في بوركينا فاسو كل الإبداع في البساطة
بوركينا فاسو
بوركينا فاسو، يقال إذا أردت أن تكون مبدعاً فعليك أن تخالط المبدعين من حولك، ولكن ما حصل في هذه القرية الواقعة في بوركينا فاسو أن سكانها قد أبدعوا ولكن ليس بخلطتهم، بل بعزلتهم عن كل ما هو خارجي وغريب.
حيث أن القرية بكاملها تبدو كمعرض تراثي لا شبيه لرسوماته في العالم، ولكن الأمر المؤسف أن القرية لا تسمح كثيراً بالزيارة إليها، حيث أن شعبها يحرص للبقاء بعيداً عن العالم الخارجي ولا يحبّذ الاختلاط بالغرباء ولو كانوا من السيّاح.
إلا أن فئات قليلة من المجموعات السياحية والمصورين قد تمكنت من الدخول إلى هذه التحفة المعمارية، وتمكنت من الاستمتاع برؤية البساطة عندما تترجم إلى إبداع تجلى في دورها ومنازلها.
تعرف القرية باسم Tiebele وتقع أسفل تلة في بوركينا فاسو، غرب قارة إفريقيا، ويعيش داخلها شعب كاسينا الأفريقي، الذي يعود تاريخ استقراره في المنطقة إلى القرن الخامس عشر للميلاد. لذلك فهو من أقدم الجماعات في البلاد وأكثرهم انعزالاً.
إلا أن هذه العزلة كانت السبب وراء تلك المنازل الهندسية الغريبة ذات التصاوير التقليدية القديمة والمصنوعة من أبسط المواد كالقشّ والطين والخشب ومخلفات الحيوانات،
وتتميز جدرانها برسومات ونقوش غريبة مصنوعة من الطبشور الأبيض والطين الملون، تقوم النساء برسمها وتزيينها ومن ثم تغليفها بمادة الورنيش الطبيعية وهي المادة المصنوعة من مغلي شجرة الفاصولياء الإفريقية وذلك لحماية الجدران من عوامل الطقس المتقلبة.
وما يزيد الجو جمالاً أشعة الضوء التي تخترق الفتحات الصغيرة الموجودة في الجدران وكذلك الأبواب الأمامية للمنازل، مما يجعل المنظر العام للقرية يوحي بالراحة والسكينة التي تعطيها البساطة المتناهية في التصميم.
يذكر أن هناك منازل ملكية خاصة بوجهاء القرية ونبلائها ولكنها لا تختلف عن بقية المنازل بل هي مصنوعة من الطين المزيّن بالأشكال الهندسية المختلفة.
حاول أن تكون من القلّة المحظوظة التي تزور هذا المكان في العالم واعمل جهدك لتكون بسيطاً وودوداً وخاصةً أنك ستكون في مجتمع لا يرغب كثيراً بحضورك ولكن البساطة والغرابة تجارب قلما تتاح في عالم السياحة المعاصرة، لذلك فهي تستحق منك القليل من المغامرة.