تعلم تقنيات الخمس ثوانٍ للتخلص من التوتر
كل شخص يتعامل مع مشاعر التوتر بشكل مختلف، فالبعض يجد في التأمل أو الرياضة أو الإستماع للموسيقى سبيله للتخلص من هذه المشاعر السلبية والبعض الاخر يكبتها ويتجاهلها على أمل ان تختفي من تلقاء نفسها.
تقينيات التخلص من التوتر عديدة كما هو معروف، لكن احياناً ما تحتاج اليه هو الحلول السريعة، خصوصاً خلال ساعات العمل.. وهذا ما سنقدمه لك بالضبط.. تقنيات لا تتطلب سوى الثواني المعدودة والتي تعيد اليك تماسكك وتمهد لك الطرق للهدوء.
توقف وتنفس
الحل البديهي الذي ما ننفك ننسى القيام به حين نجد أنفسنا في موقف يحفز مشاعر التوتر. حين تجد نفسك في موقف جعلك تتوتر بشكل مفاجئ كمكالمة هاتفية مزعجة أو تكليفك قبل نهاية دوامك بدقائق بمهمة تتطلب ساعة على الأقل وغيرها من المواقف فإن ظهور الاعراض البدنية والعقلية المرتبطة بالتوتر يصعب إيقافها لكونها تسير وفق نمط معين، تسارع في نبضات، القلق فتنفس سريع وغير عميق ثم ضبابية دماغية.
كسر هذه النمط يكون من خلال التنفس بعمق وبطء.. الدراسات تؤكد بأن نوعية المشاعر التي نختبرها مرتبطة بشكل مباشر بآلية التنفس الخاصة بنا. التنفس بعمق يرفع كمية الأوكسجين التي تصل الى الدماغ وبالتالي يخفض مستويات هرمون التوتر الكورتيزول.
شعارك الخاص
الطريقة هذه سريعة وفعالة جداً.. كل شخص يتعامل بشكل إيجابي مع كلمات معينة لها تأثيرها السحري عليه. جمل مثلا« أنا بخير» أو «كل شيء سيصبح أفضل» أو أي من الكلمات التي تجعلك تهدأ كررها في عقلك مراراً وتكراراً. في حال لم تكن تعرف الكلمات الخاصة بك يمكنك بكل بساطة تكرار كلمات إيجابية تتعلق بشكل مباشر بالموقف الذي تتواجد فيه.
الهدف هنا العثور على مساحة إيجابية ترفع معنوياتك وتجعلك تنظر الى المسألة من زواية اخرى. الالية هذه في الواقع اقرب الى التأمل وعلى المدى البعيد تحصن دماغك ضد التوتر فوفق الدراسات تبين بأن تدريب العقل بهذه الطريقة أثر بشكل إيجابي على الممرات العصبية ما يعني انه الموقف نفسه في المستقبل لن يكن له أي تأثير يذكر.
وضعية جلوسك
الجلوس بوضعية متراخية أو حني الكتفين الى الامام هي أصلاً من دلائل التوتر، ناهيك عن واقع أن وضعيات الجسد الخاطئة يمكنها أن تجعلك تشعر بالتوتر من خلال الإنهاك الجسدي الذي تشعر به جراء الجلوس بطريقة خاطئة.
الذين يعانون من توتر دائم يجلسون عادة بطريقة غير مستقيمة .. لذلك تعديل بسيط في هذه الوضعية سيبدل كل شيء. في حال كنت تجلس حالياً بوضعية سيئة قم بالتعديل المطلوب واجعل ظهرك بشكل مستقيم وارجع كتفيك الى الخلف وستلمس الفرق بنفسك.
انظر في المرآة
في كل فيلم يطالعنا مشهد البطل وهو يحدق بنفسه بالمرآة قبل اتخاذه قراراً هاماً أو قبل الدخول في مواجهة مع الأشرار.. وفي الواقع التقنية هذه مفيدة جداً. نظرة مطولة الى نفسك في المرآة يمكنها ان تقلل من مستويات التوتر.. وفي حال قمت بإرفاقها بالجمل المهدئة التي سبق وتحدثنا عنها فالتأثير مضاعف لكن حاول هنا أن تتمحور الجمل هو تحسين الثقة بالنفس مثل جمل «أنا بارع جداً» أو «يمكنني التعامل مع هذا الموقف».
العضلات المتشنجة
عندما يتوتر أي شخص كان فان عضلات جسده كاملة تتشنج وبشكل خاص عضلات الفك، الرقبة، الكتفين، الظهر والمعدة. ما عليك القيام به هنا محاولة التخلص من التشنج إما من خلال التمطط أو من خلال تدليك تلك العضلات المتشنجة.
يمكن أيضاً الضغط على المنطقة الواقعة بين الإبهام والسبابة أو على المنطقة الداخلية للمعصم، تقنية اخرى هي من خلال النقر بإصابعك بشكل متتابع وخفيف على المنطقية الواقعة بين العينين أو على عظمة الترقوة. هذه الحركات البسيطة تقلل مستويات هرمون التوتر الكورتيزول وترفع مستويات هرمونات السعادة الأوكسيتوسين والدوبامين والسيروتونين.
تحكم بأفكارك
أول ما يحدث حين نصاب بالتوتر هو أننا نفقد السيطرة على عشرات الافكار التي نبدأ بالتفكير بها دفعة واحدة.. لذلك ما عليك القيام به هنا هو التوقف لبرهة ثم إعادة قولبة نظرتك للامور.. وحين تقوم بذلك ستبدل ردة فعلك البدنية والعقلية على ما سمعته للتو وأثار توترك.
خياران لا أكثر تكون أمامهما حين تواجه المواقف هذه، إما الدخول في مواجهة أو البحث عن الحلول. ندرك بأن النظريات أسهل بأشواط من التطبيق لكن الأمور تصبح سهلة جداً حين تتدرب عليها لانها ستصبح لاحقاً أقرب الى العادة.
مثلاً أنت في موقف تشعر فيه بالتوتر بسبب مشروع ما عليك تسليمه لأنك تدرك بأنك لم تنجز نصف المطلوب حتى الآن.. عوض الشعور بالتوتر والغضب حاول أن تنظر الى الموقف من زاوية مختلفة، اعتبر أن تأخرك هو اقرب الى التحدي وبأنك حالياً تملك فرصة لا تعوض لإظهار قدراتك.
لا تجعل نفسك «نجم» المواقف الدرامية التي لم تحصل بعد، لا تسأل نفسك «لماذا» بل استبدلها بـ«ماذا».. أي ماذا يمكنني أن افعل لحل هذه المشكلة.