جاستن ترودو السياسي الذي ينافس المشاهير
جاستن ترودو
جاستن ترودو، عام 2015 ضجت كندا والعالم، بخبر فوز المرشح الليبرالي جاستن ترودو بمنصب رئيس الوزراء في كندا، ولم يكن سبب الضجة كونه ابن رئيس وزراء سابق ولا عمله معلماً فقط، بل لأنه ثاني أصغر رئيس وزراء في تاريخ كندا.
ولد ترودو في 25 نوفمبر عام 1971 في مدينة أوتاوا، وهو الابن الأكبر لرئيس الوزراء الكندي السابق بيير ترودو، وهو ما جعله مهتماً بالسياسة منذ صغره، ومن المفارقات الطريفة أن الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون، تنبّأ لجاستن بمستقبل سياسي زاهر، أثناء زيارته لكندا، وكان عمره بضعة أشهر فقط.
درس ترودو في المدرسة نفسها التي تعلم فيها والده، وهي مدرسة "Jesuit-run College Jean-de-Brebeuf"، ثم اتجه إلى دراسة الأدب في جامعة Mcgill، وحصل على شهادة البكالوريوس عام 1994، ومن ثم درس التربية والتعليم في جامعة British Colombia وحصل على شهادتها عام 1998.
بعد الانتهاء من الدراسة، توجه جاستن للعمل معلماً لبضع سنوات في فانكوفر، وظهر عام 2000 على برنامج تلفزيوني وطني، حيث أبهر الناس ببلاغة خطابه، والكاريزما التي يمتلكها. وجلب المديح الكبير لوالده، حيث بدأ أبدى رغبة في دخول ولده عالم السياسة، لكن جاستن رفض ذلك، بل عاد إلى مونتريال، ليصبح رئيس مجلس إدارة "Katimavik"، وهي مبادرة لخدمة الشباب أسسها والده. كما اشتهر عبر البلاد بخطاباته التحفيزية للشباب لحثهم على الأعمال التطوعية.
سنوات عدّة من رفض الدخول في معترك السياسة، انتهت، عندما انضمّ جاستن إلى المجال بإدارة فرقة الحزب الليبرالي لتجديد الشباب، بعد هزيمة الحزب في الانتخابات، عام 2006. وفي السنة التالية بدأ حملته للانتخابات البرلمانية للفوز بمقعد عن مقاطعة مونتريال عن دائرة بابينو، وكان له ما أراد، حين فاز بالمقعد عام 2008. واستمر الشاب في إثبات ميزاته في الحزب الليبرالي، حتى انتخب رئيساً له عام 2013.
الجانب الشخصي هو ما رفع أسهم ترودو لدى الكنديين، بشكل كبير، فأعماله التطوعية ومشاركاته الرياضية ملاكماً، وحتى ظهوره ممثلاً في أحد الأفلام، فضلاً عن الكاريزما الخاصة التي يتمتع بها، ودعواته الدائمة إل التسامح الديني، ومناهضة التطرف والعنصرية، كل ذلك جعل منه شخصية محبوبة لدى الكنديين باختلاف أعراقهم وأديانهم، وظهر ذلك بوضوح عند ترشحه لمنصب رئيس وزراء البلاد.
في بداية 2015 أعلن ترودو عن حملته الانتخابية لمنصب رئيس الوزراء في حال فوز حزبه بالانتخابات البرلمانية، حيث وعد بتغيير جدي، من خلال رفع الضرائب للطبقة الغنية وخفضها للطبقة المتوسطة. كما تعهد بحماية حق الإجهاض للنساء، والحفاظ على البيئة وإيقاف التغيير الهائل في مناخ البلاد، وحققت حملته ردود فعل إيجابية، مقابل حملة منافسه ستيفن هاربر الذي أراد أن ينتخب للمرة الثانية رئيساً للوزراء.
4 نوفمبر 2015 كان يوماً تاريخياً لترودو والحزب الليبرالي، حيث أعلنت نتائج الانتخابات فوز الحزب بالغالبية في البرلمان، وانتخب النواب ترودو رئيساً للوزراء بعمر 43 عاماً، وهو ثاني أصغر رئيس وزراء في تاريخ البلاد. وقال في خطاب النصر الذي ألقاه أمام البرلمان إن الكنديين قد تكلموا واختاروا حكومة تملك رؤية متفائلة وطموحة للبلاد، ووعدهم بأن يقود تلك الحكومة بأفضل ما يستطيع.