في رفع مستوى المنافسة، وكان نهجه يتحدى التفكير الإقتصادي التقليدي في الكويت مما ساعد في تسريع عملية التحول إلى ثقافة الأعمال المعاصرة. ويشارك قتيبة بشكل كبير في وضع رؤية واستراتيجية الشركة وضمان استمرارها في مسار النمو والإزدهار.
تعرف علي قاعدة الـ«20-80».. ولماذا هي الأنسب دائما لتحقيق النجاح ؟!
قام قتيبة الغانم إلى جانب أبيه يوسف الغانم وجّده أحمد بوضع أسس نجاح مجموعة الغانم الصناعية، وكانت الشركة في بداياتها تتخصص بتجارة اللؤلؤ وحققت نجاحات كبيرة في هذا المجال حتى أصبحت من أهم الشركات التي تقدم أجود أنواع اللؤلؤ في الكويت.
وفي عام 1925، دمر إعصار كبير كامل أسطول الشركة وبدلاً من البدء من جديد وجد قتيبة فرصة جديدة في حاجة الكويت المتزايدة إلى مواد البناء فأسس شركة لتجارة الأخشاب وحقق النجاح للشركة مرة أخرى.
حصل يوسف الغانم والد قتيبة على لقب السير من الملكة البريطانية بعد نجاحه كوسيط لامتياز النفط الأول بين شركة النفط الأنجلو-فارسية (البريطانية للبترول حالياً) وأمير الكويت وذلك لكونه رجل متعلم ومثقف. ومنذ ذلك الحين، أصبح الإلتزام بالتعليم إرثاً عائلياً ومحركاً رئيسياً لنجاح أعمال العائلة.
ولد قتيبة بالكويت ونشأ وقضى معظم طفولته فيها إلى أن غادر إلى المملكة المتحدة حتى يكمل تعليمه في غوردونستون في سكوتلاند. وفي أواخر الستينيات، التحق قتيبة بجامعة كاليفورنيا في بيركلي وقد أثرت هذه الفترة بشكل كبير على آرائه في مجال الأعمال التجارية والتعليم. عاد إلى الكويت بعد أن انهى دراسته في بيركلي في عام 1970، وكانت تجربته الأولى كأحد رواد الأعمال في تجارة الأأثاث الراقية، وأطلق شركته خاصة تحت اسم "الدار" وكانت من سماتها المميزة التركيز الكبير على خدمة العملاء مما رفع من مستوى جودة المنتجات والخدمات في الكويت، كما أنها وضعت معايير جديدة للشركات في المنطقة.
طلب يوسف الغانم من ابنه أن يساعده في مواجهة أزمة السيولة التي تواجهها شركة العائلة، واستخدم قتيبة أنذاك نهجاً غير تقليدياً لتأمين خطوط الائتمان والتمويل الإضافي مما ساهم في حل أزمة السيولة بشكل سريع ونمو المبيعات بشكل كبير. وبعد ذلك، قام يوسف بتعيين ابنه كعضو منتدب لشركة يوسف الغانم وأولاده في عام 1971.
بدأ قتيبة في عملية إدخال ثقافة الأعمال المعاصرة وتجديد الشركة، كما أنه قام بأتمتة الضوابط المالية والمحاسبية للشركة.، وأصبحت مجموعة الغانم أول شركة في الكويت تمتلك حاسوباً رئيسياً وفي أوائل السبعينيات من القرن الماضي. وشجع على أسلوب التغذية الراجعة في العمل والنقد المهني، كما شجع الموظفين لطرح أفكارهم بكل حرية مما شجعهم على العمل بتفاني أكبر من أجل تحقيق النجاح للشركة. وبعد حصوله على موافقة والده، قام قتيبة بتغيير اسم شركة العائلة من يوسف الغانم وأولاده إلى صناعات الغانم التي أضافت بمرور الوقت أقساماً جديدة لتنويع الأعمال والتوسع في المنطقة من خلال عقد صفقات مع العديد من العلامات التجارية العالمية الرائدة.